كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من ذاكرة التاريخ.. حول الوحدة المصرية - السورية شباط ١٩٥٨

الرئيس عبد الناصر هو من طلب الوحدة الاندماجية، قبل ذهاب الوفد العسكري السوري إلى القاهرة.
مروان حبش- فينكس
معظم الذين كتبوا عن وحدة مصر وسورية وتأسيس الجمهورية العربية المتحدة يقعون في خطأ كبير عندما يقولون إن الوفد العسكري السوري الذي زار مصر منتصف كانون الثاني عام 1958 هو الذي بادر إلى تلك الزيارة وقام بإقناع الرئيس الرئيس ناصر بالوحدة الاندماجية بينما كان الرئيس متمسكا بالوحدة الفيدرالية أو حتى الكونفيدرالية. حتى باتت هذه "المعلومة" نوعا من المسلمات التي لا يناقش فيها أحد، بينما الحقيقة هي أن الرئيس عبد الناصر هو من كان صاحب المبادرة إلى إقناع الضباط السوريين بالوحدة الاندماجية.
أما كيف تم ذلك فيورده، الملحق العسكري المصري في سورية آنذاك عبد المحسن أبو النور، في مذكراته التي تحمل عنوان: "الحقيقة عن ثورة يوليو". وفيما يلي النص الحرفي لما ورد في الصفحات من 107 إلى 111 من تلك المذكرات:
(هذه الفترة كان كثير من السياسيين السوريين يترددون على مصر وكان عبد الناصر يقابل بعضهم ليعرف منهم الأوضاع والخلافات الشديدة بين الأحزاب السياسية في سوريا ووضع الجيش الذي يفرض سطوته على الوضع السياسي في سوريا، وخرج من هذه المناقشات بأنه لن يكون هناك استقرار في سوريا إلا عن طريق وحدتها مع مصر وأنه إذا تم الاتفاق على الوحدة فإنها لا بد أن تكون اندماجية حتى يمكن السيطرة على الوضع السياسي فيها. ولذلك فقد أرسل في طلبي لمقابلة عاجلة معه على أن أعود إلى دمشق في نفس اليوم.
وفعلا وصلت إلى مصر حوالي الظهر وتقابلت مع الرئيس عبد الناصر حيث فاتحني بأنه بعد مشاورات عدة استقر رأيه على أنه إذا تمت الوحدة بين مصر وسوريا فإنها يجب أن تكون اندماجية حتى يمكن السيطرة على الأحوال المتضاربة في سوريا ويحدث الاستقرار السياسي فيها وحتى يحدث التقارب بين مصر وسوريا.
وعدت إلى سوريا وأنا أفكر كيف أقنع مجلس القيادة السوري بالوحدة الاندماجية وقد كنت أثناء مناقشات المجلس أؤيد فكرة الفيدرالية.
هداني تفكيري إلى الاجتماع بأعضاء مجلس القيادة الذين كانوا ينادون بالوحدة الاندماجية وكذلك الذين كانوا يوافقون على أي نظام يرضى به الرئيس عبد الناصر، وأخذت أعرض عليهم بأنني أرى بعد طول تفكير أن الوحدة الاندماجية أفضل، وأخذت أردد أمامهم مساوئ الوحدة الفيدرالية. وطبعا لم أجد صعوبة لأن هذا كان رأيهم أصلا وإن ما يراه عبد الناصر موضع موافقتهم المسبقة.
واجتمعت مرة أخرى مع مجلس القيادة ودار نقاش حول شكل الوحدة وانتهى الاجتماع بأن شكل الوحدة الذي يراه عبد الناصر موضع اتفاق إجماعي.
وفي مساء يوم 11 يناير 58 طلبني اللواء عفيف البزري للاجتماع مع مجلس القيادة لأمر هام، ولما وصلت إلى القيادة العامة وجدت مجلس القيادة مجتمعا بكامل الأعضاء ويدرس مذكرة أعدها للمجلس المقدم جاسم علوان وطلب مني المجلس الاستماع إلى هذه المذكرة وكان نصها التالي).
وبعد إن يورد الملحق العسكري النص الكامل للمذكرة التي تدعو لقيام دولة اندماجية مركزية، يتابع قائلا:
(ولقد فوجئت بهذه المذكرة الشاملة بعد أن استمعت إليها لأنني كنت على اتصال باللواء عفيف البزري في الصباح ولم يفاتحني بخصوصها وإن كنت علمت بعد ذلك أن بعض أعضاء مجلس القيادة قد اجتمعوا باللواء عفيف البزري صباح نفس اليوم واتهموه أنه يعمل على تأجيل الوحدة الفورية، فقرر اللواء عفيف البزري جمع المجلس مساء يوم 11 يناير وقرر أمام المجلس أنه أول المؤيدين للوحدة الفورية وأنه جمع المجلس ليأخذ قرارا منهم بالسفر فورا وبنفس الليلة إلى القاهرة لتسليم عبد الناصر المذكرة التي أقروها ويطالبوه بالوحدة الفورية وأنهم لن يعودوا من القاهرة بدون إقرار هذه الوحدة ووافق المجلس على ذلك.
ولقد سألتهم لماذا لم تخطروني لأبدأ معكم الاجتماع كما عودتموني لبحث هذا الموضوع، ولكنهم قالوا كنا لا نرجو إحراجك وحتى لا يقال إن مصر هي التي تدفعنا إلى ذلك).
ثم يواصل الحديث عن ترتيبات السفر الفوري إلى القاهرة وما دار هناك من محادثات كان عبد الناصر يصر فيها على عدم القبول بالوحدة الاندماجية التي يصر الضباط عليها، حتى "اقتنع" في النهاية بوجهة نظرهم لكنه بدأ يطرح عليهم شروطه كما هو معروف.
 
في عقل العدو (1 و2).. أنظر لعدوك بعين نفسه
الرئيس حافظ الأسد وحرب تشرين
اغتيال الشهيد السید حسن نصر الله واختراق السیادة اللبنانية من وجهة القانون الدولي
صناعة الإرهاب هي مهنة أمريكية بامتياز
بعدَ فلسطينَ ولبنانَ هل ستتوسّعُ (خرائطُ) نتنياهو العدوانيّةُ على سورية؟
وجهة نظر عن سبب نجاح عدد غير مسبوق من حزب جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات البرلمانية في الأردن
كأنّ الغرب الأوربي الأمريكي بصدد فرض طبعة جديدة مزيدة ومنقحة من مؤامرة "الربيع العربي"؟
محاولات لتدبير انقلاب في أنغولا.. هذه هي الرواية كاملة
حوار في الجيوبوليتيك.. مقاربات كمال خلف الطويل
حوار المناضل والكاتب السياسي عدنان بدر حلو مع مجلة الهدف
الفلسطينيون والخلل في نهج المقاومة وفي المفاوضات
لماذا حدثت انقلابات خمسينات القرن الماضي؟
دراسة لصلاح جديد حول مشروع الوحدة المقترحة بين العراق وسورية 1979
لمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.. منظمة كفربو- كيف سقينا السنديانة الحمراء
قسد تسقي "اسرائيل".. والحكسة تموت عطشاً!