كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عيد صنّاع الأجيال

هيام عباس صالح ـ فينكس:

في عيد المعلم الذي يصادف يوم غد الخميس يبدو التأمل أكثر وأبعد مما اعتدنا عليه، وهو معاني ودلالات العيد وطقوس المعايدة والاحتفال بعيد صناع الأجيال كل عام. التأمل يبدأ من النظر إلى دور المعلم في وقتنا الراهن حيث لم يعد يقتصر على إعداد الجيل لمواجهة المستقبل، ولكن تعداه إلى بناء هذا المستقبل ولا سيما في ظل التحديات الكبيرة ومتعددة الأشكال، وفي إطار التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية الهائلة والتأثيرات الإعلامية والقيم الاجتماعية المتغيرة، فالمعلم صاحب رسالة، ومن عصارة أفكاره يتغذى الطلاب، ومن معين علومه ينهلون، وهو الذي يغرس في نفوس الطلاب القيم الوطنية والقومية ومكارم الأخلاق وينشر المحبة في كل مكان من وطننا الغالي.
والأمر الآخر الذي يجب أن يكون ضمن دائرة اهتمامنا أيضاً هو أشكال التحديات التي تواجه المعلم، وفي مقدمتها غياب ثقافة التربية والتعليم في المجتمع، و التبعية الثقافية التي يعيشها، وتخلي الأب والأم عن مهمة التربية وإلقاء المسؤولية الكاملة على المدرسة في كثير من الأحيان، والاستخدام السيئ للفضائيات المفتوحة والإنترنت..
وبالمقابل تظل في ذاكرتنا ووجداننا معاني ودلالات عيد المعلم، سواء لجهة العطاء الذي لا يقابله أي عطاء من قبل صانع الأجيال أو البذل الذي لا يرقى إلى مستواه أي بذل، ولذلك لا نغالي عندما نقول: إن عيد المعلم هو عيد الوطن، لأن المعلم هو المثل والقدوة للعطاء والبذل والتضحية والقدرة على تحمل المسؤوليات التربوية والتعليمية التي هي بحق من أهم المسؤوليات الوطنية، ولعل المتتبع لوقائع الحياة التربوية والتعليمية يدرك إن مسيرة المعلمين كانت على الدوام مسيرة العطاء حيث بذلوا الجهود الكبيرة من أجل تقديم العلم والمعرفة والثقافة لإعداد أبناء الوطن، وكان المعلم ولا يزال الراية الوطنية الخفاقة ورسول المعرفة و صانع الأجيال وباني الحضارات، لكن رغم ذلك نقول إن المعلم في سورية يدرك مهامه ومسؤولياته الوطنية ونحن على ثقة أنه على قدر أهل العزم تأتي العزائم.