كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من التراث السوري الشعبي العميق قصة الغطاس ـوالدايم دايم

د. إليان مسعد- فينكس

كثيرون يعرفون أنه في ليلة 5-6 كانون الثاني عيد يسمى بالعامية "الدايم دايم" أو "الغطاس"، لكن قلة من يعرفون قصته.
نشير إنه، بالفصحى، يسميه المسيحيون الدنح وهي كلمة آرامية تعي الغطاس أو ذكرى إعتماد السيد المسيح في نهر الأردن من قبل يوحنا المعمدان (يحيى في القرآن).
والعادات الشعبية في هذه الليلة، التي هي من العادات الجميلة، توارثتها الأجيال على أمل ألا تضيع.
-تسمى هذه الليلة بالدايم دايم لأن الاعتقادات الشعبية تقول أنه في مثل هذه الليلة يزور المسيح كلّ الأرض التي تنحني لإستقباله حتى بشجرها إلّا شجرة التين، التي سبق أن لعنها حين دخوله أورشليم قبل صلبه بأحد الشعانين، لذا تعجن الأمهات في البيوت عجينة صغيرة دون إضافة الخميرة لها و تعلقنها في الشجر دون شجرة التين طبعا.. أملا بإلتماس البركة من المسيح المار عند منتصف الليل واستعمالها لتبريك المعجن الذي كان عمود البيت.
ومن العادات الأخرى أن يفتح الآهالي، في مثل هذه الليلة، كل ما يملكون من خوابي زيت وحبوب، وكل موؤنتهم، وذلك لإلتماس البركة ودوام وجودها في البيت. ومثل كلّ عيد من الأعياد يقدم المحتفلون بهذا العيد أنواع شتى من الحلويات وأكثرها شهرة هي:
العوامات و الزلابية التي تغطس في الزيت المغلي ثم بالقطر لتصبح من ألذ الأنواع التي يتهافت عليها الكبار قبل الصغار..
ومن المعروف أن الأجراس تدق عند منتصف الليل، وتقام الصلوات والقداديس الإحتفالية بالذي سيمر في هذه الليلة. سيمر دون أن يترك أحد إلا أن يزروه. ويزور كل منزل وكلّ قلب.
مهم أن يستقبل بالترحاب فيطيل زيارته.