كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

اتهام بهية مارديني بالتعامل مع المخابرات السورية 2011 وتسببها باعتقال نشطاء وزوجها السابق يؤكد ذلك

فؤاد عبد العربز
بالأمس وصلتني العديد من الرسائل التي تخبرني بأن بهية مارديني تم تعيينها في لجنة صياغة الإعلان الدستوري، متبوعة بالعديد من إشارات الاستفهام والتعجب.
وهذه الرسائل كانت تصلني من أشخاص يعرفون قصة شهيرة لي مع بهية، حدثت في منتصف العام 2011، ورويتها للعديد من الأصدقاء، حتى أن بهية نفسها اتصلت بي قبل نحو أربع سنوات وعاتبتني على الشكل التالي: صحيح فؤاد إنت عم بتتهمني إني سلمتك للمخابرات الجوية..؟
القصة وما فيها: أنني في بداية الثورة كان معي هاتف ثريا ومع الصديق محمد العويد هاتف ثريا آخر، وكنا نتصل ببهية مارديني وزوجها عمار قربي في مصر، ونطلب منها المساعدة من أجل إيصال معلومات خطيرة للمنظمات الدولية ووسائل الإعلام، عن انتهاكات النظام، كوننا كنا نعمل في وكالة سانا وكان لدينا معلومات رسمية عن حقيقة ما يجري في درعا بشكل يومي.
ما هي إلا أيام وإذ بالمخابرات تنصب لنا كميناً أنا ومحمد العويد، ثم تم اقتيادنا إلى مكتب جميل حسن، رئيس إدارة المخابرات الجوية في دمشق.
في التحقيق وبعد أن أنكرت جميع التهم التي وجهها لي جميل حسن، ناداني إلى جهاز كمبيوتره وطلب مني أن أقرأ الإيميل.. وإذ به إيميل من بهية تخبره فيه بدقة عن جميع اتصالاتي بها، وتخبره أيضا بذات الإيميل أنها أوصلتني بالصحفي بسام بلان الذي كان يعمل وقتها في قناة اورينت، وبالفعل جرت عدة اتصالات بيننا في حينها، لعله يتذكر..
لقد حقق معي جميل حسن بكافة ما جرى من اتصالات بيني وبين بهية، بينما كان عندي اتصالات أخطر في ذلك الوقت، وكانت مع هيثم مناع وقناة الجزيرة، لكنه لم يسألني عنها على الإطلاق، بفرض أنهم كانوا يراقبون هاتف الثريا..
في العام 2013، كنت في منزل هيثم مناع، ورويت له كيف أن المخابرات عندما اعتقلوني لم يسألوني عن اتصالاتي به على الإطلاق.
فقال لي هيثم مناع أنه في العام الماضي، أي في 2012، زاره عمار القربي في بيته في باريس، وشكا له أن بهية لا تزال تتعامل مع المخابرات..
لا أخفيكم منذ قامت بهية بترأس وفد السوريين في بريطانيا ولقاء الرئيس أحمد الشرع، ثم أخذت تزور الوزراء واحدا تلو الآخر، وأنا أتألم، وكتبت يومها منشورا غامضا، اضطررت لإخفائه فيما بعد، بسبب كثرة التعليقات التي تطلب مني الكشف عن اسم الشخص.. وتمنيت بيني وبين نفسي أن تتوارى بهية عن الأنظار وتبتعد عن الواجهة ، لأنني لا أحب أن أمارس الدور الذي يفضح الأخرين .. لكنني لم أستطع أن أقاوم صور عذابات المعتقلين في سجن صيدنايا، ضحايا بهية وغيرها من جواسيس النظام.

قد تكون بهية قد تابت وتوقفت عن التعامل مع مخابرات النظام منذ فترة طويلة، لكني لن أقبل أن تحاضر بي بالشرف.. أقبل منها أن تعود إمرأة سورية عادية وحتى أقل.. وبسلامتكم.