كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

زخم التأييد الشعبي العالمي.. إلى أين؟

لطفي السومي

  ما من شك أن الوحشية الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني وبصورة خاصة في غزة الأبية التي طالتها اليد الهمجية، ففقدت ٧٠٠٠٠ شهيد وحوالي ١٠٠٠٠ مفقود تقبع جثثهم تحت أنقاض منازلهم المدمرة، بالإضافة إلى ١٧٠٠٠٠ جريح فقد الكثيرون منهم أطرافهم كليا أو جزئيا، بالإضافة إلى ٢٤٠٠٠٠ منزل مدمر، أضيف اليها ما دمر من منازل غزة في الأيام الأخيرة. كل هذه الوحشية التي لا مثيل لها بعد الحرب العالمية الثانية مع الفارق أن مجموعة من الشباب المؤمن بقضيته لا يملك سوى أسلحة فردية، قد واجه جيشا مدججا بأحدث الأسلحة الأمريكية وساندته امريكا وعدد من دول الغرب بأحدث طائراتها وبأقمارها الصناعية وأساطيلها الحربية وبآخر منجزات الذكاء الصناعي.
أهيب بجهود الشابات والشباب الفلسطينيين والعرب وذوي الضمائر الحية من كل شعوب العالم الذين أوجدوا حراكا وتعاطفا غير مسبوق تجاه القضية الفلسطينية، بحيث تحولت الشوارع الأوروبية والأمريكية إلى تيار هادر أجبر بعض الأنظمة المتصهينة أن تعترف بالدولة الفلسطينية.
لقد توقف القتال، ولكن المشكلة لم تحل، وسيظل نتنياهو وعصابته متربصين بشعبنا وغزتنا العظيمة، وإننا مهما كانت الظروف، يجب أن نحافظ على هذا الزخم الشعبي العالمي وان يتحول التعاطف مع القضية الفلسطينية إلى قضية أخلاقية وانتماء إلى معسكر الخير في مواجهة أعداء الإنسانية والمتمثلين بالصهيونية وقوى الاستعمار المتمثل بسيطرة القطب الواحد وزبانيته وشركات النهب العالمية العملاقة والأنظمة العميلة، بحيث تظل قضيتنا قضية لقطاع كبير من أحرار العالم ومناضليه، آخذين بعين الاعتبار إن مخالب عدونا لا زالت قوية وإنه سيحشد قواه وخاصة الإعلامية ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي حيث بدأ في تجنيد بعض من يتبعهم أعداد كبيرة من المتابعين بحيث يدفع لهم الموساد الاسرائيلي ٧٠٠٠ دولار عن كل مقال ينشر ويشكل دعاية مباشرة أو غير مباشرة لإسرائيل أو إساءة إلى القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني.
إنني أعتقد ان الموساد والقوى المعادية سيفتعلون أعمالاً تسئ إلى سمعة الفلسطينيين والعرب والمسلمين من أجل أن يستعيدوا بعض التعاطف الذي فقدوه في معركتهم المتوحشة.
أرجو أن يتمكن شعبنا المهاجر في المحافظة على زخم الشارع في عدد مهم من دول العالم وجامعاته حتى يصل شعبنا إلى حقوقه السليبة.