كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

النبي ابراهيم.. كيف حُوّل إلى سلعة للمتاجرة السياسية

النبي ابراهيم، كيف حوّله مشروع الديانات الإبراهيمية إلى سلعة للمتاجرة السياسية

وداعما لمشروع الشرق الاوسط الجديد وسندا للتطبيع والمطبعين في زمننا الردئ. 
النبي ابراهيم في الإسلام ليس النبي ابراهيم في اليهودية- لا للتطبيع و تجّاره
 
لطفي السومي- فينكس:
استغلت القوى المهيمنة في عالمنا العربي (السياسة الأمريكية) ما يُسمى بالمشترك الإبراهيمي من أجل تقديم المبرر للانحراف عن الخط الوطني والقومي والذهاب إلى الصلح والتطبيع بين بعض الدول العربية و "إسرائيل" بمعزل عن الحق الفلسطيني، الذي قدّم له علم الآثار في العقود الخمسة الأخيرة المزيد من الدعم لإنهاء خرافة الحق التاريخي والديني لليهود في فلسطين، بعد أن تبيّن بصورة حاسمة أن مملكة اسرائيل القديمة، مملكة دَاوُدَ وسليمان هي مجرد اختراع من قبل كتبة التناخ، ومن سوء الحظ إن هذا الاختراع قد هيمن على العقول لألفي عام، إلى أن قام علم الآثار بإسقاطه بالكلية، سواء في ذلك كبار العلماء الإسرائيليين أو غير الإسرائيليين.
سأقدّم فيما يلي مقتطفات من كل من القرآن والتناخ عن شخصية النبي ابراهيم في كليهما:
النبي ابراهيم في القرآن:
ورد الحديث عن النبي ابراهيم في كل من السور التالية: البقرة، آل عمران، الأنعام، هود، ابراهيم، الحجر، النحل، مريم، الأنبياء، الحج، الشعراء، العنكبوت، الصافات، الزخرف، الذاريات، النجم، كما بلغ مجموع الآيات في هذه السور التي تذكر النبي ابراهيم ١٩٤ آية. ومن أجل أن لا تطول الدراسة، فسنقدّم عدداً من الآيات التي تبيّن من هو النبي ابراهيم في الإسلام، ويستطيع أي قارئ أن يطّلع على بقية السور.
(وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل، ربنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم) البقرة ١٢٧
(يا أهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم وما أنزلت التوراة... إلّا من بعده أفلا تعقلون) آل عمران ٦٥
(هأنتم حاججتم فيما لكم فيه علم، فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون) ٦٦
(إن أولى الناس بإبراهيم للذين آتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين) آل عمران ٦٨
(ودت طاًئفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلّا أنفسهم وما يشعرون) آل عمران ٦٩
(ربنا إنني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) ابراهيم ٣٧.
ونستطيع من خلال هذه الآيات أن نرى أن النبي ابراهيم قد بنى الكعبة بمعاونة ابنه اسماعيل، ومن ناحية ثانية فإنه يُبين أن أولى الناس بإبراهيم هم النبي والذين اتبعوه، ويعتبر من كانوا يحاجون الرسول (ومعروف تاريخياً إنهم اليهود) هم ضالون ويريدون أن يضلوا المسلمين.
وسنرى بعد أن نقدم النبي ابراهيم في التناخ (التوراة باللغة الدارجة) أنه لم يذهب إلى مكة ولم يشد الكعبة، و إنه قد طرد ابنه اسماعيل وأمه الجارية إلى برية فاران التي تقع في صحراء سيناء.
النبي ابراهيم في التناخ:
كما عرضت بعض الآيات التي تبيّن من هو النبي ابراهيم في الإسلام، فإنني سأعرض آيات من (التناخ- التوراة باللغة الدارجة)، و التي تبيّن من هو النبي ابراهيم، و تبيّن أيضاً التناقض بين هذين الابراهيمين، وبالتالي أستطيع القول إن ابراهيم في الإسلام ليس هو ابراهيم الذي في التناخ:
لقد تزوّج ابراهيم أخته غير الشقيقة ساراي التي أصبح اسمها سارة حسب النص التناخي، (فقال ابراهيم إني قلت ليس في هذا الموضع خوف الله البته، فيقتلونني لأجل امرأتي، و بالحقيقة أيضاً هي أختي ابنة أبي، غير أنها ليست ابنة أمي، فصارت لي زوجة، و حدث لما أتاهني الله من بيت أبي أني قلت لها هذا معروفك الذي تصنعين إلي، في كل مكان نأتي إليه قولي عني هو أخي) تكوين ٢٠: ١١ - ١٣. حصل ذلك عندما كان ابراهيم وسارة يمرون من أرض ابيمالك، ملك جرار، و الذي أخذ سارة، وفي مقابل ذلك قال ابيمالك لسارة: (وقال لسارة إني قد أعطيت أخاك ألفاً من الفضة) تكوين : ٢٠ - ١٥. كما أن ابيمالك قد (فأخذ ابيمالك غنماً و بقراً و عبيداً و إماء و أعطاها لابراهيم) تكوين ٢٠: ١٤.
وتكررت القصة نفسها عندما اقترب من الحدود المصرية (و حدث أنه لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراي امرأته إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر، فيكون إذا رأك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونك، قولي إنك أختي ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك) تكوين ١٢: ١١، ١٢، ١٣. و لقد صدق حدس ابراهيم (فحدث لما دخل ابراهيم إلى مصر أن المصريين رأوْا المرأة أنها حسنة جداً، ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون فأخذت المرأة إلى بيت فرعون، فصنع إلى إبرام خيراً بسببها، و صار له غنم و بقر و حمير و عبيد و إماء و أتن و جمال) تكوين١٤: ١٤ - ١٦.
و عوضاً من أن يقوم اسماعيل بمساعدة والده في بناء الكعبة من جهة، و أنه هو الذي افتداه الله بكبش سمين، فإنه قد واجه مصيراً آخر في التناخ وفي سفر التكوين أيضاً، فها هي سارة أخت وزوجة ابراهيم تقول له (فقالت لابراهيم اطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق) تكوين: ٢١ - ١٠، و ما كان من ابراهيم إلّا أن (فبكّر ابراهيم صباحاً و أخذ خبزاً و قربة ماء و أعطاهما لهاجر واضعاً إياهما على كتفها والولد وصرفها، فمضت وتاهت في برية بـئر سبع، ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار ومضت وجلست مقابله بعيداً نحو رمية قوس، لأنها قالت لا أنظر موت الولد، فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت) تكوين ٢١: ١٤ ،١٥ ،١٦.
بعد أن قدّمنا النبي ابراهيم في الإسلام، والنبي ابراهيم في اليهودية، فإنني أتساءل هل يستطيع أي قارئ حيادي أن يعتبر مهما كان دينه أن هذين الابراهيمين شخصاً واحداً؟ لا أعتقد ذلك، و أقول للمطبعين تحت شعار المشترك الإبراهيمي: لا تحوّلوا النبي ابراهيم إلى سلعة سياسية تتاجر بها القوى المهيمنة وتفرضها على عامة شعبنا كبوابة لعبور الهيمنة الاسرائيلية على أمتنا العربية بهذه الذريعة الواهية التي تتاجر بالنبي ابراهيم وبالدين.
عودوا إلى صوابكم أيها المطبعون الجدد والقدماء، وسيكون النصر لأمتنا وشعبنا الفلسطيني البطل.
وجهة نظر عن سبب نجاح عدد غير مسبوق من حزب جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات البرلمانية في الأردن
كأنّ الغرب الأوربي الأمريكي بصدد فرض طبعة جديدة مزيدة ومنقحة من مؤامرة "الربيع العربي"؟
محاولات لتدبير انقلاب في أنغولا.. هذه هي الرواية كاملة
حوار في الجيوبوليتيك.. مقاربات كمال خلف الطويل
حوار المناضل والكاتب السياسي عدنان بدر حلو مع مجلة الهدف
الفلسطينيون والخلل في نهج المقاومة وفي المفاوضات
لماذا حدثت انقلابات خمسينات القرن الماضي؟
دراسة لصلاح جديد حول مشروع الوحدة المقترحة بين العراق وسورية 1979
لمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.. منظمة كفربو- كيف سقينا السنديانة الحمراء
قسد تسقي "اسرائيل".. والحكسة تموت عطشاً!
حول المسألة الكردية
التعبئة والفساد.. اوكرانيا تحكمها عصابات
حوار تحليلي معمق مع الدكتور حسن أحمد حسن.. إعداد محمد أبو الجدايل
حركة هواش بن اسماعيل خيربك ١٨٤٦-١٨٩٦ م
حوارات السوريين.. بين مؤيدين للدولة ومعارضين لها