كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

أولى القرارات التي دمرت الجيش العربي السوري

خالد محمد جزماتي- فينكس

كان العماد حكمت الشهابي من أقوى مناصري حافظ الأسد، وساهم بشكل فعال في نجاح حركته التي ارتد فيها على الحزب وفتك برفاقه بين سجن وقتل.
وبعيد تكليف العماد حكمت الشهابي بزمن قليل أصدر تعميما لجميع وحدات الجيش برية وبحريةوجوية.. وخلاصة ذلك التعميم أن ضباط أمن الوحدات علاقتهم أصبحت مع أفرع المخابرات العسكرية القائمة في مناطقهم. ومن المعلوم أن ضباط أمن الوحدات عادة تكون رتبهم أقل بكثير من قادة الوحدات، مثلا أنا كنت ملازماً أول وضابط أمن اللواء 56 في طرطوس، وكان مصطفى طيارة برتبة عقيد ثم عميد قائدا للواء ثم رفع إلى رتبة لواء كرئيس أركان القوى البحرية، ثم أبعد إلى الشارقة ثم أعيد قائدا للقوى البحرية.
في يوم من أيامي المثيرة دخل مكتبي رئيس القلم المساعد أول وجيه عبد الرزاق حاملا البريد لأوقعه حسب الأصول، فوجدت ظرفان مغلفان لم يفتحهما قائد اللواء 56. وكان في ذلك الوقت العميد البحري أحمد رضا مسلماني (من جبلة)، وقال لي رئيس القلم المساعد أول وجيه: إن قائد اللواء قذف بالمغلفين بغضب وقال خذهما للملازم أول خالد، فانتظرت قليلا ثم قررت عدم فتحهما وغادرت مكتبي إلى مكتب قائد اللواء. وبعد أداء التحية أعطيته المغلفين قائلا له: أنا لست بحريص على الأمن أكثر منك ولن أفتحهما قبلك وأرجوك قراءة المحتوى قبلي وأنتظر أوامرك، فاحمر وجهه وكادت عيناه تفيض من الدمع، وبقيت مصرا. فلب طلبي واستمر الأمر هكذا حتى تقاعده.. واكتسبت ثقته ومحبيه إلى حين اعتقالي.
الغاية من المقال: تعريف القراء من شاهد عيان كيف تم إفساد القوات المسلحة عن سابق إصرار وفي هذا السياق جعلوا ضباط الجيش ذوي الرتب الصغيرة (الفاسد منهم وما أكثرهم) ينطوطون على قادتهم وخاصة عندما يجعلون من حجاب القادة وسائقيهم عناصر أمن ليعرفوا دقائق حياتهم...