عام ١٩٧٨ كنا في بغداد وكان علي أن أذهب إلى المطار لاستقبال حماتي القادمة من بيروت.
كانت هناك إجراءات أمنية صارمة لا يستطيع إلا من له واسطة كبيرة الوصول إلى بوابة ضيقة على بعد عدة كيلومترات من صالة وصول المسافرين الذين بات عليهم الخروج واحدا واحدا من باب صغير. وقد تيسر لي الوقوف بمواجهة ذلك الباب ترقباً لقدوم جدة أولادي. وفجأة ينفتح الباب وتظهر فيه الأديبة الكبيرة غادة السمان بابتسامتها المشرقة. ظننتها (وبعض الظن إثم) عرفتني فرددت على ابتسامتها بابتسامة أحسن منها.
ويبدو أنها ظنتني موفداً مهماً من الدولة جاء لاستقبالها. وبين ما ظنتني وما ظننتها، وكانت المسافة قصيرة، كان أن عانقتني وعانقتها لنتفاجأ أنا وهي بأنني لست ذلك المسؤول الكبير الذي اعتقدت أنه جاء لاستقبالها، وأنها ليست حماتي بالتأكيد.
كانت على كل مناسبة طريفة.
مع تحية كبيرة لأديبتنا الكبيرة.