كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

السوريون والوجع الواحد

فينكس- فادية مجد:

مع طلوع فجر يوم السادس من شباط كان السوريون على موعد مع القدر الذي لارادّ له، ليستفيقوا هلعاً على زلزال ضرب الحجر والبشر، فتُهدم أبنية، ويُدفن أبرياء أحياء، ويعلق المئات تحت الأنقاض في محافظات حلب وحماه واللاذقية وطرطوس، ولترى مشاهد مفجعة لجثث تُنتشل من تحت الأنقاض، تدمي قلوبنا، ولنذرف دموع الفرح عند رؤية أناس نجوا من موت محقق بقدرة الله وتكتب لهم حياة جديدة..
استنفار حكومي وشعبي في بلدي..
الجميع هبّ للمساعدة والانقاذ بمايستطيع إليه سبيلا، ودعوات الناس على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة التآزر والتكافل والنجدة في هذه الفاجعة أثلجت قلوبنا الثكلى والتي كانت بالآلاف، وأثبتت بحق أن الشعب السوري بكافة أطيافه هو قلب واحد، ويد واحدة، وهذا الأمر ليس بجديد على شعبنا الوفي والمحب، والذي برهن خلال عقد ونيف من الحرب العدوانية على بلدنا أنه شعب جبار مقاوم، رغم الهجمة الغربية ودول الاستعمار، وتخاذل وتآمر العربان، و التي مازلنا نلملم جراحنا من تبعات حرب استنزفت قوانا، وندفع الثمن معاناة اقتصادية ونفسية وعلى كافة المستويات، لتأتي هذه الفاجعة الكبرى وتصيبنا في الصميم، بزلزال قوي حصد الأرواح البريئة ودمر الابنية والممتلكات وحولها الى ركام، صداه صرخات واستغاثات وهول عظيم لم تعهده بلدنا منذ عقود طويلة.
الحزن يلف سورية، والمصاب كبير، ولكن هي مشيئة القدر، و لارادّ له، نطلب من الله أن تكون هذه المحنة خاتمة لآلامنا وبداية لخلاصنا.
الرحمة والسلام لأرواح الضحايا والشفاء العاجل للمصابين، والتحية لكل الجهات المعنية والمؤسسات التي أعلنت استنفارها الكامل، ووضعت كل الامكانيات وماتملك في عمليات النجدة والانقاذ والاسعاف، وكذلك الشكر للدول الصديقة والشقيقة التي أرسلت المساعدات الغذائية والطبية وفرق الاغاثة، في ظل استمرار حصار اقتصادي غاشم وعقوبات ظالمة من دول لاعلاقة لها بالانسانية، تمنع وصول طائرات المساعدات لنجدة سورية المنكوبة، ولكن بعون الأصدقاء وبدعم المجتمع الأهلي في كل بقعة من أراضي سوريتنا الحبيبة والذي عند الازمات والمحن يظهره معدنه الأصيل، وتتجلى نخوته وشهامته ويبرز تكاتفه ولحمته الوطنية وتآزره، وهذا مارأيناه منه في فاجعة الزلزال، وبهذه المحبة والغيرية التي تجلت بأروع الصور، وبهذا التعاضد سنكمل بناء بلدنا، ونتجاوز أحزاننا، ونولد ونزهر من جديد بعد كل محنة قاسية.