كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الشاعر علي الحمصي

ولد الشاعر علي الحمصي في سلمية عام 1946.
درس في مدارسها ونال شهادة أهلية التعليم الإبتدائي.
عمل في التعليم، لكن عمله لم يكن يغطي حاجة الأسرة المتنامية، فعمل في الزراعة إلى جانب ذلك.
كتب الشعر قبل أن يتم العقد الثاني من عمره، ونشر بعضه في الصحافة السورية وشارك في دورات مهرجان الشعر في سلمية.
(كانت حاله قد وصلت إلى طريق مسدود.. وماذا يفعل كي يؤمن حياة أفضل لأسرة ربها معلم وشاعر، ولم تقدم له قطعة الأرض التي يملكها ما قدمه لها، إذ أن السماء صارت تعانده هي الأخرى ولم تقدم ما كان ينتظر منها، فطار حلم الموسم الجيد والحصيلة الوفيرة التي تسدد ديوناً تراكمت عبر الشهور والسنين.
كان من الطبيعي أمام لوحة الشقاء هذه أن لا نجد ديواناً مطبوعاً لهذا الشاعر، وهو الذي بدأ الكتابة قبل أن يتم العقد الثاني من عمره، وكان الفرح يجتاز عتبات بيته وهو يرى مقطوعاته القصيرة منشورة في مجلة أو صحيفة، يتأبطها ويجول بها على أصدقائه في مدينته المنفية وكنت أتمنى لو استطعت تحقيق أمنيته في طباعة أوراق حصلت عليها بعد وفاته، لكنني لم أجد عوناً حقيقياً، بل حماساً وأمنيات وأطفالاً كانوا ينتظرون عوناً من نوع آخر، فهم لا يعرفون ماذا يعني الشعر، وكل ما يعرفونه عنه أنه مجموعة أوراق كان يكتب بها والدهم أحياناً ويحرص عليها، ويطلع عليها بعض زواره، وهي في مجملها قصائد أو مقاطع تتناغم مع حالة البؤس التي يعيشها، يغلب عليها الشعر العمودي.
عرفه جمهور الشعر في سلمية من خلال المهرجان السنوي للشعر فيها، وتميز بشعر الألم والسخرية، كما استطاع أن يبكي هموم الوطن ويعبر عن أوجاعه، وسمعنا أصوات الشهداء في الكثير من مقاطعه) *.
رحل الشاعر علي الحمصي في 17 كانون الثاني 1996 إثر نوبة قلبية صاعقة عن عمر لم يتجاوز 50 عاماً
*من الفصل الخاص به في كتابي (شعراء سلمية) الصادر عام 2010
إعداد: محمد عزوز

من موسوعته (راحلون / في الذاكرة) الألف الأولى