كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

مطعم وملهى قصر البلور.. من أهم معالم حي القصاع

عماد الأرمشي- فينكس
كان قائماً ما بين جادة برج الروس و بين أسوار باب توما الخارجية، ومطلاً على نهر بردى وحدائق الصفوانية. وتم تشييده عام 1921 واطلق عليه اسم (قصر البلور) تيمناً بمطعم (البلور في فرنسا)، وكانت جدرانه جميعها من الزجاج المعشق بالخشبيات المتمركزة على عضائد البناء.
ويتكون البناء من طابق واحد أرضي ومن قسمين (الجواني الظاهر بالصورة ـ شتوي مغلق) و(البراني ـ صيفي مفتوح في الهواء الطلق)، وكان له سقفاً جملونياً جميلاً تتوسطه قبة زجاجية أزيلت مع القصر في نهاية القرن العشرين لأسباب تافهة.. للأسف.
كانت تقام فيه الحفلات التمثيلية والموسيقية بين الحين والآخر، وحين زارت الكاتبة (مي زيادة) دمشق عام 1922 أقيم لها احتفال كبير في (قصر البللور)، وقد دُعي إليه كبار رجال العلم والأدب والسياسة ومن بينهم المرحوم فارس الخوري، وفي نهاية الحفل ألقى الشاعر خليل مردم بك رئيس الرابطة الأدبية قصيدة بعنوان (تحية مي)، ثم قامت مي زيادة وألقت كلمة شكرت فيها القائمين على الحفل والمدعوين والحضور.

احتلته القوات الفرنسية إبان الثورة السورية عام 1925 – 1927 بدعوى إيواء الثوار فيه، ووضعت كولوبا على أبوابه للحراسة وصار شبه قاعدة عسكرية للحامية الفرنسية، ونشاهد عدد من أفراد الجنود الفرنسيين المتمركزين فيه.

استثمره السيد خريستو دياب دحدوح بمطلع الأربعينات من القرن العشرين، و بقي كذلك حتى أزيل وشيد مكانه كتلة باطونية في غاية القباحة، وانتقل المطعم الى مكان جديد قريب وأطلق عليه اسم (مطعم قصر البلور)، ولكن بناءه جاء مغايراً عن سلفه ولا يمت بصلة الى اسمه.