كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

مناسبة عيد الرابع من نيسان

د. غسان القيم

مناسبة عيد الرابع من نيسان (شرقي) (17نيسان غربي) وهو عيد استقبال الربيع..
كانت تقام في هذه المناسبة احتفالات شعبية عظيمة حيث يجتمع أهالي كل منطقة (عدة قرى) في ساحة القرية أو ما كان يسمى البيدر، أو أحد المزارات المشهورة، ويحيّون هذه المناسبة بما يشبه الكرنفال الفلكلوري، وكان يستمر هذا الكرنفال سبعة أيام.. يغنون فيها ويرقصون ويدبكون ويلعبون ألعاباً مختلفة، وتقدم فيها الأطعمة الريفية التي تجود بها قرانا الساحلية الجميلة.. فتتحول تلك الاحتفالات إلى مهرجانات رائعة كان ينتظرها الناس طيلة العام بشوق ولهفة.
وكان الناس يقولون أنه لا بد في هذا اليوم المبارك أن تمطر السماء، وكانت تسمى هذه المطرة بـ(مطرة الرابع)..تجمعات عيد الرابع أيام زمان
هذا العيد ليس بجديد على منطقتنا، إذ يعود بالزمن إلى حضارة أوغاريت كما روته لنا نصوصها الفخارية المترجمة، خاصةً ما يتعلق منها بالملاحم والأساطير عندما كانوا أهلها يقومون بالاحتفال بقدوم السنة الجديدة عليهم، حيث كانوا يذهبون في مسير يضم كل القرى إلى جبل صفون الأقرع، مكان سكن الإله بعل، يقدمون القرابين والنذور، فيغنون ويرقصون ابتهاجا بعودة بعل أوغاريت من العالم الأسفل، وكان يطل عليهم بوجهه الأخضر مطلقا بروقه ورعوده واعدا الناس بالمطر وخير السماء..
وقد تم إعادة إحياء هذا الطقس الجميل الرائع بعد توقفه مدة أكثر من أربعين عاماً.. وأصبح الكثير من قرى ساحلنا يقومون بالاحتفال وبإحياء هذا الطقس الرائع..
ما أجمل تلك الأيام.. أيام الزمن الجميل..
كل عام وأنتم بألف الف خير