متابعة- عبد العظيم العبد الله- فينكس
2021.12.05
إحدى أهمّ الأسماء التي مرّت على ملاعبِ كرةِ القدم السوريّة، - حتّى العربية- سطّرَ اسماً لامعاً في العديدِ منَ الملاعبِ لاعِباً ومُدرّباً، يحملُ سجلاً ناصِعاً وتاريخاً كبيراً، عدّهُ خبراؤنا الرياضيّونَ بأنّهُ أسطورةٌ رياضيّة ورمزٌ كُرَويّ.
تعدّدتِ المُسمَّياتُ والألقابُ التي تقلَّدها، يُشهَدُ له بأنَّهُ المُتواضع ذو الأخلاق العالية طيلةَ مسيرتهِ الرياضيّة في الملاعب.. إنّهُ الكابتن "موسى شمّاس".
عندما تنبري الأقلامُ لتوثيقِ سيرةٍ عَطِرَة لأمثالِ العلّامة الكُرويّة "موسى شمّاس" فإنّها تتهيّأُ احتِراماً وتقديراً، فمَن كانَ مُمثّلاً وحيداً عن البلد في التشكيلةِ الأساسيّة لمُنتخب الجمهوريّة العربيّة المتحدة، مُواجِهاً فِرَقاً ومُنتخباتٍ عالميّة، ومن دُعِيَ للَّعبِ معَ النادي الفرنسيّ "باريس سنجرمان" وعناوينَ أُخرى في مسيرتهِ المُتميّزة، يَحكي عنها زميلُهُ لسنينَ طويلة الكابتن "جورج خزوم".
"الخزوم" رافقَ الكابتن "موسى شمّاس" فترةً طويلة، وبخاصّة عندما عمِلا معاً في نادي "الجهاد الرياضيّ" بصِفاتٍ مُختلفة.
يتحدّث الكابتن "خزوم" لِ "فينكس"، الجمعة 3/12/2021، عن رحلةِ الألق الكُرويّة والرياضيّة لزميلهٍ الشمّاس: «كان شَغوفاً بلُعبةِ كُرةِ القدم في طفولته، لعبَ لصالحِ نادي الجهاد مدّةً زمنيّةً طويلة. وفي بدايةِ الخمسينيّات التحقَ بخدمةِ العلم، وانضمَّ مباشرةً لمُنتخب المِنطقة الشماليّة العسكريّ.
في تلكَ الفترة لفتَ أنظارَ مُدرّب نادي الجيش اليوغسلافي "سلوبادان مو نتيش"، وقد قامَ الأخير مباشرةً بإدخاله لاعِباً أساسيّاً ضدَّ "الترسانة" المِصريّ، أبدى حينها مُستوىً متميّزاً، وأحرزً هدفاً للانتصار.
تمَّ اختيارهُ كأفضلِ لاعبٍ سوريّ ضمنَ الاستفتاء الذي أُجرِيَ عام /1954/، مُتابِعاً رِحلةَ المُبارَيات الداخليّة والخارجيّة بإبداعٍ كبير، وكانَ من أبرز تلكَ المُباريات موقعة "برشلونة" في دورة المُتوسّط عام /1957/، وذهبيّةَ بطولةِ الجامعة العربيّة في "تونس".
وفي عام /1958/ وأثناءَ الوحدة بينَ "سورية ومِصر" كانَ اللاعبَ الوحيدَ من سورية في التشكيلةِ الأساسيّة لمُنتخب الجمهوريّة العربيّة المُتّحدة، مُقابلَ عشرةِ لاعبينَ من "مٍصر".
بدا مُميَّزاً وخاطفاً للأنظارِ في المُبارَيات ضدّ "تركيا ويوغسلافيا"، وفي الدّورةِ الأولمبيّة عام /1960/ في مدينةٍ "روما".
نالَ لقبّ السُّلطان من قِبَلِ الصَّحافةِ المصريّة، وكانَت من أجملِ مُبارياتهِ تلكَ التي خاضها ضدَّ "مُنتخب المَجَر"، ومشاركتهِ مع المُنتخب بإحرازِ المركز الثاني في بطولةِ كأس العرب في "بغداد" عام /1966/، وغناء فنّان الشَّعب "رفيق سبيعي عن المُنتخب حينَها.
قُدِّمَت لهُ عروض كرويّة كبيرة عام /1960/ مِن قِبَل نادي "باشكتاش التركيّ"، ومن نادي "باريس سنجرمان الفرنسيّ" عام /1957/، ولكنَّها لم تتكلّل بالنجاح بسببَ ارتباطاتهَ المحليّة. وكانَ من أجملِ الأهدافِ التي أحرزَها ذلكَ الهدف الجميل ضدَّ "ساحل العاج" عام /1969/ محقّقاً الفوزَ عليهم.
ويضيف "الخزّوم":
اعتزلَ "الشمّاس" اللعب عام /1970/، و «خضعَ لأكثرَ من دورةٍ تدريبيّة في ألمانيا، حصلَ خلالها وبنتيجتها على شهادةِ الامتيازِ في التدريب، وتكريمٍ منَ السّفارة الألمانيّة في مدينة "دمشق" بحُضورِ كافّةِ القياداتِ والخِبراتِ الرياضيّة. استلمَ تدريبَ المُنتخب الوطنيّ عام /1981/، ومن ثمّ التدريب في "الإمارات"، وتدريب نادي "سريانسكا السويدي" لموسمَين، ونادي "يونايتد الأمريكي" لفئةَ الشباب.
وفي عام /1984/ عادَ إلى الوطن بشكلٍ نهائيّ، ودرّبَ المُنتخباتِ الوطنيّة لأكثرَ من مرّة، معَ تدريبِ أندية: (الوحدة، المجد، حطّين، جبلة)، وكانَ لناديهِ الأمّ "نادي الجهاد" الحصّة الكُبرى منَ التدريبِ والاهتمام وتحقيقَ أفضلَ النتائج التي تُدوَّن باسمهِ حتّى تاريخه.
ويُذكَر أنَّ الكابتن "موسى شمّاس" هوَ أوّلُ مَن أدخلَ خطّة (3/5/2) للكُرة السوريّة ولملاعبَها.
ختمَ الكابتن "جورج خزوم" حديثهُ عن زميلهِ ورفيق دربِه: «إنّنا نَعُدّهُ كأبناءِ مدينةِ القامشلي فخراً كبيراً للمدينةِ الصّغيرةِ التي أنجبته، ذاعَ صيتهُ في جميعِ الأصقاعِ كلاعبٍ ومُدرّب، وهوَ كانَ وما يزالُ قدوةً لأبناءِ مدينته، ومن الحريّ أن يبقى كذلك لكلّ جيلٍ كرويٍّ صاعد. قدّمَ لسنواتٍ طوال ولم ينَل أيّةَ بطاقةٍ صفراءَ أو حمراء، وأنا شخصيّاً استفدتُ كثيراً من ذاكَ الهَرَمِ الرياضيّ، ومنَ الوفاء أن أذكرَ أنّهُ كانَ مُتابِعاً لناديهِ "الجهاد" حتّى قبل انتكاسته المرضية».
الكابتن "موسى شمّاس" من مواليد مدينة "القامشلي" عام /1933/ لسبعةِ إخوة، جميعهُم أعلنوا حبَّهم بامتياز لكُرةِ القدم. والدهُ جاء بالكُرة من مدينة "حلب" إلى "القامشلي".
وهوَ مُقيم في مدينةِ "دمشق" منذُ فترة، يأبى السّفرَ والاغترابَ عن وطنه رغمَ وجودِ أقاربَ لهُ خارجَ الحُدود. وهوَ الآن يُعاني من انتكاسةٍ مرضيّة منذ عدّةِ سنين، ويؤكّد عدد منَ المُقرّبين أنّها نتيجةَ تقدُّمهِ في العُمر، وأنَّ التحسُّنَ في وضعهِ اليوم شبه متوقّف.
ولهمُ اليوم عتبٌ كبير.. على القيادة الرياضيّة، لعدمِ سؤالها واستفسارِها عن حالِ وصحّةِ اسمٍ كرويّ وتاريخٍ رياضيّ كالكابتن "الشمّاس" الذي يُعدُّ أحدَ أبرزِ وأهمّ الوجوه الرياضيّة في سورية.
"فينكس" تواصلت مع الكابتن "الشمّاس"، السبت 4/12/2021، وقد شكرَ وامتنَّ اهتمامها بصحّتهِ ومسيرتِه، واكتفى بكلمةٍ واحدة عن حالهِ بأنّهُ "بخير"، ولأنّ الكلام يصعبُ عليه صحيّاً وشعوريّاً، نابَ الكابتن "جورج خزوم" عنه لتوثيقِ رحلتهِ الجميلة في ملاعبِ كرةِ القدم، وعلى صفحاتِ سجلٍّ رياضيٍّ سوريّ مُشرّف.
اتفاقية لإعادة الدور الاقتصادي والاجتماعي لأسواق حمص التراثية
2024.04.25
"معرض اكسبو سورية التصديري" على أرض مدينة المعارض في دمشق
2024.04.23
بمشاركة المئات من الشركات السورية.. مؤتمر صحفي لإطلاق معرض " اكسبو سورية بدورته الاولى"
2024.04.23
قطنا يركز في حماة على دعم الفستق الحلبي ويناقش في حمص تنفيذ الخطة الزراعية
2024.04.21