كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

نجم من وطني.. الطبيب جراح القلبية طلال فارس

كان لي شرف صنع فيلم وثائقي عن حياة طلال فارس، وبعد نيلنا للفضية في مهرجان القاهرة تم حرق المستودع الذي كانت توضع فيه مثل هذه الأفلام في برزة عام 2013، وتم قتل مجموعة كبيرة من مثل هذه الأفلام التي وثّقت نجوم سوريا الحقيقيين.
لقب هذا الطبيب العلاّمة بـ"أب الفقراء"، كان معظم وقته يقضيه في إجراء عمليات جراحية دقيقة للقلب... على حساب وقته مع عائلته...
إحدى القصص التي أعرفها جيدا عنه رحمه الله:
إمرأة فلاحة خمسينية أُسعفت إلى المشفى التي يعمل بها وكانت بحالة حرجة تستدعي عملية دقيقة في القلب، سارع الطبيب طلال فارس لإجراء هذه العملية ونجح بها وأنقذ حياتها، بعد مرور يومين سمع ابنتها تقول لأمها الأرملة: "ماما مشي الحال وبعنا البقرة ورح ندفع للمشفى"...
عند تخريج المريضة فوجئت بإحدى الممرضات تقدم لها ظرفاً يحتوي نقوداً ضعف أجر المشفى بالضبط.. وعند سؤال بنت المريضة عن هذا المبلغ كان الجواب من الممرضة: الحمدلله عسلامة والدتك وبيتمنى الشخص اللي بعتلكن هالمصاري تشترو بقرتين وترجعو تشتغلو... ولم تذكر اسم فاعل الخير بتاتاً بناءً على طلبه.... لنكتشف بعد وفاة الطبيب طلال فارس أنه صاحب هذا العمل الطيب...
طبيب فرنسي يسأل مريضاً عنده من أي بلد قادم... أجابه: من سوريا
الطبيب الفرنسي: هل من المعقول أن تأتي لنعالج قلبك وأنت من بلد طلال فارس ((اللقاء موجود على القناة الثانية الفرنسية)).
تحدثت مع الدكتور طلال فارس لفترة جيدة أثناء تصويري للفيلم الخاص به لم يذكر لي أياً من تلك القصص... دخلت إلى عالم المقربين والمرضى عنده، فسمعت أحاديث تُروى عن إنسان قريب من الله جداً...
طلال فارس قام بإجراء عدد كبير من العمليات الناجحة سنوياً ضعف عدد الطبيب الذي سجلته غينيس في سجلاتها....
نعم أنت نجم مازال يضيء ليومنا هذا يا طلال... اسمك لقب يا سيدي الكريم....

أنت أكبر من نجوم الفقاعات في يومنا هذا..... أسفي أننا لانذكرك ولا نذكر اسمك.... بتقلك بلدك حقك عليي مو ذنبي يا طلال..... تمثالك في عقولنا..

توفّى في أيار 2013.

المخرج وضاح