كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

شيرّي براندي[1]

فارلام شالاموف | ترجمة: نوفل نيوف
شيرّي براندي[1]
هذه القصة لشالاموف هي واحدة من 22 قصة لكلٍّ من ليونيد أندرييف ويِفغيني زَمياتِن ونيكولاي غوميليوف وفلاديمِر نَبوكوف وأندريه بلاطونوف، وشالاموف، في كتاب “زهرة تحت القدم – قصص روسية/النصف الأول من القرن العشرين” والذي سيصدر قريباً عن “محترف أوكسجين للنشر”.
***
الشاعر على أعتاب الموت. كفّاه الكبيرتان المنتفختان من الجوع، بأصابعهما البيضاء الخالية من الدم، ملقاتان على صدره لا تختبئان من البرد. فيما مضى كان يدسّهما في عبِّه، على جسده العاري. أمّا الآن، فشحيح هو الدفء. لقد سرقوا قفّازَيه منذ زمن بعيد، فما كانت السرقات تحتاج إلى أكثر من الوقاحة، وكانوا يسرقون في وضح النهار. شمس الكهرباء الشاحبة التي لطّخها الذباب، ويحميها شبَكٌ معدنيّ دائري، مثبّتة عالياً تحت السقف، يسقط ضوءُها على رِجليه وهو مستلقٍ، كما في صندوق، في ظلمة مكانه العميقة على الطابق الأرضي من أسِرَّة السجن التي تتألّف من طابقين خشبيّين فوق بعضهما البعض. وبين حين وحين تتحرك أصابعه، تصطفق مثل صَنجَين، تتلمَّس زرّاً، أو عروة، أو ثقباً في ثوبه الشتوي، تنفض عنه وسخاً لتعود فتتوقّف من جديد. ظل الشاعر يعاني الموت وقتاً طويلاً حتّى لم يعد يدرك أنه يموت. أحياناً تأتيه متدافعة عبر دماغه بألمٍ وعلى نحوْ محسوس تقريباً فكرة ما، بسيطة وقويّة تقول له إنهم سرقوا الخبز الذي وضعه تحت رأسه، فيكويه ذلك بنار حامية تجعله مستعدّاً لأن يجادل ويشتم ويتعارك ويبحث ويبرهن، من دون القدرة على ذلك، فتضعف فكرة الخبز… وسرعان ما يفكِّر بشيء آخر، بأن الجميع سيُنقَلون إلى ما وراء البحر، وأن السفينة تتأخّر لسبب ما، ومن حسن حظّه أنه هنا. وبقدْر واحدٍ من السهولة والضبابية يفكّر بالشامة الكبيرة على وجه خادم البرّاكة. يفكّر معظمَ ساعات يومه بتلك الحوادث التي تملأ حياته هنا. فالرؤى التي تَمثُل أمام عينيه لم تكن من طفولته وصِباه ونجاحه. لقد كان طول حياته متعجِّلاً لبلوغ شيء ما، وإنه لَرائعٌ الآن عدمُ حاجته للعجَلة، وأن في وسعه أن يفكِّر على مهل. فراح يفكِّر من غير ما عجَلة بما للحركات التي تسبق الموت من رتابة عظيمة، وبما فهمه ووصفه الأطبّاء قبل الفنّانين والشعراء. فوجْه هيبوقراط، أي قناع الإنسان قبل الموت، يعرفه كلّ طالب في كلية الطب. والرتابة الغامضة التي تسِم حركات ما قبل الموت هي التي دفعت فرويد إلى الإدلاء بأكثرِ افتراضاته جرأة. إن الرتابة أو التكرار هي التربة التي لا بد منها للعلم. ليس الأطباء، بل همُ الشعراء من يبحثون عمّا لا يتكرّر في الموت. قدرته على التفكير أمست مألوفة لديه. وغثيانُ الجوع قد صار معروفاً منذ زمن بعيد، وسيّان عنده كلّ شيء، ظفرُه الوسِخ وهيبوقراط، والحارس بشامته الكبيرة.
تأتي الحياة إليه وتمضي، فقد كان يموت. غير أن الحياة تعود إليه من جديد، فتنفتح عيناه، وتظهر أفكاره. وحدَها الرغبات لا تأتي. لقد عاش زمناً طويلاً في هذا العالم، وكثيراً ما يحدث أن تعاد الحياة للناس بواسطة التنفّس الاصطناعي، بالغلوكوز، بالكافور أو بالكوفايين. يعود الإنسان إلى الحياة. ولِمَ لا؟ إنه مؤمن بالخلود، بالخلود البشري الحقيقي. كثيراً ما يفكّر بانعدام أيّ أسباب بيولوجية تمنع الإنسان من العيش أبد الدهر… ما الشيخوخة إلا مرضٌ قابلٌ للعلاج، ولولا وجودُ هذا اللغز المأساوي الذي لم نجد حلّاً له حتى هذه اللحظة لكان بإمكانه أن يعيش أبدَ الدهر، أو إلى أن يتعب، وهو ليس تعِباً من الحياة نهائياً، حتى الآن، في هذه البرّاكة «المؤقّتة» (الترانزيت)، كما يحبّ السكان المحليون أن يقولوا. إنها الشيخوخة عتبةَ الرعب، وليست الرعبَ نفسه. بالعكس، فقد عاشت هنا روح الحرّية، والجميع يشعرون بذلك. أمامهم معسكر الأشغال الشاقة، ووراءهم السجن. ذلك هو «العالم على الطريق»، وكان الشاعر يدرك ذلك.
ثمة طريق آخر للخلود، طريق الشاعر تيوتشِف:
طوبى لمن زار هذا العالم
في لحظاته المشؤومة.
ولكن إذا لم يقدّر له، كما هو واضح، أن يكون خالداً في صورة بشرية، كوحدة فيزيائية، فإنه جدير بالخلود الإبداعي. كانوا يَعدّونه الشاعرَ الروسي الأول في القرن العشرين، وكثيراً ما يظن أنه كذلك حقّاً. لقد كان يؤمن بخلود شِعره. لم يكن له تلاميذ، وهل يَحتمل الشعراءُ التلاميذ؟ وكان أيضاً يكتب نثراً، رديئاً، ومقالات. ولا يجد شيئاً جديداً ومهمّاً في الشعر إلا في قصائده، كما كان يبدو دائماً. فقد كانت حياته الماضية كلّها أدباً، كتاباً، حكاية، حلماً، ووحدَه اليومُ الراهن كان حياة حقيقية.
لم يخطر له هذا كلُّه في أثناء النقاش والجدال، وإنما خفية، في مكان ما من أعماقه. ما كان يَنقص هذه الخواطرَ هو الهيام. ذلك أن اللامبلاة سيطرت عليه منذ زمن بعيد. كم كان ذلك مجرّدَ أشياء سخيفة، «جَرْيَ فئران»، بالمقارنة مع ثقل الحياة المقيت. كان يتعجَّب من نفسه كيف يستطيع أن يفكّر على هذا النحو بأشعاره، بعد أن تقرَّر كلّ شيء، وهو يعرف ذلك جيّداً، وأفضلَ من أيٍّ آخر؟ من بحاجة إليه هنا، وفي مستوى مَن يضع نفسه؟ ولماذا كان يجب عليه أن يفهم هذا كلّه، فانتظر… وفهِم.
في تلك الدقائق التي كانت تعود الحياة خلالها إلى جسده وتبدأ عيناه العكِرتان، شبهُ المغمَضَتين تريان فجأة، وجفناه يرتعشان، وأصابعُه تدبّ فيها الحركة، كانت تعاوده الأفكار التي لم يكن يعتقد أنها الأخيرة.
تدخل الحياة من تلقاء نفسها مثلَ مالكة تتصرّف على هواها. فهو لم يدعُها، إلا أنها دخلت جسدَه، ودماغَه، مثل القصائد، مثل الإلهام. وقد انكشف له معنى هذه الكلمة بكامله لأوّل مرّة. القصائدُ هي تلك القوّةَ الحيويّة التي عاش بها. هكذا بالضبط. لم يكن يحيا من أجل القصائد، بل كان يعيش بها.
الآن بات ذلك واضحاً ومحسوساً إلى درجةٍ جعلتِ الإلهام حياة. وقد تسنّى له قبل الموت أن يعرف أن الحياة كانت إلهاماً، إلهاماً بالضبط.
لقد فرح بأنْ قُدِّر له أن يدرك هذه الحقيقة الأخيرة.
كلّ شيء، والألَم كلّه، يقارن بالشعر: العمل، ووقْع حوافر الخيل، والبيت، والطير، والصخر، والحبّ-الحياة كلّها تَدخل الشعرَ بسهولة وتتّخذ فيه مكانها المريح. وهذا ما كان ينبغي أن يكون على هذه الصورة، إذ إن الأشعار كانت الكلمة. والمقاطع الشعريّة تنهض الآن بخفّة أيضاً، واحداً تلو الآخر، وإن كان منذ زمن بعيد لم يكتب ولا كان في مقدوره أن يدوِّن أشعاره، فإن للكلمات أن تنهض في كل مرة، بيُسر، في إيقاعٍ محدَّد ما، وغيرِ عاديّ. كانت القافية باحثاً، أداة مغناطيسية للبحث عن الكلمات والمفاهيم. كلّ كلمة جزء من العالَم، تتجاوب مع القافية، والعالم برمته يمرّ بسرعةِ آلة إلكترونية. كلّ شيء يصرخ: خذْني! كلّا، خذْني أنا. ما كان هناك من ضرورة للبحث عن أيّ شيء. لم يكن مطلوباً إلّا الانتقاء. كأنما كان هناك شخصان: شخص يؤلِّف، أطلقَ نجمته الدوّارة، وشخص ينتقي، وبين حين وحين يوقف النجمةَ الدوّارة التي أطلقها. وفيما يرى أنه هو هذان الشخصان، أدرك الشاعر أنه يؤلِّف الآن أشعاراً حقيقية. وما هَمَّ أنها ليست مدوَّنة؟ فالكتابة، والطباعة؛ كلّ ذلك باطلُ الأباطيل. كلّ ما يولد غيرَ منزَّه عن الغرض ليس هو الأفضل. إن الأفضل هو ما لم يُكتَب، ما أُلِّف واختفى، ذاب من غير ما أثرٍ، وليس إلا بهجةُ الإبداع التي يشعر بها الشاعر ولا يُخطئها مع أيّ شيء آخر ما يُثبِت أن القصيدة أُنجِزت، وأن الجميل قد أُنجِز. هل هو على خطأ؟ هل خالية من الخطأ بهجتُه الإبداعية؟
لقد تذكَّر كم كانت رديئةً أشعارُ ألِكساندر بلوك الأخيرة، وكم كانت هشّة من الناحية الشعرية، وكيف لم يكن بلوك يفهم ذلك، على ما يبدو…
أرغم الشاعر نفسه على التوقّف. فِعلُ ذلك هنا أسهلُ ممّا في أيّ مكان آخر سواء في لينينغراد أو في موسكو.
هنا انتبه فجأة إلى أنه من زمان لم يكن يفكِر بأيّ شيء. مرّة أخرى كانت الحياة تغادره.
استلقى ساعاتٍ طويلةً من غير ما حركة، وفجأة رأى غيرَ بعيد عنه شيئاً يشبه دريئة للرماية أو خريطة جيولوجية. خريطة خرساء، عبثاً حاول فهْم ما هو مرسوم فيها. انقضى غيرُ قليل من الوقت قبل أن يُدرك أن هذه أصابعُه. كان ما يزال على أطراف أصابعه آثارٌ بنّيّة اللون خلّفتها لُفافات الماخوركا التي استُهلكت وامتُصَّت حتّى آخر رمق فيها، وبرز واضحاً على المخدّات أثرُ بصماتٍ يشبه رسم تضاريس جبلية. كانت هذه البصمة واحدة على الأصابع العشرة كأنها دوائر لها مركز واحد، شبيهةٌ بمقطع من جذع شجرة. تذكّر كيف أوقفه، وهو طفل، في المنتَزه ذاتَ مرّة صينيٌّ يعمل في المغسلة الواقعة في قبو البيت الذي ترعرع فيه. فقد أخذه الصيني مصادفة من يده، ثم مدَّ يده الأخرى وقلب كفَّيه إلى الأعلى وبحماسة صرخ ناطقاً كلمات بلغته. وتبيّن أنه أعلن أن الطفل سعيدٌ ويتمتّع بعلامة مميّزة أكيدة. لقد تذكّر الشاعر هذه العلامة مرّات كثيرة، وخاصّة عندما نشر كتابه الأول. والآن تذكّر الصينيّ من دون ضغينة وسخرية، إذ لم يكن مبالياً بشيء.
الشيء الأهمّ هو أنه لم يمُت بعد. بالمناسبة، ماذا يعني القولُ: مات كشاعر؟ لا بدّ أن في هذا الموت شيئاً له سذاجةُ الأطفال، أو شيئاً مفتَعلا، مسرحيّاً، مثلما في موت يسينِن وماياكوفسي.
مات كممثّل، هذا شيء مفهوم بعدُ. أمّا مات كشاعر؟ نعم، لقد خمّن شيئاً ممّا كان ينتظره في المستقبل، فقد قُيِّض له في أثناء نقله من سجن إلى آخر أن يفهم ويتبيّن سرَّ كثير من الأشياء. وقد فرح، وكان فرحه هادئاً جراء عجزه، وراوده الأمل بأنه سيموت. كما تذكّر جدالاً قديماً دار في السجن حول: ما الأسوأ وما الأشدّ رعباً، أهوَ معسكر الأعمال الشاقّة أم السجن؟ لم يكن أحد يعرف شيئاً، كانت الحجج نظرية، وما أقسى بسمةَ ذلك الشخص الذي جيء به من معسكر الأعمال الشاقة إلى السجن. لقد احتفظ في ذاكرته بتلك البسمة إلى الأبد، حتى إنه كان يخاف أن يتذكّرها.
تصوّروا بأيِّ مهارة سيخدعهم، ولمدة عشر سنوات كاملة. لقد كان في معسكر الأعمال الشاقة قبل عدة سنوات وهو يعرف أنه مُدرَج في قوائمَ خاصةٍ وإلى الأبد. إلى الأبد؟ لقد اختلطت المعايير، وغيّرتِ الكلمات معناها.
من جديد شعر بحركة مَدٍّ في قواه، حركة مَدٍّ بالضبط، مثل مَدِّ البحر. مَدٌّ يستمر ساعات طويلة، ثم يأتي الجزْر. إلا أن البحر لا يغادرنا إلى الأبد. فهو سيعود ويعتدل.
فجأة اشتهى أن يأكل، ولكنه لم يقو على الحركة. فتذكر ببطء وصعوبة أنه أعطى حَساءه اليوم لجاره، وأن كأسه من الماء المغليّ كانت غذاءه الوحيد في النهار الأخير. إضافة إلى الخبز، طبعاً. إنّما الخبز الذي قدّموه له قبل مدة طويلة جداً، جداً. أمّا خبز البارحة فقد سرقوه. كان هناك مَن ما يزال عنده قدرةٌ على السرقة.
ظلّ على هذا النحو مستلقياً، خفيفاً، خاليَ البال إلى أن جاء الصباح. فازدادت صُفرة ضوء الكهرباء قليلاً، وجاؤوا بالخبز على أطباق كبيرة من خشب رقيق، على جَري العادة كل يوم.
غير أنه لم يعُد يَقلق، أو يتفحص الطرف الناضج من الرغيف، ولا يبكي إذا كان من نصيب غيره، ولا عاد يدسُّ يده في فمه، ولا عادت أصابعه ترتجف وهي تدسّ في فمه كسرة الخبز المضافة لتذوب هناك، ولا ينتفخ منخراه ويحس بكيانه كل طعم خبز الجودار الطريّ ورائحته. ولكنّ كسرة الخبز المضافة لا تكون في فمه، وإن تصوّر بلعها فحرك فكَّه. لقد ذابت كسرة الخبز واختفت وكان ذلك عجيبة من العجائب الكثيرة هنا. كلّا، إنه الآن لم يعُد قلقاً. ولكنْ عندما وضعوا له حصته اليومية في يده أطبق عليها بأصابعه الخالية من الدم وضمّ الخبز إلى فمه. ثم عضّ على الخبز بأسنانه الأسقربوطية فنزفت لثّته وتخلخلت تلك الأسنان، ولكنه لم يشعر بالألم. وحشر الخبز في فمه وضغط عليه بكل ما أوتيَ من قوّة، وراح يمتصّه ويقضمه ويمزّقه…
حاول جيرانه أن يوقفوه:
– لا تأكلْه كلّه، خيرٌ لك أن تأكله فيما بعد، فيما بعد…
وفهم الشاعر. ففتح عينيه على سعتهما من غير أن يُفلِتَ الخبز المدمّى من بين أصابعه الوسخة الزرقاء.
– متى فيما بعد؟ – نطق بدقة ووضوح. ثم أغمض عينيه.
مع حلول المساء مات.
ولكنّهم شطبوا اسمه بعد مرور يومين، فأتيح لجيرانه الدهاة أن يحصلوا على خبز الميت يومَين، ظلَّ الميت خلالهما رافعاً يده مثل دمية. ذلك يعني أنه مات قبل تاريخ موته، وهذا تفصيل غيرُ قليل القيمة لكتّاب سيرته في المستقبل.
1958
___________________________
[1] قرأ فارلام شالاموف هذه القصة يوم 13 أيّار/مايو 1965 في أمسية شبهِ رسمية بمناسبة ذكرى الشاعر الروسي اليهودي البارز أوسيب مَنْدِلْشتام (1891-1938) الذي مات في معسكر اعتقال ولم يُعرَف له قبر حتى اليوم. وهي على شكل فانتازيا فنّية تصوِّر الساعات الأخيرة من حياة َمنْدِلْشتام.
*****
خاص بأوكسجين
فارلام شالاموف

كاتب وشاعر روسيّ (1907 – 1982). كان منذ صباه قريباً من المعارضة اليسارية في الاتحاد السوفيِتي، فاعتُقل عام 1929 مدة ثلاث سنوات. عاد بعدها إلى موسكو، فكتب أشعاراً وقصصاً، وحُكم عليه عام 1937بالسُجن لمدة خمس سنوات، في معسكرات "كوليما" شمال شرقي روسيا، امتدّت لتبلغ ستة عشر عاماً. اشتهر بسلسلة "قصص كوليما" عن حياة المعتقلين في معسكرات العمل التأديبية السوفيِتية ما بين 1930 و1950. أنجز منها ست مجموعات، ونشر بعضاً منها عام 1966 من دون ذكر اسم الكاتب في مطبوعة "ساميزدات" السرية، وفي الغرب. لم يصدر له في الاتحاد السوفيِتي خلال حياته إلا بعض المجموعات الشعرية. أواخرَ العصر السوفيِتي في الثمانينات، بعد وفاته، بدأ صدور "قصص كوليما" في بلاده.

مجلة أوكسجين الثقافية- العدد 289 | 25 آب 2024