كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

شمسُ ألِفِ باءِ الرقّةُ تُبدّدُ ظلامَ الجهلِ والتكفير وتعودُ من جديد

خاص- الرقة- فينكس:

أكثرُ من تسعِ سنواتٍ تركت في مُحافظةِ الرقّة ما لَم تتركهُ أيُّ حربٍ شَهِدَها التاريخ، حربٍ دمويّةٍ ظالمة دمّرتِ الحجرَ والبشر، وهجَّرتِ المُواطنينَ من مدينتهِم وقُراهم.

فقبلَ عام /٢٠١٣/ تألّقت هذهِ المُحافظة النائية عُمرانيّاً وعلميّاً وثقافياً وحضاريّاً، إلّا أنَّ العصاباتِ الإجراميّة مختلفة الأسلوب والتسميات دخلتها، لتتركَ فيها حالةً منَ التناقُضاتِ "المُضحكة المُبكية" كما يصفُها أهالي الرقّة، فمِن "تنظيمِ داعش" الذي جاءَ لِتكفيرِ الناسِمدير تربية الرقة فراس العلو وإرهابهِم وظُلمهِم وقتلهِم، ومُحاربةِ العِلم والعُلَماء، وعدِّ العِلمِ في بعض اختصاصاتهِ هو كُفرٌ وزندقة، إلى أن جاءَ من يَقضي على هذا التنظيم، وذلكَ بعدِ قرارِ زعيمهِ الأميركيّ بانتهاءِ مَهمَّتهِ في المِنطَقة، وإعطاءِ الدّور لقوّاتِ ما يُسمّى "قسد" المَدعومة من قِبَلِه، والتي عَمدت على نشرِ أفكار مُغايرةٍ عنِ التنظيمِ الإرهابيّ سابقِ الذكر، فأباحتِ المَحظور وعَمدَت إلى تفسيخِ المُجتمع "الرّقّاويّ" المُتكامِل، بأدبهِ وفِكرهِ وثقافتهِ ونهضتهِ العلميَّة التي شَهدَتها ساحاتهُ ومنابِرُ عِلمهِ سابقاً.

"مُعاناةُ الأهالي المُهجّرين جرّاءَ الإرهاب"

وفي استطلاعٍ للرأي أَجرَتهُ "فينكس"، بتاريخ 7/12/2021، لعددٍ لابأسَ بهِ من أهالي الرقة الذينَ خرجوا منها منذُ سيطرةِ المجموعاتِ المُسلَّحة عليها وما زالوا خارِجَها حتى تاريخِ اليوم، فكانَ جوابهُم أنَّ السّبب الرئيسَ لمُغادرتهِم وتركهِم الرقّة جاءَ نتيجةَ سيطرةِ تلكَ العِصابات، والخَوف على حياتهِم وحيواتِ ذويهم مِنَ التُّهَمِ المُجهَّزة لهم، وأهمّها مُناصرتهُم وتأييدهُم للدولةِ السوريّة.

ويُكملُ الأهالي قولهم "لِفينكس": "لقد غادَرنا الرقّة، وتركنا خلفَنا بيوتَنا وذكرياتِنا، لنبدأَ حياةً جديدةً ضمنَ الوطنِ الأمّ سورية، ولنُكملَ تعليمَ أبنائِنا، خاصّةً وأنَّ المدارسَ قد أغلقَها ذلكَ التنظيمُ التكفيريّ، فحافظَ الأهالي المُهجّرونَ على استكمالِ أبنائهِم لتعليمهِم في المُحافظاتِ التي لجؤوا إليها".

ومِن جهةٍ أخرى، بيّنَ استطلاعُنا لآراءِ الأهالي الذينَ لَم يُغادروا الرقة التفاصيلَ التي عاشوها بسببِ ذلكَ التنظيم الإرهابيّ ومُمارساتهِ الوحشيّة، منوّهينَ بأنَّ عدمَ مغادرتهِم الرقّة سببهُ ودافعهُ التزامُهم بأراضيهِم الزراعيّة، كونَها مصدر الرّزقِ الوحيد لغالبيّةِ أهالي الرقّة، فمِنَ المُستحيلِ الخًروج وتحمُّلُ مرارةِ التهجيرِ وقسوتِه، فكانتِ الضّريبةُ كبيرةً جداً، وهيَ خَسارةُ أبنائِهم لحقِّ التعليم، لنكونَ أمامَ كارثةٍ كبيرة، وهيَ خَلقُ جيلٍ أُمّيّ، بعدَ أن صُنِّفتِ الرقّة في أواخرِ عام /٢٠١٠/ مُحافَظةً خالية من الأُميّة.

وفي عام /٢٠١٧/، وبعدَ تحريرِ ريفَي الرقّة الشرقيّ والغربيّ من قبل قوات جيشنا، وبقاءِ الجُزءِ الآخر بيدِ قوّاتِ "قَسَد"، أصبحَ نهرُ الفُرات هوَ الفاصلُ بينَ المِنطقتَين، منطقة تعودُ لها الحياةُ بعودةِ مُؤسَّساتِ الدولة ونهوضِها بها من جديد، ولِتشهدَ عودةَ العلمِ وإعادةِ فتحِ المدارس، وإنعاشِ الجيلِ الذي فقدِ كثيراً من سنواتِ عُمرهِ ودراستِه. أمّا مِنطقة شرقيّ النهر مازالت غارِقةً في سُباتِ الجِهل، بسببِ سيطرةِ "قَسَد" عليه، فضلاً عن تدميرِ المدارس داخلَ المُحافظة.

"واقعُ التعليم في المناطقِ المُحرّرة وكسرُ القُيود"

وفي حِوارٍ خاصّ "لِفينكس" معَ مُدير تربية الرقّة الأستاذ "فراس العلو" (الصورة)، الأربعاء 1/12/2021/ وضّحَ لنا بشكلٍ مُفصَّل حالَ التعليمِ في المناطقِ المُحرَّرة، وعَملَ مُديريّة التربية ومًجمَّعاتِها التربويّة المُنتشِرة في ريفَي الرقّة المًحرَّرينِ من الإرهاب، وآليّةَ التواصُلِ معَ المُجمَّعاتِ التربويّةِ الواقِعة تحتَ سيطرةِ عِصاباتِ "قسَد" الانفصاليّة.

وقد بيّنَ "العلو" أنَّ ما أنجزَتهُ مُديرية تربية الرقّة في المناطقِ التي حرَّرَها الجيشُ العربيُّ السوريّ منذُ عام /٢٠١٧/ ولغاية عام /٢٠٢١/ م هوَ إعادةُ تأهيلِ ثلاثةِ مُجمَّعاتٍ تربويّة، هيَ (السَّبخة، دبسي عفّان، معدان) ومدرستينِ في باديةِ "المَنصورة" يُدرَّسُ فيها مِنهاجُ وزارةِ التربية الخاصّ بالجُمهوريّة العربيّة السوريّة، مُبيّناً لـ"فينكس" بشكلٍ توضيحيٍّ دقيق أنَّ عددَ المدارسِ المَشغولة حتى تاريخِ اليوم /110/ مدرسة، وعددَ التلاميذِ والطّلّابِ في المدراس أصبحَ هذا العام /33950/، وعددَ العاملينَ حاليّاً في مُديريّةِ التربية /7785/، وعددَ مدراسِ الفئة (ب) بلغَ /26/ مدرسةً مُدمَجة مع الفئة (أ)، وعددَ طلّابِ الفئة (ب) بلغَ /900/. مُضيفاً بأنَّ عددَ المدراسِ التي تمّت صيانتُها وإعادةُ ترميمِها والمَشغولة حاليّاً /125/، وبلغَ عددَ شُعَبِ رياضِ الأطفال /15/ شعبة تحتوي على /399/ طِفلاً وطِفلة.طلاب مدرسة في ريف الرقة المحرر

وفيما يخصُّ استقرارَ العمليّةِ التربويّةِ والتعليميّة، تحدّثَ الأستاذ "العلو" أنَّهُ خلالَ الفترةِ الماضية تمَّ تثبيتُ الناجحينَ في دورةِ الوكلاء، وتعيينُ الناجحينَ في مُسابقةِ الفئةِ الأولى /عُقود/ لسدِّ الشواغر، وتمَّ توزيعُ الكُتُبِ المدرسيّة الجديدة على مدارسِ المُجمَّعاتِ التربويّة كافّة، ومُواصلةُ مُديريّةِ التربية دارسةَ طَلباتِ النقل الداخليّ والمُعالجة بالتّنسيقِ معَ المُوجّهينَ الاختصاصيّين والتربويّين.

كما تعتزمُ المديريّة تنفيذَ خُطّةِ الوزارة بتوطينِ التعليم بهدفِ استقرارِ العملية التعليميّةِ والتربويّة، وتأمينِ أكبرِ قَدرٍ منَ الراحة والخدماتِ للمُعلّمينَ والمُدرّسين، وتأمينِ مادّةِ المازوتِ وتوزيعِها على المدارس للفصل الدراسيّ الأول، وتأمينَ مُستلزماتِ المدارس والنّواقص ضمنَ الإمكانيّاتِ المُقدَّمة من وزارةِ التربية والمُنظَّمات الدوليّة، منوّهاً إلى مُشاركةِ المُجتمعِ المحلّي في إنعاشِ حركةِ التعليم في المناطقِ المُحرَّرة، من خلالِ عَقدِ مَجالسِ الأولياء ومَجالسِ الأُمَّهات، وحُضورِ الفعاليّات التربويّة المُختلفة.

وعن جَودةِ التعليم كانَ سؤالُ "فينكس" لمُديرِ التربية الذي أجابَ بدورهِ بتنفيذِهم عدّةَ دوراتٍ لرفعِ سويَّةِ المُعلّمينَ والمُدرّسين، وتوفيرِ واستلامِ وتوزيعِ /2000/ مقعد مدرسيّ، مع /6000/ كرسيّ "يونيسيف" على مدارسِ المُجمَّعات،

بالإضافةِ إلى اتّباعِ المُعلّمينَ الوكلاء لدورةِ المناهج المُطوَّرة والتي انتهت بتاريخ 9 /10 /2021، وإجراءِ دوراتِ تقوية في المِنهاج لطلّابِ وتلاميذِ المرحلتَين الأساسيّة والثانويّة في كافّةِ مُجمَّعاتِ الرّيفِ المُحرَّر بالتعاونِ مع "اليونيسكو" يومَي الجمعة والسبت ولمدّةِ /3/ شهور. وقد نُفّذت دوراتُ الفاقد التعليميّ لطلّابَ الفئة (ب) بتاريخ (26 /6 ولغاية 4/8 )2021، ودوراتِ الفاقد التعليميّ لطلّابِ التعليم الأساسيّ والثانوية العامّة بفرعيها (العلميّ والأدبيّ) في الثالث والرابع والخامس من عام /2021/، بالإضافةِ إلى توزيعِ قرطاسيّةٍ مُقدَّمة من قِبَلِ "اليونيسيف" على تلاميذِ الفئة (ب)، وتنفيذِ دُورسٍ مِن قِبَلِ المُوجّهينَ التربويّينَ والاختصاصيّين في مدارسِ المُجمَّعات.

وعن سَيرِ العمليّةِ الامتحانيّة لطُلّابِ الشهادتَين (الإعدادية والثانويّة)، وتوفيرِ الأجواءِ الامتحانيّة في المناطقِ المُحرَّرة صرّحَ الأستاذ "فراس العلو" أنَّ امتحان الشهادتَينِ جرى بالشّكلِ المُناسبِ والأمثل، وذلكَ من خلالِ التنسيقِ معَ الجهاتِ المعنيّة، سواء في المُحافظة وقيادةِ الشَّرِطة للحِفاظِ على أجواءِ الامتحانات ومنعِ حُدوثِ المَشاكل، بالإضافةِ إلى دَورِ "مُنظَّمةِ الهلالِ الأحمر" في تأمينِ مُستلزَماتِ نجاحِ العمليّةِ الامتحانيّة. كما أشارَ مُديرُ التربيّة بأنَّ هذا العام تقدّمَ لامتحاناتِ التعليمِ الأساسيّ /555 10/ تلميذاً وتلميذة، نجحَ منهُم /6770/ بنِسبةِ نجاحٍ بلغت /67,64/ بالمئة، فيما تقدّمَ لامتحاناتِ الثانويّةِ العامّة بفرعَيها (العلميّ والأدبيّ) والثانويّة الصناعيّة والتجاريّة عددٌ كبير منَ الطلّاب بلغَ /4208/ متقدّماً للفرعِ العلميّ، نجحَ منهم /2225/ بنسبةِ نجاحٍ بلغت /52,88/ بالمئة، والفرع الأدبيّ /2334/، نجحَ منهُم /1112/ بنسبةِ نجاحٍ بلغت (47,64) بالمئة. أمّا الثانويّة المهنيّة بفرعيها، فقد تقدّمَ لصالحِ الثانويّة الصناعيّة /٣/ طلّاب، نجحَ منهُم اثنان، و /١٥٩/ لصالح الثانويّة التجاريّة، نجح منهم /٣/ طلّاب.

وأضاف "العلو" لِجريدةِ "فينكس" أنَّهُ تمَّ إنجازُ سبرٍ الترشُّحِ لطلّابِ شهادتي التعليم الأساسيّ والثانويّة العامّة بفرعيها (العلميّ والأدبيّ) في الرّيف المُحرَّر للسّنة الثانية في مدينة "السّبخة"، وذلكَ من أجلِ تخفيفِ الأعباءِ على الطلّاب، لافِتاً إلى نجاحِ هذهِ التجربة.

"التجهيزات لاستقبالِ الطلّاب منَ المناطق السّاخنة"معلّم مدرسة مع تلامذته في مدرسة بالرقة

وعن مشروعِ الاستضافة خلالَ الفترةِ الامتحانيّة أوضحَ "العلو" أنّهُ تمَّ افتتاحُ مراكزِ استضافة للطلّابِ القادمينَ منَ المناطقِ السّاخنة، والمُتقدّمينَ لامتحاناتِ شهادةِ التعليم الأساسيّ والثانوية العامّة بفرعَيها (العلميّ والأدبيّ) لعام /2021/ والبالغِ عددُها /8/ مراكز، وأنَّ عددَ الطلّابِ في هذهِ المراكز بلغَ /900/ طالباً وطالبة، قُدِّمَت لهُم وَجَباتٌ غذائيّة ومُستلزَماتُ المَبيتِ والقرطاسيّة مِن قِبَلِ "منظّمةِ الهلالِ الأحمر العربيّ السوريّ" ومُفوضيّة اللاجئين، كما أُعطِيَ الطلّابُ دروسَ تقويةٍ في الموادِ كافّة، كذلكَ تمَّ افتتاحُ مركزَين لاستضافةِ الطلّابِ في الدورةِ التكميليّة.

وعن سؤالِنا حولَ أهمِّ التحدّياتِ والصُّعوباتِ التي تعترضُ عملَ مديريّةِ التربية وكادرَها الإداريّ والتعليميّ أجابَ الأستاذ "فراس" أنَّ هناكَ معوقاتٍ تعترضُ سيرَ العمليّة التربويّة والتعليميّة، منها وجودُ مدارسَ لا تصلُها مياهُ الشُّرب وفقَ الشّكلِ الأمثل، وعدمُ وجودِ كهرباءَ فيها أيضاً، بالإضافةِ إلى صُعوبةِ التنقُّلِ والانتقال للمُعلّمينَ والمُدرّسينَ منَ المدينة مروراً "بالمناطق السّاخنة" والمُسَيطرِ عليها من قِبَلِ عصاباتِ "قَسَد" بُغيةَ الوصولِ إلى الريفِ المُحرَّر، وذلكَ بسببِ إغلاقِ المعابرِ التي تُسيطرُ عليها تلكَ العِصابات، ومنعها انتقالَ المُواطنينَ والمُوظَّفينَ إلى مراكزِ عملهِم في الريفِ المُحرَّر, فضلاً عن ذلك التكلفة الماديّة العالية التي لا تتناسبُ معَ دخلِ المُعلّمِ والمُوظّف، ناهيكَ عن صُعوبةِ الانتقالِ من مُجمّع "السبخة" إلى مُجمّع "دبسي عَفنان" والمُحافظات الأخرى، بسببِ الطُّرُق الترابيّة غير المُخدَّمة، والهَجَمات التي تشنُّها العصابات الإرهابيّة على المُواطنينَ أثناءِ سفرهِم.

"مُقترحاتٌ وحلول لتطويرِ العمليّةِ التربويّة في ظلِّ الصعوبات"

كما عرضَ مُدير التربية لِجريدة "فينكس" بعضاً منَ المُقترحاتِ والحُلول التي تُساعدُ على تطويرِ العملِ التربويّ، ومنها ضرورةُ إعادةِ تأهيلِ البنيةِ التحتيّة من (مياهٍ و كهرباء واتصالات وطُرُق وصرفٍ صحّي)، وحفرِ آبار في بعضِ المدارسِ التي لا تصلًها المياه، مثل "مزرعة الرتبة وباسل حمادين والمُعتصم وغيرها، لافِتاً إلى أهميّةِ دعمِ التمويلِ الخاصّ بتأهيلِ المدارس المُدمَّرة كليّاً أو جزئيّاً، والعملِ على فرزِ أطبّاءَ ومُهندسين ومُراقبينَ فنيّين لصالحِ المديريّة، ومُتابعةِ تأهيلِ المُدرّسينَ والمُعلّمينَ على المناهجِ المُطوّرة للذينَ لم يخضعوا لدورات، كونهم يتواجدونَ في المناطق السّاخنة، بالإضافةِ إلى دعمِ المُعلّمينَ والمُدرّسينَ القادمينَ منَ المناطقِ السّاخنة بمبلغٍ نقديٍّ تعويضيّ عن أجور النقل والمُواصلات المُترتّبة عليهم والتي تُثقلُ كاهلَهُم...

فيما أفادنا  رئيسُ مُجمَّع "معدان" التربويّ الأستاذ "محمد السيّد"، بتاريخ 7/12/2021، أنَّ عددَ المدارسِ المُدمَّرة بشكلٍ كامل بلغَ /خمسَ مدارس/, وهيَ (ثانوية مُغلة كبيرة، مُغلة كبيرة حلقة أولى، الفُرات حلقة أولى، النزازة حلقة ثانية، ثانوية عبدالمنعم رياض ملحق أرضي)، أمّا المدارس التي تحتاجُ ترميماً فقد بلغَ عددُها /خمسَ مدارس/، وهيَ (الُقدس، يونس السبعاوي، علية الشمالية، مُغلة كبيرة حلقة أولى طابق أرضي، الحردان)، لافتاً إلى أنَّ هناكَ مدارس تحتاجُ أسواراً للحفاظِ على الطلّاب ومُمتلكاتِ المدارس، ويبلغُ عددُ هذهِ المدارس التي تحتاج إلى تصويناتٍ إسمنتيّة (25) مدرسة.

كما نوّهَ الأستاذ "محمد السيّد" إلى النقصِ الحاصلِ في مُدرّسي اللغة الفرنسية والذي بلغَ /3/ مُدرّسين.مدرسة في الرقة1

كما عرضَ مُشرِف المُجمَّع التربويّ في "دبسي عفنان" الأستاذ "رياض الأيوب" واقعَ العمل التربويّ والمُتمثّلِ بجاهزيّةِ الكًتل المدرسيّة من (قاعاتٍ دراسيّة، وباحة، وحمّامات)، ووصلِ المياهِ إليها عن طريقِ تغذيتها من الشركة العامّة لمياهِ الشُّرب والصرف الصحّي، أو عن طريقِ نقلِ المياه إليها بشكلٍ يوميّ بوساطةِ صهاريجَ تؤمّنها البلديّة أو منظّمة الهلال الأحمر أو المُديريّات، لافِتاً إلى أنَّ الحركة التعليميّة تنفضُ عنها غُبارَ الحرب رغمَ قساوةِ ما شَهِدَتهُ المِنطقة من رِجسِ الإرهابِ ومُخلّفاتِه.

وخلالَ رصدِ ومُتابعةِ واقعِ التعليم في المناطقِ المُحرّرة نستطيعُ القول إنَّ حركةَ التعليم تعودُ بشكلٍ تدريجيّ إلى المناطقِ التي قُدّرَ لها أن تخيّمَ عليها سحابةٌ تسعى لنشرِ الجَهلِ والأفكارِ الغربيّةِ والدخيلة والبعيدةِ كلَّ البُعد عن ثقافةِ المُجتمع السوريّ المُحِبّ لوطنهِ، والجميلِ بلُحمتهِ الوطنيّة، بالإضافةِ إلى حالِ التبايُنِ العلميّ بينَ المنطقتين التي يفصلُ بينهُما نهرُ الفرات، فشرقُ الفُرات يُعاني من انعدامِ الأمان، وانتشارِ الأميّةِ والفوضى، بسببِ مُمارساتِ العصاباتِ الانفصاليّة "قسد" ونظيراتها منَ العِصاباتِ المدعومة من قبل الاحتلال التركيّ، وإنّ العيونَ لتَشخَصُ وترتقب فجرَ تحريرها وكسرِ قيودها لتشرقَ شمسُ علمِها وحريّتها من جديد.