كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

زلفا بنت الأمير سليمان أبو حيدر

مهتدي مصطفى غالب- فينكس

في الوقت الذي كانت فيه المرأة في سلمية تبحث عن اتجاه للرياح، لتنشر القلوع، وتمخر عباب البحر، كانت زلفا المير صبورة تصرخ عالياً، وتعبّد الطريق، وتهيء الفصول وتزرع الأرض زهوراً وترخي حبال السفينة متخطية الأعراف والتقاليد التي فصلت الماضي عن الحاضر... الماضي المشرق ،والحاضر الذي ولدت فيه سلمية من جديد...
في هذا الظرف المعقد، راحت أصداء الصرخة تتردد في أجواء سلمية – الوليد الجديد – ولهاث الكلمات يخترق الحجب مصحوباً ببقايا ذكرياتٍ عميقة الجذور، محكمة التركيب. ولكن الازمان عندها كلّت، وتعبت، وأدمعت قوافيها عندما أمست الحروف تفتَّش عن ملاذٍ آمنٍ وخاصة عندما كانت الحيتان تريد أن تغتال إشراقة الحاضر منها.
فمن هي زلفا بنت الأمير سليمان أبوحيدر؟!
هي ابنة الأمير سليمان أبو حيدر، (والدتها زينب صقر ) جاء من القدموس وأسس إمارة جديدة في موقع صبيبه.. وسماها صبوره.. ومع الزمن صار الناس يقولون الأمير صبوره.. وهكذا صار كثيرون يعتقدون أن اسمه الأمير صبورة، باني قرية (صبورة)..
يذكر أن الأمير سليمان أبو حيدر يحمل نفس اسم جده الأمير سليمان أبو حيدر المولود في القدموس.. وقد كان جده علماً كبيراً ويعتبر من أحد أهم الدعاة الإسماعيليين.. توفي سليمان الجد في حمص ودفن فيها عام 1815.. والحفيد الأمير سليمان أبو حيدر كان رجل علم مثل جده وكان يمتلك كنزاً عظيماً من المخطوطات المجلدات ورثها عن جده وأهله.. وانتقلت هذه المخطوطات إلى ابنته زلفا..
وكانت الابنة زلفا شعلة من الضياء و الذكاء في زمن اليباس و القحط من العادات و التقاليد.. حملت زلفا هموم المرأة بوعي، وجرأة وإقدام..
وقد رثت العلم عن أبيها وتعلمت على يديه.. وتعتبر المعلمة الأولى في سلمية عام 1907، حيث أسست أول مدرسة في سلمية وقامت بالتعليم فيها، وكانت المدرسة في عز عطائها، فقد قامت بتربية أعداد كبيره من الأولاد والبنات نبغ كثيرون منهم وصاروا من كبار شيوخ الإسماعيليين.. كانت تعلم طلابها مبادئ المحبة والوفاق الديني والطائفي والمذهبي، فضلاً أن حب الآخر يعتبر أساس الايمان.. وقد عشق كافة طلابها قول محي الدين بن عربي:
أدين بدين الحب أنى اتجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني
ولدت عام 1872.. وتوفيت في عربين بريف دمشق الشرقي ودفنت في مقبرة عربين عام 1968..
إنها المرأة الشقراء ذات الشعر الأحمر، المرأة التي كانت تتوهج في بريق العيون، وتتلهف لها القلوب وتشرئب لها الأعناق، لجمالها، وذكائها، وقوة شخصيتها.
رآها المتصرف العثماني وهي مازالت صغيرة في سن الطفولة، فلمس عندها طاقة غريبة من الوعي المبكر، فأشار إلى والدها أن يدخلها المدرسة في الوقت الذي كانت فيه سلمية معدومة من المدارس، خالية من بارقة تعليم ما عدا الكتاتيب....
أرسلها والدها إلى مدينة حمص وأدخلها المدرسة الإنجيلية للراهبات وعمرها عشر سنوات، وكانت برفقتها فتاة ثانية اسمها (هدبة الصالح) واصطدم الأمير صبورة برماح العادات و التقاليد، والمجتمع المتخلف وهذا ما انعكس بشكل سلبي، وكسر زجاج المصابيح المشتعلة في حياة زلفا.
لم تكمل تعليمها في المدرسة الإنجيلية، وعادت إلى سلمية لتقبع في صمت الانتظار، ولها من العمر خمسة عشر عاماً ذهبياً، أضفى على مدينة سلمية مساحات من بقع نور الصباح.
تزوجت وعمرها سبعة عشر عاماً من السيد (حسن دلا) والمعروف الآن بـ(حسن المير) وقد أنجبت منه أحمد وزينب.. وقد كانت ظروف حسن المير صعبة للغاية، وكان مظلوماً مثله مثل عشرات الآلاف من الرجال آنذاك والذين تم سوقهم إلى العسكرية التركية.. كان يهرب لرؤية أولاده.. فيأتي العسكر الأتراك ويأخذونه ويضربونه بأعقاب البنادق بين كتفيه وهو ينظر إلى الخلف وزينب وأحمد يبكيان حتى يختفي عن الأنظار.. وقد غاب دفعة واحدة لمدة 12 عاماً.. كان رجلاً شجاعاً وقوي البنية وجميلاً..
وتزوجت مرة ثانية وكان عمرها ثلاثون عاماً من السيد حسين رستم (والذي توفي في عام 1934) وأنجبت منه عتوك (كانت عتوك زوجة حرب القطلبي وتوفيت عام 1988).. وعاشت زلفا مع أبنائها بقية عمرها..
تعمقت زلفا بالفلسفة الإسماعيلية، وأخذت تنافس المشاهير من الرجال من حملة العلم أمثال الشيخ محفوض، وشهاب الحموي وغيرهما...
ونظمت الأشعار والأغاني، وانخرطت في مجالس الرجال الذين وجدوا لديها الجرأة والوعي والقدرة على الاقناع، والطاقة الذهنية المتألقة.
عرفتُ زلفا عام 1958 وكنت حينها في المرحلة الاعدادية، عندما زارتنا للمرة الأولى بصحبة جارتنا - ابنتها زينب - ثم تكررت الزيارات عندما لمست بنا أنا وشقيقتي مياسة الإقبال الشديد على الفكر والثقافة، فأمدتنا بفيضٍ من مكتبتها التي كانت تصفها بأنها زاخرة بالمخطوطات القيمّة، ونقلنا عدداً لا بأس به من المخطوطات التي فقدت، وضاعت في حياتها، أو بالأحرى: سُلبت منها، وسجلت شقيقتي بعض أشعارها وأغانيها.
وفي مرحلة النضوج الفكري... نضوجنا نحن -تلامذتها – حاولنا أن نجمع لها الإرث الثقافي، فلم نجد إلاّ شذرات ليس لها أهمية أو قيمة في دنيا الثقافة، واتصلنا بالأحفاد علّنا نحظى بشيء ثمين، ولكنا للأسف، كانت جعبتهم خاوية. فكان جل اعتمادنا على ما سجّلناه في دفاترنا، وعلى ما أخذناه من حفيدتها – وجيهة حيدر- والتي كانت بدورها على صلة وثيقة مع جدّتها.
لقد عشقت زلفا الشعر نهراً دفاقاً، يزيّن اخضرار القلب، وكان شذاه عطراً جموحاً، يمتزج مع مياه السواقي.
كان الضياء المنبثق من عينيها يتحول إلى أشعارٍ، وكانت أشعارها مكللّة بالإيمان العميق والعاطفة الشفافة.
ففي زيارة للأمير علي شاه إلى سلمية كتبت تقول:
صبحّت بالخير كما ينبغي ❀ ❀ يا طلعَة البدر وزين الملاحِ
البدر يبدو في السماء مرّةٌ ❀ ❀ وأنت بدري في المساء و الصباحِ
وفي زيارة ثانية للأمير علي شاه إلى سلمية أحب أن ينطلق في ربوعها على ظهر حصان، وكانت وجهته أراضي الخصيميّة وجبل الخضر، وأثناء عبوره وجد غزالاً واقفاً على تلة صغيرة بالقرب من مقام (فرج أبو حية)، ولم يجفل الغزال من موكب الأمير، وكانت الشاعرة برفقة الموكب فقالت في هذه المناسبة:
الروضُ أحسنُ منظراً للمجتلي ❀ ❀ والدرّ في عنق الغزال الأكحلِ
الأمن بعد الخوف مروّعٌ ❀ ❀ ألفى نجاةً من سهام المنصلِ
وردت وقد زار الرياض فلم يدع ❀ ❀ نظراً له نحو الغصون الميّلِ
فتنزّهتِ ألحاظه في حسنه ❀ ❀ قد فتحت عن كل بابٍ مُقفلٍ
والخضر في كف الكريم وقد دنت ❀ ❀ منه الوفودُ بأمر نبيّ مرسل
وحاصرها الثلج في مرارةٍ وقسوةٍ من ولدها أحمد، لأنه كان يراها منافسة له في الفكر، وعندما أعدّت خطاباً لتلقيه بمناسبة زيارة من زيارات الأمير علي شاه إلى سلمية، فتحوّلت الأمنيات إلى دموع مصلوبة، وكان حفيدها حسن صغيراً وحاضراً مع جموع المشاهدين، وقد أسرّ بعفوية عن عدم حضور جدته، فبعث الأمير علي شاه من استحضرها، فقالت في هذه المناسبة:
أيا وصيُّ هو الدهر الخؤون وما ❀ ❀ يحظى بجدواه إلا الجاهل الغمرُ
إني لأشكر ما أوليت من حسنٍ ❀ ❀ حتى أراك به أسمو وأفتخرُ
عهدت فضلك لا يحتاج تذكرة ❀ ❀ وحُسْنُ رأيك للرؤيا فيزدهر
دلائل مخبراتٌ عن نجابتكم ❀ ❀ كالنار تخبر عن ضوضائها الشررُ
وأَلَمُ منعِ المشاهدة قد قضّ مضجعها وأوجعها، فقالت في حرقة دموعٍ ساخنة تشكو ولدها الذي أراد لنفسه الظهور:
قد أتى يا انس قلبي ❀ ❀ منك نورٌ أيُّ نــورِ
فعذابي وسروري ❀ ❀ بك يا كلّ سروري
أحمد فيّ عذولٌ ❀ ❀ فيك يضنيني بزور
وغدا كلّ براحٍ ❀ ❀ ماضياً إضفاء نور
كانت أمنيتها ألا تنطفئ أعواد الثقاب، وأحلامها ألا ترحل، فكانت رؤيتها إلى مقام الإمام اسماعيل رؤية المرأة الواعية، في جيل يتلمس شعاع الشمس، وكانت تدرك أن العلوم وخاصة إخوان الصفاء انطلقت من سلمية، فقالت:
للناس ما بقي الإمام ❀ ❀ كانّ به قّرّة العيون
به تشاد النفوس فانظر ❀ ❀ تكريمه تعلم عن يقين
إمام علمٍ وكم له في ❀ ❀ حدائق العلم من فنونِ
قد استنارت له خلال ❀ ❀ يعجز عن رصدها شجوني
ولمدينة سلمية (بلد الثقافة والعلم) ماضيها وحاضرها هوى ومواقع ذات شأنٍ، فكتب لها:
لذكر محبٍ في الهوى وحبيب ❀ ❀ من جعل حبي للعلى ونصيبي
هي الروضة الغناء والربوة التي ❀ ❀ تفاوح رياها بأطيب طيبِ
هي الغادة الحسناء جلتها يدُ العلى ❀ ❀ مسربلةً من حسنها بقشيبَ
غدتْ وهي كالشمس المنيرة بهجة ❀ ❀ بآداب علمٍ من علومٍ وأديب
وفي أحد الأعياد زارت ربعة الأمير سليمان، وطلب منها أن تعطي رأيها في قضية كانت موضوع جدال فقالت على البديهة:
رأت سليمان يوم العيد امرأةٌ ❀ ❀ تحكي إليه مثالاً كان في فيها
وأنشدت في لسان الحال قائلة ❀ ❀ إن القضية من مقدار قاضيها
لو أنّ يُعطى إلى الإمّار قيمتهم ❀ ❀ لكان تعطى إليك الدنيا وما فيها
وبين الحقول والروابي المزدانة بالزنابق والأقاحي أيام زمان، أقام الأمير اسماعيل مأدبة للنساء، وكانت زلفا من جملة المدعوات، فطلب منها الأمير تغريدة شعرية في هذه المناسبة، فقالت على البديهة:
هواءٌ رخيم وانتعاشٌ ومأكلٌ ❀ ❀ فلا المسك يحكيه ولا جيدّ العطرِ
وسمنٌ لطيف طعمه قد جاء لنا ❀ ❀ من الشيح والقيصوم من أزهر البرَّ
وبامتنا بالزيت قد كان طبخها ❀ ❀ وباللحم والدهن استمّدت بلا نُكرِ
أما شيخنا المحشيّ قد رق جلدُه ❀ ❀ ورزٌّ وزيتٌ جودُه زاد من كُثر
وحسبي اعترافي يا أجلّ الكرام إذ ❀ ❀ مآثرك المثلى تفوق عن الحصرِ
هذا وكانت المرحومة زلفا تتقن قواعد اللغة العربية ومفرداتها وبلاغتها وعروضها وموسيقاها.
أما في مجال الأغاني الزجلية، فكانت أغنيتها الأولى التي حملت عرش ضلوعها في فجرها الطالع، كحلم يتكئ على شواطئ الحنين، وهي في عطر أنوثتها، وكان عمرها آنذاك خمسة عشر عاماً، حيث كتبت سفرها الأول في دنيا الاحلام:
زعلاني ..... زعلاني ❀ ❀ يَ يْ سو حرداني
زعلاني عالرّايح ❀ ❀ رايح ومش رايح
زعلاني من بكير ❀ ❀ مشغولي بالتفكير
القصة وما فيها ❀ ❀ بعيوني ولهاني
زعلاني عالهربو ❀ ❀ علّي مغير دربو
مغير دربو وماشي ❀ ❀ طاير كالفراشي
بعّد عني ومال ❀ ❀ مغنالو موّال
يا ما شفت الويل ❀ ❀ بخيالو سرحاني
زعلاني زعلاني ❀ ❀ بالجفا رماني
زعلاني عالطاير ❀ ❀ طاير ومش طاير
طاير فوق الديري ❀ ❀ عم بدوّر غيري
شو بعمل بحالي ❀ ❀ هالحالي تعباني
زعلاني زعلاني ❀ ❀ عم غنيلو غناني
زعلاني عالماضي ❀ ❀ مشغول ومش فاضي
راكب هالحنثور ❀ ❀ عم بعمرّ قصور
كلماتو بهالدفتر ❀ ❀ صفحاتو ملياني
وأغنيتها الثانية في ذهابها إلى الحمام الأثري في سلمية مع شلة من الصبايا كالعادة في تلك الأيام السالفة، وكانت الماء تصل من عين القصب وعين خزام، وفي الحمام بئر، ومن الصدف المؤلمة كانت المياه مقطوعة، وجندل البئر كان مثقوباً، فتحولت ضحكات الصبايا وأهازيجهم إلى صراعٍ مع الذكريات، يوم جاء القرمطي أبو مهزول إلى سلمية بجيش كبير يطلب الإمام محمد المهدي ولم يجده، وحصلت المذبحة التاريخية المشهورة، ومنها دخل الحمام فوجد ثمانين شابة قضى عليهن ذبحاً وقطع رؤوسهن ورمى جثثهن في حوايا كانت أمام الحمام انتقاماً:
جينا عالحمام ❀ ❀ الميّ مقطوعاً
قعدنا عالرخام ❀ ❀ والقبة مرفوعا
جابو مي ❀ ❀ من بير الحي
طلعت المي ❀ ❀ بالدودة مشفوعا
و الضحكة المجنونة ❀ ❀ بالحمام السلموني
سرحت عيوني ❀ ❀ عالصبايا الدلوعا
لمن غارو الجناة ❀ ❀ وقتلوها البنات
صارت الإمات ❀ ❀ قلوبن مفجوعا
قتلوهالصبايا ❀ ❀ ورموهن بالحوايا
كثرت المنايا ❀ ❀ بالأرض المصدوعا
محبة الأنامي ❀ ❀ تتغلغل بعضامي
يا أهل الشهامي ❀ ❀ المي مقطوعا
آحلا كلام ❀ ❀ يا عين خزام
جندل الحمام ❀ ❀ طاستو مقفوعا
وإذا كان القمر ملهم العشاق، فإن لسلمية قناة خاصة بهم
تظلّل العاشقين لتظلّ الأغاني والقصائد تتردد على شفاههم، وهذه الاغنية لها إيقاع السحر الحاضر لروعة الوجود الحاضر:
من الزرقا للبلعاسي ❀ ❀ جودي يا طيب الانفاسي
العشاق صاروا زوّارك ❀ ❀ إلهم قناة تحكي أسرارك
والمقام هوي فرارك ❀ ❀ دير الخضر على راسي
والقلعا نشرت عباتا ❀ ❀ أكبر هُوي من سماتا
خندقها من صفاتا ❀ ❀ حارسها بلا حراسي
من السبيل لابو حار ❀ ❀ محلا البيدر والحيلان
والكروم عم بتغار ❀ ❀ بأرضك يا بركان
والصبايا بالمنطار ❀ ❀ غنائي دبكي عراسي
وانجيت أرضا سلمية ❀ ❀ عرج علي بو حيه
لا تنسى عيون المية ❀ ❀ عين القصب رساسي
شوف الحلوي بتلالي ❀ ❀ فوقك تل الغزالي
خيال المهرة قبالي ❀ ❀ جمرة تشعل إحساسي
والملاحظ انها ربطت معالم سلمية وأماكنها في الاغنية وبدلت الإيقاع من مقطع، وهذا يدل على عمق الشاعرة ومعرفتها بالموسيقا والألحان.
وخلاصة القول: إن الشاعرة المنسية في صفحات مدينة سلمية الأدبية أمست من الأوابد التي أخذت مساحة من تاريخها بعزها وعنفوانها، وشكلاً مميز التركيب من الماضي بلون الحاضر.
وظلت زلفا في غربتها الأدبية سراباً في ذاكرة تاريخ سلمية، استكانت أرضها، وأينعت أزاهيرها، ومع زرع النواة باتت وهجاً من الفرح المجنح، وعبقاً توزع في المكان.
وإن غُيبت يوماً فلن تُغيب من الذاكرة بعد الآن.
الدراسة من إعداد الأستاذ ❀ يوسف سفر فطوم ❀ له التحية والشكر ❀
ملاحظة: تم إضافة وتعديل بعض المعلومات بالاعتماد على حفيدها العميد الركن المتقاعد اسماعيل الامير حسن، له التحية والشكر.
كما ونوجّه الشكر للأستاذ الباحث ❀ غالب المير غالب ❀