كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

التراث أساس لتخليد الحضارة والحفاظ على الهوية

تسعى جميع الأمم إلى التمسك بتراثها المادي واللامادي باعتباره أساس وجودها وقوة حاضرها ومنبع حضارتها وهو الذي ينقل عاداتها وتقاليدها وعلومها وآدابها وفنونها من جيل إلى آخر وهو ما استدعى الباحثة الدكتورة نجلاء الخضراء لتشرع أبواب كتاباتها ودراساتها على التراث بكل أشكاله فدعت إلى إحيائه والتمسك بخصائصه الفنية وإظهار أصالته باعتباره شرطاً من شروط تخليد الحضارة العريقة.

وبينت الباحثة نجلاء في حديث لها مع وكالة سانا أن كلمة تراث تطلق على مجموع نتاج الحضارات التي تم توارثها من السلف إلى الخلف باعتبارها نتاج تجارب الإنسان ورغباته وأحاسيسه سواء كانت في ميادين العلوم أو الفكر أو اللغة أو الأدب والفلسفة والدين والفن والعمران والعادات والمعتقدات والممارسات والتفاعلات مع البيئة.

وأكدت نجلاء تمسكها بالكتابة عن التراث لبلورة الهوية الوطنية لما يحتويه من عناصر ثقافية وحضارية مثل الحكايات والفنون والأشغال الحرفية والقصص الشعبية وغيرها الكثير.

وتجلى اهتمام نجلاء بالتراث العربي عامة والفلسطيني خاصة من خلال العديد من الدراسات والأبحاث والمقالات التي نشرت على المواقع الإلكترونية وفي عدد من الصحف والمجلات المحلية والعربية منها عدة دراسات متسلسلة عن شجرة الزيتون وأهميتها الاجتماعية والاقتصادية والطبية والتراثية والصناعية وتبعتها دراسات وكتب متنوعة بعناوين التراث والتربية وأبحاث متعددة عن الحرف الدمشقية سلسلة أبحاث عن المدن الفلسطينية وغيرها.

ولم تغب دمشق وتراثها عن اهتمام الباحثة نجلاء حيث أقامت عدة معارض خاصة لأعمال الكروشيه والتريكو في المراكز الثقافية ومعارض لمختلف الحرف الدمشقية فرافق كل ندوة معرض عن الحرف منها معرض للأعواد الدمشقية ومعرض للموزاييك الخشبي وللصناعات النحاسية وآخر لصناعة الدمى اليدوية التراثية ومعرض للعطور وللوحات الجدارية التصويرية إضافة إلى إشرافها على عدة دورات مهنية تقليدية منها دورات التطريز الفلسطيني والتريكو والكروشيه وصناعة الدمى التراثية.

ورأت نجلاء أن محاولات تشويه التراث بكل أنواعه والغائه هي هدف رئيسي لإلغاء الشخصية العربية وهويتها الحضارية لذلك لا بد من التصدي لهذا الأمر بصفته أخطر أنواع الغزو الثقافي لافتة إلى أننا مع الحداثة والتطوير ولكن بما يتناسب مع التراث وأن يترافق بالاعتزاز بمنجزات الماضي وبيان دور الحضارة العربية في الحضارة العالمية.

واشارت نجلاء إلى أن المثقفين انقسموا إلى فئتين منهم من دعا إلى التمسك بالتراث والمحافظة عليه من الضياع وهذه الفئة هي الأكثر معرفة واطلاعا على أسس الثقافة العالمية وفئة مدعية لا تدرك هذه السمات مشيرة إلى أن المثقف الحقيقي هو الذي يسعى إلى ترسيخ الهوية الثقافية الخاصة ببلده وشعبه حيث يقودنا البحث الثقافي إلى التعرف على عظمة تاريخنا وروعة الحضارات التي عاشت على أرضنا ما يخلق نوعاً من الوعي الشعبي بأهمية التراث وقيمته الثمينة.