كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

كلمات على هامش ما يجري في بعض السويداء

مجدي نعيم

 إذا كنت ترغب في تجفيف المستنقعات فلا يجب أن تطلب الإذن من الضفادع.. مثل نمساوي قديم..
يقول المثل الروسي القديم: الشخص الذي يعض اليد التي تطعمه، عادةً ما يلعق الحذاء الذي يركله...
ويقول المثل الاسباني: إذا رأيت للأقزام ظلاً طويلاً فأعلم بأن الشمس في طريقها إلى الزوال...
تنطبق هذه الأمثال العالمية على مايجري لدينا في مجتمعنا الذي رأينا فيه بأن الصغار وشذاذ الآفاق يحاولون مصادرة القرار والحصول على أدوار أكبر بكثير من أحجامهم الحقيقية بآلاف المرات...
وهنا نقع في كل مرة بلعبة عدم القدره على تقدير المسافات فالمسافة بين دمشق والسويداء هي أكبر بأضعاف المرات بين دوار تشرين وقنوات..
وعندما يتحول قادة الرأي وأهل الحل والعقد إلى مجرد حراس مصالح ضيقة لحماية مجموعات مسلحة تحترف القتل والسرقة والإرتزاق من الخارج مقابل حفنة من الدولارات فأعلم بأن هناك برنامجاً خطيراً لاستهداف مجتمعنا التوحيدي الأصيل في مبادئه وسلوكه وأعرافه وقيمه وعاداته...
وإذا رأيت عدداً من المنبوذين وشذاذ الآفاق والمأجورين والمهربين وتجار الحروب يتحولون إلى وعاظ ومصلحين وقياديين في الشأن العام فأدرك بأنه بلغ السيل الزبى، والورم الخبيث انتشر في الجسم في كل مفاصله...
وهنا يسألني الجميع ماهو الحل؟! وماذا نعمل بدل هذا التوصيف النظري للواقع الذي نعرفه جميعاً؟!..
وبحسب معرفتي المتواضعة وغير العلمية في الطب بأن السرطان الخبيث يتغذى على السكر، الذي يتمثل هنا بتدفق المال المشبوه من الخارج تحت تغطيات مختلفة مثل مساعدات الأهل للأهل... وغير ذلك من المصطلحات، وهنا أذكر عبارة كان يرددها شيخنا الفاضل العابد الزاهد الديان المغفور له أبو منصور فضل الله نمور: (خبز الرجال على الرجال دين وعلى الأنذال صدقة، وهذا المال الأسود المشبوه سرطان في عظامنا).
وبحكمته وخبرته الحياتية وسريرته الدينية وضع يده على التشخيص الأولي للمرض الذي يتطلب علاجه قطع السكر عن الجسم المصاب أي منع التمويل الخارجي الذي ينخر في عظامنا، لتبدأ بعدها مراحل العلاج الكيمائي والجرعات للوصول إلى الشفاء التام...
التي تتلخص بالإلتفاف حول الدولة الوطنية السورية بجيشها وعلمها وقيادتها دون قيد أو شرط، والإيمان بأن الدولة ومؤسساتها هي الضمانة الوحيدة للنجاة والخلاص مما نحن فيه، أما التعويل على الفصائل والمجموعات المسلحة في تنظيف الجبل فهذا كلام عبثي غير مسؤول لا طائل منه، كذلك وجود اشخاص موتورين مشبوهين يتقاضون المال المشبوه وينزلون إلى الشوارع لرفع شعارات وأعلام ورايات لايعرفون ماذا تمثل؟ ويرددون هتافات وشتائم تمثلهم وحدهم لايمكن لها أن تحقق أي نتائج حتى لو وقفوا في الساحات والشوارع حتى قيام الساعة..
وأخيراً: إذا كان البعض يعتقد واهماً بأن علم السياسة هو مجرد إطلاق أبواق وزمامير السيارات والهتافات والشتائم النابية فهذا تضييع للوقت والجهد وحرف الأجيال عن مسارها الذي ستكون نتائجه كارثية، ولن يفيد ذلك سوى في جعل بعض الضفادع تتنفخ لتظن نفسها بأنها أكبر حجماً من النسور، وهنا ينطبق عليهم المثل العربي الشهير: إن البغاث بأرضنا يستنسر، أي أن البعوض يظن نفسه بحجم النسور...