كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

في معنى وإعراب "فلانٌ بين هياط ومياط"

محسن سلامة- فينكس

 يهيط: فعل مضارع جامد لا ماضيَ له ولا أمر.
كأن نقول: فلان ما زال يهيطُ هيطاً، أي في شرّ وجلَبَة، أو تباعد ودنوّ، الهياط بمعنى الإقبال والدنوّ بعكس المياط التباعد.
ورد في رسالة الغفران: أنّ الحطيئة الشاعر الهجّاء وُجِدَ على أطراف الجنّة، فقال: رضيتُ بحقيرٍ شَقِنٍ (قليل) وما وصلتُ إلى هنا إلّا بعد هياط ومياط (بعد تباعد ودنوّ)، وصلتُ إلى أطراف الجنّة بالصدق عندما هجوت قبح وجهي وقد رأيته على صفحة ماء:
أرى ليَ وجهاً شوَّهَ اللّهُ خلقَه
فقُبِّحَ من وجهٍ وقُبِّحَ صاحبُه
ولم يكن لي من ثواب في الدنيا سوى هذا الموقف الصادق مع نفسي قضيت عمري في هجاء الناس
ويكفي هجائي للزبرقان:
دعِ المكارم لاترحل لبغيتها
واقعدْ فإنّك أنت الطاعم الكاسي
والعرب تريد بالطاعم الكاسي المطعوم المكسوّ
أي لم تبلغ مروءة الزبرقان سوى اللباس والأكل وهي كبيرة عند العرب
فشكاه للخليفة، لم يرَ الخليفة هجاء، فطلب الزبرقان رأي الشاعر حسّان بن ثابت شاعر الرسول، فقال حسّان بن ثابت: لم يهجه إنّما سَلَحَ عليه
فصدّق الخليفة أنّ هناك هجاء مرّاً، فزجّ الحطيئة في السجن
قد نكتب في منشور قادم سيرة هذا الشاعر الهجّاء الذي لم تسلم أمّه من هجائه
وهو القائل:
أبتْ شفتايَ اليومَ إلّا تكلّما
بشرٍّ فما أدري لمن أنا قائِلُه