رزان عمران- خاص فينكس:
تحت اسم "هالوين" أو غيره، مضى يوم ٣١ تشرين الاول/أكتوبر ولم تنته بعد الاحتفالات المتزامنة معه في بعض مراكز الترفيه ورياض الأطفال، والتي يرفض القائمون عليها ربط الاحتفال بهذه المناسبة تحديدا، مؤكدين أن الطقس المشترك الوحيد بين الاثنين هو التنكر.
الاحتفالات "المتفرقة" ليست جديدة، فطقوس التنكر غزت سوريا تدريجياً، في أعوام الحرب على وجه خاص، كنوع من التقليد، ولو انها اقتصرت هنا على الطفل كنوع من الإبهاج. الجديد كان ارتفاع أسعار الأزياء التي أضافتها فئة من الأهالي إلى قائمة الضروريات السنوية، رغم ضيق حال كثيرين منهم.
في طرطوس، تراوحت أسعار الاشتراك في الحفل التنكري هذا العام بين ٧ و١٥ ألف ليرة للطفل، حسب ما يتضمنه من مأكولات خفيفة وعصائر وبرامج ترفيهية تقدمها فرقة فنية، متنكرة غالباً.
يوضح مدير روضة في أحد الأحياء الراقية لـ"فينيكس" أن الاشتراك غير إجباري على جميع الأطفال، وأن بعض الأهالي يرسلون أبناءهم إلى الروضة يوم الحفل دون دفع الاشتراك، ودون إلباسهم رداء متميزاً، ومع ذلك ترحب الإدارة بالجميع لأن الهدف في النهاية هو المرح والتقاط الصور للذكرى.
يحرص المدير على عدم ربط حفلته بـ"الهالوين" واصفا هذا العيد بالمناسبة الغريبة عن البلد، ومؤكدا أن تزامن الحفل التنكري معه مجرد مصادفة، بدليل انه أقام حفلات تنكرية مشابهة في أوقات أخرى، كما يشير إلى الطعام النوعي المختار لهذه المناسبة، والذي يجعل من المبلغ المطلوب للاشتراك "رمزياً" قياسا إلى مجريات الحفل.
ينفق الراغبون بالاحتفال، من الأهالي، نقود الاشتراك في الحفلات بمعزل عن ثمن الأزياء التي يختارها الأولاد، والتي يمتلئ بها السوق في مثل هذا الوقت مع تركيز على ملابس الأبطال الخارقين. جمّعت نيفين، الأم لصبي وبنت، قصاصات قماشية متنوعة الأشكال من محال أدوات الخياطة لتخيطها على شال ابنتها، بعد شراء قبعة مناسبة لشخصية الساحرة، وصنعت عصا طويلة من الفلين مغلفة بورق الأشغال اللامع، ليكتمل الزي بأرخص تكلفة ممكنة، بعد أن استنفد زي ابنها "سبايدر مان" ميزانيتها المخصصة للهالوين، البالغة ٣٠ ألف ليرة. في المقابل، أبدت سوسن ارتياحها من "هم العيد" لكونها ألبست ابنها زي مهرجٍ كان لأخيه الأكبر الذي غدا تلميذا في مدرسة ابتدائية حكومية لا تقيم هذه الاحتفالات، مستدركة أنها دفعت ٥ آلاف ليرة للرسامة المختصة بتلوين وجوه الأطفال في أحد مراكز الترفيه.
وأفرد متجر شهير لبيع الألعاب بالجملة أحد فروعه لعرض عشرات الأزياء التنكرية، بأسعار ثابتة عند مبلغ ١٥ ألف ليرة، بغض النظر عن الشخصية موضوع التنكر. البائعة أوضحت أن السعر الحالي هو سعر تصفيات، إذ هبط من ٢٥ ألف ليرة بسبب "موسم الهالوين"، مشيرة إلى تركز الإقبال على "سبايدر مان" و"بات مان" أكثر، مقابل أزياء لم يقترب منها أحد كزي "باباي" الذي لا يعرفه أطفال هذه المرحلة. تقول: "اختصاصنا الألعاب والقرطاسية ولوازم الاحتفالات، لكننا منذ خمس سنوات فقط أضفنا الهالوين إلى قائمة المناسبات لأن سوق مستلزماتها آخذ بالازدياد".
بعض محلات البالة استجابت لـ"التريند" بدورها، مراهنة على تقليل الأسعار لتصريف البضاعة. يشير وائل صاحب أحد المحلات إلى تراوح أسعاره بين ٥ و٢٠ ألفا لزي التنكر المستعمل، فضلا عن عرض كم هائل من متممات التنكر، كباروكات الشعر والقبعات والتيجان والاقنعة والشالات. يقول: "نبيع الأزياء التنكرية منذ ثلاث سنوات، أي منذ أن بدأنا نرى اهتمام الناس بهذا الطقس. أردنا مجاراة الجو وخصصنا أحد محلاتنا للألبسة التنكرية".
الواضح أن قلة من المحتفلين هنا يعلمون الكثير عن هذا العيد، واسمه الرسمي في الدين المسيحي "عيد القديسين"، أو يتساءلون عن الرابط بين المناسبة والتنكر، وهو ما يفسره المعنيون بالاحتفال باعتقاد أن أرواح الموتى، قديسين وأشرار، تجول بين الأحياء في هذا اليوم، وأن تفريغ اليقطينات وإضاءتها وارتداء أزياء مخيفة هو لإخافة الأرواح الشريرة.