كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عندما يصير النفاق ديناً..

باسل على الخطيب- فينكس

ليس بالضرورة أن يحكي لك أحدهم طرفة حتى تضحك، قد تسمع خبراً ما أو حديثاً ما، ظاهرياً جدياً، و لكنك تكاد تنقلب على عقبيك من الضحك..
إذاً، المنظمات الإسلامية في إيطاليا تتوجس جداً من صعود اليمين المحافظ إلى سدة الحكم هناك، أخافت المسلمين في ايطاليا تصريحات السيدة جورجينا ميلوني، زعيمة حزب إخوة ايطاليا، و اتهموها بالعنصرية و الفاشية...
يضحكني أن هؤلاء و في كل مرة جربوا فيها أن يلعبوا دور المُستضعف، ظهروا على درجة كبيرة من السذاجة و الغباء.. أتراها ذاكرة الدجاج؟.. ذاكرة السمك؟... أم تراها ذاكرة البغايا؟..
يضحكني أكثر عندما بصح لهؤلاء لعب دور المستقوي. تراهم يلعبونه بكل وحشية، أتراها عقد النقص المستحكمة إياها؟...
ما يجعلني أقهقه، عندما ترى هؤلاء القوم يلقون اللوم على الغير في كل مشاكلهم و مصائبهم، ليس هناك من هو أشطر منهم في اختراع الشماعات، يمكن للكل أن يخطئ إلا هم، فهم دائماً مصيبون..
أذكر ذات مرة أو مرتين أو عشر مرات، أنه و عندما نشرت تلك المجلة الدنماركية رسوماً مسيئة للسيد الرسول عليه الصلاة والسلام، أو عندما أنتج ذاك المخرج الهولندي ذاك الفيلم إياه المسيء جداً للسيد الرسول، أذكر أن هذه الصحراء من جاكرتا إلى طنجة قد هاجت و ماجت...
اجتاحت المظاهرات شوارع مئات المدن، اسُتهلكت مئات الساعات من البث، و آلاف أعمدة الصحف، في حملة أسموها ( إلاك يا رسول اللّه)، حتى تامر حسني إياه، أتذكرونه؟.. أصدر أغنية دفاعاً عن الرسول...
في زحمة كل تلك الهمروجة، في زحمة كل ذاك الزعيق و النط، لم يتوقف أحد من أولئك الهمج الرعاع ليسأل، ترى من أين أتى الرسام الدنماركي أو المخرج الهولندي بالمواد لرسوماتهم و أفلامهم؟..
لا يسأل أحد هذا السؤال، لأنهم جميعاً يعرفون الإجابة، ألم أحدثكم عن ثقافة الشماعة أعلاه؟...
هؤلاء أتوا بمواد لرسوماتهم و أفلامهم من ذاك الموروث إياه، موروث أولئك الهمج الرعاع، من تلك الكتب التي تسمي أصاحيح الحديث، و كتب السير، كتبنا التي تحكي تاريخنا، هؤلاء لم يأتوا بشيء من عندهم، ذاك الموروث الذي صار مقدساً لدرجة أن كتبه صارت مقدسة أكثر من القرآن، و أصحابه صاروا مقدسين أكثر من السيد الرسول نفسه..
نعم، هذه بضاعتكم أيها الهمج ردت إليكم، فبأي آلاء ربكما تكذبان؟.... بضاعتكم المكتوبة إياها ردَت إليكم صوراً و رسومات...
عدا عن ذلك، هناك بلاد إسلامية بالكامل ليس مسموحاً فيها إقامة الكنائس، ليس مسموحاً فيها حتى ترميم الكنائس الموجودة، ليس مسموحاً إقامة الشعائر الدينية المسيحية، و أن سُمح فأن لا يكون ذلك إلا على نطاق ضيق جداً، ليس مسموحاً رفع الصليب، ليس مسموحاً إقامة الاحتفالات الدينية علناً، ليس مسموحاً إبراز أي مظهر ديني مسيحي، حتى و لو كان لبس الصليب في العنق..
أما في بلاد الكفر إياها، كما يسميها دعاة المسلمين في بلدانهم، فإن كل ما سبق ذكره أعلاه مسموح و مسموح جداً للمسلمين القاطنين فيها، بل أن الدولة و المجتمع يدافعون بقوة عن هذا الحق...
يفترش المسلمون في تلك البلدان، شوارع المدن أو ساحاتها، يؤدون صلاة جماعية بأعداد كبيرة، يغلقون الشوارع والساحات، يعطلون مصالح الناس والدولة، ليتشدقوا بعد ذلك بالحديث عن قوة الإيمان في قلوبهم، وقوة الاسلام في أوروبا..
كلا أيها الاغبياء، هذا ليس دليلاً على قوة ايمانكم، هذا دليل على قوة الدولة العلمانية التي تستضيفكم، وأخلاقياتها العالية، أنها تسمح لكم بهكذا ممارسات، بل وتحميكم أثناء ممارستها، هذا دليل على نفاقكم وبعدكم عن الاسلام، إنكم لا تعرفون من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، هذا دليل على قلة أدبكم وانعدام أية مكارم أخلاقك لديكم، انكم تعطلون مصالح الناس، وتسببون لهم الضرر، حتى ولو معنوياً..
أن تعيش هناك أيها المسلم، يعني أن تندمج وفق قوانينهم، وليس أن تكيف ذاك المجتمع على هوى تهرصاتك وهلوساتك وخزعبلاتك وجنون العظمة الفارغ لديك، أنك الافضل فقط لأنك مسلم وكفى، نعم، أنت في المرتبة الأخيرة في كل شيء، ولكن مع هذا تعتبر نفسك الأميز لمجرد انك مسلم...
وان كان لايعحبك كيف يعيش هؤلاء في بلدانهم، فليس أسهل من أن تحزم حقائبك وتعود إلى بلادك، بلاد الايمان والتقى، وهناك كلما وجدت صليباً اكسره، أن وجدت شعراً سافراً احجبه، أن وجدت امرأة تعمل احبسها، أن وجدت صاحب عقل اقتله..
طبق ماتراه أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، طبق ماتراه جهاداً في سبيل الله، فرغ كل عقدك التي حجرتها 1400 سنة من اجترار الموروث...... من قال أن الأصنام قد دُمرت؟.... دققوا جيداً، إنها تتجول في الرؤوس..