كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عرفتو ليش؟ السوريون

معن حيدر

- في السويد، وفي مدرسة تعليم اللغة السويدية للأجانب SFI، التقيتُ صديقي جهاد س، وهو مسلم من الحسكة، كان يعمل متعهّدا في مجال المقاولات،
حدّثني مرة أنّ من ساعدهم، هو وعائلته وأهله، في القدوم إلى السويد هم جيرانهم السريان.
وعند وصولهم إلى المطار استقبلهم ابن جيرانهم، واصطحبهم مباشرة إلى شقّة مفروشة في ستوكهولم.
بقوا فيها حوالي ثلاثة أشهر حتى استكملوا أوراقهم وغادروا إلى اسكلستونا.
وقال لي: ((الله وكيلك شقّة مو ناقصها شي فيها كل شي منحتاجو، تصوّر حتى البراد كان مليان بكل أنواع الأكل
طلعتْ الشقة لهادا الشب اللي استقبلنا بالمطار، تركها إلنا و راح سكن عند أهلو)).
-وحدّثني صديقي الديرعطاني أنّه عندما اجتاحت عاصفة (د.ا.ع.ش) دير عطية قام الجيران الإسلام بإيواء جيرانهم المسيحيين في بيوتهم، حتى مرّت تلك العاصفة السوداء المزعومة المفتعلة.
وحدث العكس عندما دخل الجيش لـِ (يحرّرها)
حيث آوى الجيران المسيحيون جيرانهم المسلمين في بيوتهم، خوفا أنْ يذهبوا ضحية تهمة (الإرهاب) التي كانت تُلصق بشكل عشوائي لكل معارض وخاصة من المسلمين.
-وكتب الأب إلياس زحلاوي عن الدمشقي المسلم سامي الميداني كيف تنازل عن نصف ثمن الفيلا التي كان يملكها في شارع القصور عندما علم أنّه سيبنى مكانها كنيسة سيدة دمشق.
-وفي عام 2012 وبعد اشتداد المعارك وحصار المدن غادر الكثير من أهالي حمص وإدلب منازلهم باتجاه الساحل السوري حيث استقرّوا في مدينة طرطوس وقرى الساحل الجبلية كلّها.
كان عددهم يقدر بمئات الآلاف، وبقوا هناك عدّة أشهر، وكما يقول اللبنانيون: (ما أكل واحد منهم كفّ)، بل عاشوا معزّزين مكرّمين، وفتحوا محلات ومارسوا أعمالهم التجارية.
-وعندما عاد الشيخ أحمد الصياصنة، إمام المسجد العمري، إلى درعا بعد التحرير، انتشر مقطع فيديو يجمعه مع وفد من مسيحيي درعا برئاسة الخوري جرجس رزق، راعي كنيسة البشارة، جاؤوا للسلام عليه.
نسمع فيه الشيخ يشكر الخوري على استقبال مقاتلي الثورة في الكنيسة وتقديم العلاج والرعاية لهم، بعد مجزرة الجامع العمري، فيردّ الخوري:
أنْ لا فضل لأحد على أحد في سوريا.
-وحكى لنا صديقنا الراحل مازن صباغ السرياني ابن الحسكة، أنّه عندما تُوفيّ والده، جاء لتعزيتهم وفد من مشايخ آل الخزنوي، كما أذكر، وعند الغذاء دعوهم إلى المائدة المُقامة عن روحه.
فطلب المشايخ الأذن يريدون أن يذهبوا في مشوار صغير ويعودوا،
وقال لنا صديقنا الراحل: علمنا لاحقا أنهم كانوا صائمين، في غير شهر رمضان، وأنهم ذهبوا إلى المسجد حيث تحلّلوا من صيامهم وصلّوا، ثمّ عادوا ليشاركونا مائدة العزاء حسب التقاليد المتّبعة.
-ويحدّثنا التاريخ عن سلطان باشا الأطرش عندما علم أنّ العائلات المسلمة السنيّة في السويداء، تجمع المال فيما بينها لإشادة مسجد لهم في المدينة
فتبرّع لهم بالأرض وبكلفة البناء والكسوة. وبُني الجامع وهو إلى الآن شاهد على ذلك.