كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

دور الأدب والإعلام المقاوم في كشف ممارسات الصهيونية ودعم القضايا الوطنية

شكل الأدب والإعلام المقاوم أرقاً شديداً للعدو الصهيوني لأنهما قاما بكشف كل ممارساته غير الشرعية في فلسطين، فأقدم على اغتيال الأديب غسان كنفاني والشاعر كمال ناصر، وما زال يتابع ممارساته ويرصدها إلى الشعب والتاريخ.

الباحث حسن الراغب أمين سر جمعية البحوث والدراسات في اتحاد الكتاب العرب قال في تصريح لـ سانا: إن الأدب منذ بداية الاحتلال واكب ودعم القضية الفلسطينية، وبعض الأدباء كانوا معنيين بالحرب والمواجهة مثل كمال ناصر في أشعاره وغسان كنفاني في القصة والرواية، مبيناً أنه في الوقت الراهن هناك كتاب يقومون بالدور نفسه، ومنهم من تعرض إلى الخطف في بداية الحرب التآمرية على سورية.

وشدد الراغب على وجوب التنسيق الإعلامي والثقافي بشكل أوسع في مواجهة الأجندات الصهيونية وممارساتها، فمن واجب المثقف والإعلامي أن يدافع عن كرامته، وأي تقصير لا يغفره التاريخ.

الباحث كرم فواز الجباعي أشار من جانبه إلى أن عملية طوفان الأقصى تركت للوسائل الثقافية رؤى تاريخية من المفترض توثيقها، ومنها تحطيم هيبة الكيان أمام مستوطنيه الذين باتوا لا يثقون بأنه سيستمر لوقت طويل، معتبراً أن طوفان الأقصى وضع قنبلة بالمشروع الأنكلوسكسوني الصهيوني ففجره، حيث بات من المستحيل تهجير الفلسطينيين، وهذا ما سيحققه الاتفاق والتفاهم بعد وقف الحرب الذي باتت وسائل الإعلام والثقافة ترصده، ولا سيما وسائل الدول المقاومة.

وبين الباحث والإعلامي الدكتور فضيل حلمي عبد الله أن الإعلام المقاوم نقل الصورة الحقيقية للحرب الإجرامية التي يشنها العدو المحتل الصهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني في غزة، فساهم في إيصال الصورة الحقيقية من جرائم الكيان الصهيوني إلى العالم رغم الحرب الإعلامية الإجرامية التي فرضتها الحالة الدولية الإعلامية للغرب ضد الإعلام الوطني الشامل المقاوم في المنطقة.

واستطاع الإعلام بغزة وبعض الدول العربية وفق الدكتور عبد الله أن يحقق الهدف الأول في رصد ومتابعة تنفيذ العمليات العسكرية البطولية التي سطرها رجال المقاومة الفلسطينية، ما أدى إلى فرض الكيان الصهيوني جميع أنواع الإرهاب والقهر، ورأينا انعكاساتها في ثقافة وأدب بعض الأدباء العرب الذين يسجلون للتاريخ كثيراً مما يجري ويدور، إضافة إلى الندوات وهذا تعكسه وسائل الإعلام في سورية وفلسطين وبعض الدول المجاورة.

وفي الوقت عينه، أوضح رئيس اللجنة الثقافية للنادي العربي الفلسطيني الشاعر محمود علي السعيد أنه رغم بهت ضوء قنديل الثقافة الإيجابية في هذه الحقبة، فما زالت كوكبة من أشاوس الكتابة وفرسانها ترفع اليد احتجاجاً وتتغنى بالجماليات والقيم والمبادئ تعمل ضد تيار الانجراف بكل ما أوتيت من شجاعة الصد والممانعة، ولم تنخرط في قوافل التفريط بغية أي مكسب أو تسهيل لأي تطبيع مع العدو.

وبين السعيد أن الأدب تجاه القضية الفلسطينية لم يقم بدوره الناصع الطاغي بالمطلق فلا بد من وجود أكثر قوة كما كان سابقاً يرهق العدو ويجعله في حسابات الأرق والخوف كما كان يفعل غسان كنفاني.

وأوضح الناقد أحمد هلال أن حضور القدس في الأدب والإبداع وسائر الفنون لم يكن حضوراً عادياً، نظراً لما تمثله القدس من مكانة مادية ورمزية وروحية عززها الخطاب الأدبي لينتج تصوره عن القدس ثقافة وحضارة وهوية تاريخية، إذ يقول الروائي المقدسي الكبير محمود شقير ثمة ضرورة لكتابات إبداعية متميزة يعي مبدعوها أهمية الدفاع عن القيم التي تحترم إنسانية الإنسان وتعزز بقاء الشعب الفلسطيني صامداً فوق أرضه مستعداً للتضحية والبذل والعطاء من أجل انتزاع حقه في الحرية والعودة، لكن القدس في الخصوصية السردية العربية والفلسطينية وما مثلته من علامات روائية ذهبت في فضاءات القدس الغنية، ومن الأمثلة الكثيرة عن تلك العلامات ما كتبه الدكتور حسن حميد بروايته الباذخة مدينة الله، وسحر خليفة في روايتيها صورة وأيقونة وغيرهم من خلال جدلية الفكر الفني واستنهاض القيم والنضال من أجل الأرض وأصالة الانتماء.

محمد خالد الخضر

سانا