كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عَلَم الألوانِ الخمسة عَلَمٌ انفصاليٌّ لا أصلَ له في مذهب التوحيد

صالح العاقل

كتب الباحث في "الفكر التوحيدي" الأستاذ نبيه السعديّ عن أصل وفصل العَلَم ذي الألوان الخمسة، الذي يرفعه الغوغاء في "همروجة ساحة السير" في السويداء، ويزعمون أنه "علم وطنيّ جامع" ما يلي:
لم أصادف ذكراً لهذا العلم الخماسي في رسائل الحكمة التوحيدية، ولا في شروحاتها وتفاسيرها التراثية، فرأيت نفسي ملزماً بالعودة إلى المصادر التاريخية الموثّقة، فعثرت على أول ذكر لهذا العلم يعود إلى العام ١٩٢٠، بوصفه "علم دولة السويداء"، والذي تابع وجوده كـ"علم لدولة جبل الدروز" في عام ١٩٢٤، وذلك إبّان الانتداب الفرنسي على سورية.
بقي هذا العلم مرفرفاً في سماء دولة جبل الدروز حتّى عام ١٩٣٦؛ أي ما يعادل ١٦ عاماً متتالية، اختفى، بعدها، في دور العبادة كرمز مذهبي، يشير بألوانه الخمسة إلى الحدود التوحيدية الخمسة، لا بالاستناد إلى نصّ مذهبي، بل باتفاق الرئاسات المذهبية، وليس باتّخاذه رمزاً، ما يخالف النصوص المذهبية التوحيدية، فشعار الهلال الدالّ على الإسلام، لم يرد ذكره في القرٱن والسنّة، كذلك شعار الصليب الدالّ على المسيحية، لم يأمر به المسيح في الإنجيل..
لم تكن السويداء وحدها مستقلّة، بل كانت هناك دولة حلب ودولة دمشق ودولة جبل العلويين، ولكل منها علمها الخاصّ.
من كلّ ما سبق ذكره، نجد، بما لا يدع مجالاً للشكّ، أنّ العلم ذو الألوان الخمسة هو بالأصل "علم انفصالي للدولة الدرزية"، ثمّ تمّ الاتفاق من قبل الرئاسات الروحية على جعله رمزاً مذهبياً للطائفة التوحيدية، وأنّه بالتالي لم يكن، يوماً، علماً وطنياً.
* الباحث نبيه محمود السعديّ.