كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من كتاب (في مدح الكسل) لبرتراند راسل صدر في عام 1935

اختارها: بشّار عباس

لقد درجتُ، شأني في ذلك شأن معظم الجيل الذي أنتمي إليه على المثل القائل: بأن (اليدّ العاطلة عن العمل نجسة)، ولمّا كنتُ طفلاً يتحلى بأسمى الفضائل، كنتُ أصدق كل ما كان يُقال لي... واكتسبتُ ضميراً ما زال يدفعني إلى العمل الشاق حتى اللحظة الراهنة... ولكن بالرغم من أن ضميري ما زال يسيطر على (أفعالي)، إلا أن (آرائي) قد اجتاحتها ثورة... فأنا أعتقد أن العمل الذي ينجز في العالم يزيدُ عمّا ينبغي إنجازه بكثير، وأن ثّمة ضرراً جسيماً ينجم عن الإيمان بفضيلة العمل...
يسرد راسل في هذا الكتاب، قصة المسافر في نابولي بإيطاليا، الذي رأى اثني عشر شحاذاً مستلقين في الشمس، فعرض أن يقدم ليرة لأكثرهم كسلاً، فهبّ أحد عشر رجلاً لتلقي الليرة، ولكنه نفحها للرجل الثاني عشر الذي بقي مستلقياً لا يتكلف عناء السعي لتلقي الجائزة.
لكنّ راسل، يمتدح الرجل الثاني عشر هذا قائلاً: "الكسل في البلاد التي لا تستمتع بشمس البحر الأبيض الساطعة أكثر مشقة، ولا بد من دعاية ضخمة لإرساء قواعده!...".