كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

3 رسائل من الشيخ رشيد رضا وحاييم وايزمان وحقي بك العظم إلى قادة سياسيين

إلياس بولاد- فينكس:

أدناه ثلاث رسائل من الشيخ رشيد رضا وحاييم وايزمان وحقي بك العظم، لها دلالاتها السياسية العميقة، الى كل من رئيس امريكا ويلسن والأمير فيصل وقادة عرب والوزير الفرنسي.
سبقت سقوط القدس؛ ودمشق في الأول من شهر تشرين الأول عام ١٩١٨م..
بعد أن أحرز الجنرال "فرانشي ديسبيري"
Franchet d'Espانتصاراته الكاسحة في جبهات البلقان ومكدونيا وبلغاريا، أعطى الأوامر الى قواته للتوجه الى سورية لتلاقي قوات الجنرال "اللنبي" Allenby.
وتشير المعلومات العسكرية ان تعداد قوات الحلفاء تصل الى ١٥٥ الف جندي بالاضافة الى قوات العشائر العربية.. في حين كانت كانت أعداد القوات العسكرية الالمانيةالعثمانية تقدر بنحو ال٣٥ الف فقط.
في الاول من شهر تشرين الاول عام ١٩١٨ أرسل الكولونيل الفرنسي "هاملان"
Hamelin,
ببرقية الى وزير الحرب الفرنسي يعلمه فيها بسقوط دمشق.
تقول البرقية ما يلي:
"في الساعة الثالثة صباح الاول من تشرين الاول احتلت دمشق، فقد دخل الجنود العرب المدينة مع الخيالة الانجليزية والاسترالية، وخيموا في أطراف المدينة، وكان معهم فوج من الخيالة الفرنسيين.".
[رسالة الشيخ رشيد رضا الى رئيس الولايات المتحدة الامريكية "ويلسن"]
وجه الشيخ رشيد رضا في ٣ تموز ١٩١٨، رسالة الى الرئيس الامريكي "ويلسن" عبر موظف الديبلوماسية الامريكية بالقاهرة أملا ان تؤدي الى تحالف بينها وبين القوميين العرب.
"من الشيخ رشيد رضا مدير مجلة "المنار" الى الرئيس "ويلسن".
باسم العرب المسلمين، نناشد الرئيس ان لا يسمح لانجلترا، وبشكل مخالف وملتوي للمبدأ الذي طرحه الحلفاء، حول مصير منطقة ما بين النهرين وفلسطين وقسم كبير من شبه الجزيرة العربية. نطلب دعمكم باعطاء العرب الفرصة لخلق دولة مستقلة تشمل كامل منطقة ما بين النهرين وشبه الجزيرة العربية وفلسطين وسورية. وأضيف بأن الشريف حسين سوف يوقع بكل تأكيد على رسالة مشابهة. إذا لم يكن مجبرا من الانجليز، وملايين العرب سوف توقع أيضاً معه، ان لم تجد خطرا عليهم وعلى عوائلهم من ردات الفعل الانجليزية والتركية".
لقد وعد السيد "غاري"
"Mer Gary"
أن لا يعلم بهذه الرسالة الموجهة للرئيس "ويلسن". شخصياً، تحت بند: "سري" ومن جهة أخرى، دعي قبل أمس الى وكالة الحجاز عن طريق الشيخ، ان يرسلوا الى مدينة جدة بعثة مؤلفة من مسيحيين ومسلمين للطلب من الشريف خلق اتحاد دول عربية يكون رئيسها السياسي، وتكون دمشق العاصمة التي تتبع لها الحجاز وما بين النهرين وكل شبه الجزيرة العربية وفلسطين وسورية.
يعتبر هذين المنشورين المنفصلين والمتزامنين معا مؤشراً عن قلق العرب المسلمين من الفعل الذي تتفرد به انجلترا بمنطقة ما بين النهرين وفلسطين.
[رسالة "حاييم وايزمان" الى فيصل الذي اجتمع معه بالعقبة. وفي الوقت نفسه الى زعماء عرب التقى بهم بالقدس ومن هناك وجه أيضا رسائل الى الاوروبيين والامريكيين بالدعاية الى "جمهورية صهيونية". تحت الوصاية الانجليزية.].
(ان الاوساط الاستعمارية الفرنسيةوزعماء سياسيين فرنسيين وعبر "جورج بيكو" استشعروا جميعا بخطر المشروع الصهيوني، بإقامة دولة يهودية في فلسطين وقد عبروا عن ذلك عبر منشورات جمعية الدراسات الاستعمارية والبحرية. وهذا نموذج نشر بعنوان: "حضور فرنسا بالشرق الآسيوي".
"تعرب الجمعية عن أمنيتها ان تستطيع سورية ولبنان وفلسطين من انشاء دولة اتحادية مستقلة وحرة، تحت حماية كريمة من فرنسا تمتد من طوروس الى الحدود المصرية، وتشمل خصوصا ولاية أضنة وكذلك خليج وميناء الاسكندرون. "وحول مشروع خلق دولة يهودية في فلسطين بأن الغاية هي أيضا واضحة وقاطعة ووثيقة الصلة اذ تعتبر الجمعية أيضاً: "بأن خلق دولة تقوم على فكرة دينية هو مخالف لمفهوم الدولة الحديثة، كما ان إقامة دولة يهودية بفلسطين سوف يؤدي بالضرورة الى اعلان الحماية الانجليزية عليها.وهذا سوف يدفع الحكومة الفرنسية،بحد ذاته، الفرنسية لمحاربته."
"توجه حاييم وايزمان بشهر ايار ١٩١٨م. الى القدس على رأس لجنة من حركته السياسية، وبعلم تام من الالمان من وجوده ومشروعه وباهداف هذه اللجنة للدعاية الصهيونية والمدعومة من لندن ومما جاء بالرسالة:
"....يوجد ما يكفي من الاراضي والامكنة بفلسطين. وكثير من قادتكم قالوا لنا بذلك.. باستطاعتها استيعاب اعداد الناس جميعا المتواجدين هناك عدة مرات..
وكل المخاوف التي يصرح عنها العرب سرا وعلانية بانهم(اي اليهود) سوف يطردون من أرضهم التي يقيمون عليها ،تستند الى مبدأ خاطيء او على افتراءات ينشرها أعداؤنا...."
[حقي بك العظم، ينقل رسالة شفهية الى جورج بيكو Georges Picot
عبر مندوبه بالقاهرة
"كولوندر"Coulondre".
قدم حقي بك العظم من خلالها تصوره حيال الطموحات التوسعية الفرنسية. فقد تقدم بمشروع سياسي لحكومة سورية مبني على أساس علماني يشبه الجمهورية الثالثة الفرنسية، ويحاكي، مستقبلا، مشروع كمال اتاتورك.
"فقد كان هذا اللقاء بين الطرفين في ١١اب
١٩١٨م. لخصه "كولوندر "Coulondre هكذا:
حقي بك العظم، سوري مسلم، له تأثير وحضور قوي، لقد التقيت به مؤخراً بالقاهرة وأخبرني بشكل سري، بأنه صاغ كتابا على السيد سامي بك البكري، على شكل رسالة الى اخيه فوزي يطلب منه بأن يسأل الامير فيصل ان كان يقبل"عرش سورية" تحت حماية فرنسا؟ونصحه في حال وافق بان يباشر محادثات مع الحكومة الفرنسية.
وتقترح الرسالة اسم حقي بك العظم كمحاور، ويطلب من الأمير الجواب فورا.
وان كان الجواب ايجابيا، قال لي حقي العظم، سأتوجه باقرب وقت لمقابلة الامير. ومذكرا إذا كان يريد ان يحقق نجاحا، لترشيحه،عليه (أي على الأمير) ان يتحرر من كل سياسة مع الحجاز، وأن يتخلى في سورية، عن اقامة حكومة ثيوقراطية يديرها رجال الدين. وسبق لحقي بك العظم أن طرح هذا الموضوع وناقشه مع الأمير، وأقنعه بان فكرة اقامة حكومة مدنية تكون تحت رقابة قوى كبرى. ويجب ان تكون لفرنسا؛ طالما ان الحلفاء قد قرروا ذلك وأغلبية السوريين المسلمين منضوون فيها..
ينهي السيد "كولوندر"
Coulondre
هذا اللقاء بالقول:
انتهى لقاؤنا بان شكرت محاوري على تعاطفه الفعال لنصرة قضيتنا وطلبت منه الانتظار، لعودة السيد جورج بيكو وحتى يقابل فيصل...
وينهي بالقول، مع قبولنا بهذه الشهادة النادرة، مع الاحتفاظ بحق المراجعة، لا يسعنا ان نقلل من قيمتها الدالة لخط سياسيين فرنسيين بفكرون بالمصلحة العامة وكذلك ايضا مسلمين سوريين."
المراجع:
"Archives Affaires Etrangeres.E.
Levant.1918/
1929.vol1.(p.231).
وجهة نظر عن سبب نجاح عدد غير مسبوق من حزب جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات البرلمانية في الأردن
كأنّ الغرب الأوربي الأمريكي بصدد فرض طبعة جديدة مزيدة ومنقحة من مؤامرة "الربيع العربي"؟
محاولات لتدبير انقلاب في أنغولا.. هذه هي الرواية كاملة
حوار في الجيوبوليتيك.. مقاربات كمال خلف الطويل
حوار المناضل والكاتب السياسي عدنان بدر حلو مع مجلة الهدف
الفلسطينيون والخلل في نهج المقاومة وفي المفاوضات
لماذا حدثت انقلابات خمسينات القرن الماضي؟
دراسة لصلاح جديد حول مشروع الوحدة المقترحة بين العراق وسورية 1979
لمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.. منظمة كفربو- كيف سقينا السنديانة الحمراء
قسد تسقي "اسرائيل".. والحكسة تموت عطشاً!
حول المسألة الكردية
التعبئة والفساد.. اوكرانيا تحكمها عصابات
حوار تحليلي معمق مع الدكتور حسن أحمد حسن.. إعداد محمد أبو الجدايل
حركة هواش بن اسماعيل خيربك ١٨٤٦-١٨٩٦ م
حوارات السوريين.. بين مؤيدين للدولة ومعارضين لها