كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

العبودية من أيام حمورابي إلى عصر "البترودولار"

د. عبد الله حنا- فينكس:

كان ظهور الإنسان على سطح الكرة الأرضية بداية لصراع عنيف بينه وبين الطبيعة. ولم تكن الحياة في العصور الموغلة في القدم سهلة كما هي اليوم. ولهذا اضطر الإنسان أن يعيش ضمن مجموعات كبيرة أو صغيرة كي يتغلب على مظاهر الطبيعة وتحدياتها المختلفة. وفي خضمّ صراع الإنسان مع الطبيعة بأدوات عمل بدائية بدأت بالحجارة، تمكن الإنسان من الدفاع عن نفسه. وثابت تاريخيا أن البشرية عاشت حقبا طويلة وهي تجمع قوتها اليومي عن طريق جمع الأعشاب والحشائش والثمار، ثم شرعت في ممارسة الصيد. وتعرف هذه المرحلة بمرحلة الجمع والصيد ,والمعروفة أيضا بعصر الأمومة، لأن الأم كانت هي الآمر الناهي في حين كان الرجل صفرا على الشمال.
وبعد مرور مئات ألاف السنين انتقلت بعض المجموعات البشرية إلى مرحلة الزراعة البدائية، ثم توصلت تدريجيا إلى تربية المواشي. ونشير هنا إلى أن الانتقال من مرحلة إلى أخرى استغرق آلاف السنين. فعجلة التاريخ كانت تسير في تلك الحقب ببطء شديد، مع تقدم بطئ أيضا في عملية السيطرة على الطبيعة، التي كان الإنسان يصارعها بقواه العضلية الجبارة في تلك الحقب من السنين. ومعروف تاريخيا أن المسافة الزمنية بين اكتشاف وآخر كانت تستغرق آلاف السنين، في حين أن المسافة الزمنية بين اكتشاف وآخر في القرون الثلاثة الأخيرة، منذ الثورة الصناعية تضاءلت إلى درجة أنها لا تتجاوز في هذه الأيام السنين بل الأشهر. وهذه الإنجازات الحضارية لم تتم إلا بفضل تراكم الخبرات، واستفادة كل جيل من تجارب الأجيال السابقة.
***
وقد أدى تطور القوى المنتجة ولا سيما اختراع الأدوات الجديدة إلى التقسيم الاجتماعي للعمل بين النساء والرجال وبين قبائل الرعاة والقبائل التي اعتمدت على الزراعة. وقد جرى هذا التقسيم في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد في أواسط آسيا وغربها. وكانت له آثاره الواضحة في عملية تطور الحضارة السائرة سيرا وئيدا مثقلة بمئات السنين.
عاش الإنسان في تلك الحقب الطويلة في مرحلة عرفت بالمشاعة أو المشاعية البدائية المتميّزة بالملكية المشتركة والمساواة بين الجميع. وأعقب هذه المشاعية نظام الرق.
إن ارتفاع مستوى الإنتاج في جميع الفروع: الصيد، الزراعة، تربية الماشية، الحرف، قدّم لقوة العمل البشرية القدرة على زيادة الإنتاج . فقبل هذا التطور، أي قبل نمو إنتاجية العمل، كان استثمار الإنسان للإنسان مستحيلا، إذ لم يكن بوسع أي إنسان أن ينتج أكثر من الحاجات الضرورية لبقائه على قيد الحياة. وهذا ما يفسّر قتل الأسرى بعد وقوع الاصطدامات أو قبولهم أعضاء في العشيرة في بعض الأحيان. ولكن بعد نمو إنتاجية العمل بفضل تطور القوى المنتجة تمكن الإنسان من إنتاج أكثر مما يلزم لإعالته. وهذا مما أدى إلى تراكم في الإنتاج وأفسح المجال أمام قسم من أعضاء المجتمع للعيش دون أن يبذلوا أي جهد عضلي. وهذا مما دعا إلى عدم قتل الأسرى، كما في السابق، وإلى تحويلهم إلى عبيد أرقاء يعملون في حقول المنتصرين أو يرعون ماشيتهم أو يعملون في فروع الحرف المختلفة لحساب أسيادهم، كما ظهر نوع جديد من الرق، هو الرق المنزلي القائم على خدمة العبيد لأسيادهم وسيداتهم في البيوت. وخوفا من مغازلة العبيد للسيدات جرت، كما في العصر العباسي، عملية الخصي للعبيد، وهي من أحط الوسائل بربرية في معاملة الإنسان للإنسان.
وفي مجتمع الرق هذا ظهرت الدولة لأول مرة في التاريخ كأداة في يد الأسياد لاضطهاد العبيد واستثمارهم وإجبارهم على الخنوع والعمل لمصلحة مالكيهم، وقمع أي ثورة يقومون بها. والنموذج الشهير لثورات العبيد هو ثورة سبارتاكوس في إيطاليا أيام الدولة الرومانية عام 72 ق. م. كما عرف تاريخنا العربي قيام ثورة الزنج في جنوب العراق بين عامي 896 – 883 ميلادية، أيام الدولة العباسية.  
معاوية ملك دمشق وسوريا
هل استلهمت التوراة قصَّة استقبال إبراهيم للملائكة من التراث الأوغاريتي؟
البروفيسور نائل حنون: اكتشفت مدينتين وقصائد أكدية موزونة قبل ظهور الشعر العربي بألف عام
زلفا بنت الأمير سليمان أبو حيدر
الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية من القرن الخامس عشر الى القرن الثامن عشر
《في احوال المسيحية في لبنان بالقرن السابع عشر الميلادي》
عن الأمة الآرامية
محاورة دينية جرت بين الخليفة العباسي "المهدي" وبين مسيحي عام ٧٨١م
"قومة موحسن" في مواجهة زحف الرأسمال التجاري لحيازة الأرض
الولاءات العشائرية والطائفية ونقيضها الانتماء للوطن في بلاد الشام المقسَّمة
ليس هناك أكراد ولا كردستان.. والقومية الكردية مستحدثة!
النساء السوريات ملِكات العالم
انطباعات مغترب قضى عطلته الصيفية في سورية
مسيحيو ديرالزور
ريفنا السوري.. أُسر متكاتفة ومواسم فرح وخير وعطاء