كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عيد الحب.. دعوة للحب في كل يوم

فاديا مجد – طرطوس - فينكس

لم يعد عيد الحب غريباً، بل أصبح تقليداً سنوياً يصادف في الرابع عشر من شهر شباط من كل عام.

ومع اقتراب عيد الحب أو "الفالنتاين" تتزين واجهات المحال التجارية بالهدايا والألعاب ذات اللون الأحمر، ونرى كذلك من يحرص في هذا اليوم على ارتداء اللباس الأحمر كتقليد ورمز للمحبة، مع شراء وردة حمراء أو هدية أو قضاء سهرة احتفال خارج المنزل.

بالمقابل نجد من يعارض فكرة هذا العيد ويعتبره نوعاً من أنواع الغزو الثقافي الغربي، على الرغم من أننا نُعرف كأكثر شعوب الأرض عشقاً وغراماً، حيث يزخر الأدب العربي بقصص حب وقصائد عشق نظمتها أفئدة الشعراء على مر العصور كـ "قيس ابن الملوح" و"جميل بثينة" و"كثير عزة" وشاعرنا الفارس "عنترة"، الذي لم ينج من حر الهوى في عز استعار المعارك، وهنا نسأل، هل يحتاج الحب ليوم لنحتفي به؟ أم أنه كائن بذواتنا وأفئدتنا ونحتاج لنفحة من عطر التذكر لنعيد وهج جمرات الحب إلى الاشتعال مجدداً بسبب زحمة الحياة؟ وهل ما يزال للحب مكان بين السوريين في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها؟

منصة "فينكس" استطلعت آراءً متعددة عن عيد الحب ومنها الطالب الجامعي "محمد ابراهيم" الذي بيّن لـ "فينكس" بتاريخ٧/ ٢/ ٢٠٢٢أنه مع هذه المناسبة وإن جاءت من الغرب، ويحرص على الاحتفال بعيد الحب، فمن خلاله يجدد عهد حبه ووفائه لخطيبته، فيقدم لها وردة حمراء، ويضيف: «منظر المحال التجارية وهي تتزين باللون الأحمر يسعد النفس المتعطشة للحب في ظل الظروف الحياتية الصعبة، ويبقى الحب وحده هو الملاذ والشعور النبيل الذي يمنحنا طاقة إيجابية، ويجعل حياتنا مشرقة ومفعمة بالأمل بأن القادم أجمل».
بدورها تؤكد "جيهان عثمان" أن الحب أجمل وأنبل المشاعر، هو الحياة بل ربيعها الدائم وتويج الروح، وتقول: «ليس شرطاً أن نكون في علاقة حب مع شخص ما حتى نحتفل بهذا اليوم، فأنا أعيش كل أيامي بحب وصدق ونقاء، في عملي ومع أهلي وجيراني وأصدقائي، إيماناً مني بأن الحب يبدأ من حبنا لذواتنا، وتصالحنا مع أنفسنا، ولذلك أعتبر هذا اليوم مثل باقي أيام السنة، أتواصل مع من أحب وأبثهم الود والاحترام وأحاول إسعادهم قولاً وفعلاً». جيهان عثمان

وختمت "عثمان": «لنحب بعضنا ولنبتعد عن الضغينة والأذى، فالمحبة سبيلنا الوحيد لتحقيق ما نصبو إليه على كافة الأصعدة، ولنقابل الأزمات بالبسمة والصبر والمحبة».

"مرح" و"بسام" يجهزان لإقامة حفل خطوبتهما في /١٤/ شباط، قالا لفينكس بتاريخ ٩/٢/ ٢٠٢٢: «اندلعت شرارة الحب بيننا ونحن في الجامعة، وبعد صبر وانتظار سنكلل هذا الحب بإعلان خطوبتنا في يوم (عيد الحب)، لنبدأ فيه مشوار حياتنا، وليشاركنا الجميع فرحتنا في هذا اليوم المميز».

وأضاف "بسام": «بدلاً من الوردة الحمراء، سأقدم لخطيبتي قلبي وروحي، وأتمنى أن نحقق ما نصبو إليه من حب وسعادة».

من جهته يرى "حيدر علي" وهو موظف أن يوم (عيد الحب) هو بدعة مستوردة، ولا وقت للاحتفال به بسبب مشاغل الحياة، والركض لتأمين لقمة العيش، ويرى أن الحب هو الاحترام والإخلاص الدائم بين الزوجين، وطالما هما ملتزمان بذلك، فهما في حالة حب وعيد دائم طيلة العام، مؤكداً أن الحب لا يقتصر على العلاقة بين الزوجين أو الحبيبين، فالحب أعمق وأشمل، فهناك حب الأهل والأخوة وحب الوطن والتضحية في سبيله والصبر على أزماته وهو الحب الأعظم والأنبل.

وأكدت المرشدة النفسية "تهامة المعلم" لـ "فينكس" ١٠/٢/٢٠٢٢، أن الحب لا يرتبط بزمان ومكان، فهو حالة وشعور واحتياج يومي، ولكن يوم (عيد الحب) هو تجديد الوفاء والمحبة وتعزيزها في حدود النفس المطمئنة، لأن لا سلوى حقيقية ولا حب خارج هذه الحدود المطمئنة.  تهامة المعلم

وبالنسبة ليوم (عيد الحب) أو ما يسمى "الفالنتاين" تقول "المعلم": هناك اختلافات كبيرة بين آراء الأغلبية من الناس في تقبل هذا اليوم، ولكن إذا نظرنا إلى جوانبه الإيجابية فسنجدها كثيرة، فهو ينشط الاقتصاد من خلال إنعاش الأسواق، حيث تزداد حركة الشراء، والأجواء الاحتفالية في هذا اليوم، وبالنسبة لمن يقول إن (عيد الحب) هو من صنيعة الغرب، أقول لهم إن هذه الحجة تمثل قمة التناقض، فكل ما يحيط بنا من لباس أو أشياء هي من صنع الغرب، فلماذا نحارب هذا العيد.

وترى "المعلم" أن فاقد الشيء لا يعطيه، مؤكدةً أن المجتمعات لا تصلح وترتقي إلا بالحب والسلام، مشيرةً إلى أن الورود الحمراء تعبر عن لغة الحب الصادقة، التي تغني عن أي كلام، فهي تترجم أصدق المشاعر والعواطف التي قد تعجز الألسن عن نطقها .

من جهتها أكدت الشاعرة "بثينة ضوا" أن الحب يعيش معنا وهو بذرة موجودة بداخلنا، ونحن من ينبتها أو يجعلها تضمر وتموت، وأضافت: «جميل أن نقول في كل يوم لمن نحبهم أننا نحبهم، وباقون على عهدنا لهم، وأن نقدم الهدايا بين الفينة والأخرى، وليس بالضرورة أن تكون هدية بقيمة مادية مرتفعة، فوردة نقطفها أو كلمة صادقة نابعة من القلب قد يكون وقعها في النفس أكبر بكثير من هدية ثمينة تم تقديمها تقليداً أو من مبدأ الواجب».

ودعت "ضوا" إلى جعل بذرة الحب تنمو وتظلل كل ما حولنا، وليكن عشقنا عاماً لكل شيء، ولنخرج من حدود الوقت ونخبر من نحبهم في كل يوم أننا نحبهم، فلربما كان القدر أسرع وفقدناهم قبل ما يسمى (عيد الحب).

من جهتها قالت الدكتورة "نوار سليمان" «لا يمكن اختزال (عيد الحب) بيوم واحد من السنة، ولكن العبرة في هذا اليوم، التذكير بأهم المشاعر الإنسانية الذي هو الحب، وانطلاقاً من أهميته نحن بحاجة لابتداع نشاطات اجتماعية تعزز الفكرة وتدعمها وتركز على أهميتها».  نوار سليمان

وأضافت "سليمان": «أن تكون محبوباً، هو حاجة إنسانية، ونحن جميعاً بحاجة للحب طوال أيام السنة، وأنا لستُ ضد تحديد يوم للحب، ولكن بشرط أن نعرف كيفية التعاطي معه، فليس بالضرورة أن نعبّر عن حبنا في هذا اليوم أو غيره من الأيام بشراء وردة حمراء أو تقديم هدية، إذ يمكننا التعبير عن مشاعرنا بالطريقة والشكل الذي نراه مناسباً مع شخصيتنا دون المغالاة في ذلك».

وتؤكد "سليمان" أن الحب يبدأ من الأسرة، عندما يغدق الأهل الحب لأبنائهم، ويكبرون في جو من الحب والألفة، ومن الأسرة يتعلمون كيف يحبون من حولهم.

إذاً مع اختلاف الآراء يبقى الحب أحلى الأقدار وعيدنا الدائم، وبهجة أيامنا، والعاطفة الأنبل والأسمى، التي تجعلنا كفراش يحلق في روضة غنّاء، هو الحب الذي سنجعله سلوكاً يومياً نعيشه في تصرفاتنا وأفعالنا مهما كانت الظروف، وفي هذا اليوم نتوجه إلى المعشوق الجميل الذي استوطن شغاف القلب، وسرى حبه في الشرايين والأوردة، بلدنا الحبيب "سورية" كل يوم وأنت بألف خير، كل يوم والحبُّ يجمع السوريين ويوحد شملهم، ويبلسم أوجاعهم في كل الأوقات.