كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

حزيرانان من أجل 24 تموز 2022

ثلاث دقائق مع حزيرانين 1967 و 1982، ومع موعد المراجعة الشاملة لمائة عام من تعامل المجتمع الدولي مع قضية فلسطين في 24 تموز 2022

أ. د. جورج جبور- فينكس
رئيس الرابطة السورية للامم المتحدة
رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي (قيد التأسيس)
مداخلة في ندوة عبر تطبيق الزوم السادسة بعد ظهر الأحد 5 حزيران 2022 5 حزيران في سورية ليس يوم الحرب العربية الاسرائيلية. هو يوم العدوان الاسرائيلي. للتعابير قيمتها. لها رسالتها.
كانت حافلة بالأحداث أيام آواخر أيار و أوائل حزيران 1967. حذرت من إغلاق مضيق تيران. ثم كان ما كان مما لا يكاد يصدق. لم ينصف القانون الدولي من عدوان 1967 إلّا الرئيس أوباما. "أجاز" صدور قرار مجلس الامن 2334 في كانون الاول 2016 الذي قرر انسحاب اسرائيل الكامل الى خطوط 4 حزيران 1967، كما قرر أشياء كثيرة متوافقة مع القانون الدولي وما يزال الأمبن العام للأمم المتحدة يوالي تقديم تقاريره الربعية عن "التقدم" في التنفيذ.
حزيران الثاني، 1982، أسعد حظا. قيض لقرار مجلس الأمن رقم 425 من ينفذه بقوة السلاح. لا تقارير ولا محادثات ولا زيارات. التحية إذن للمقاومة الوطنية اللبنانية التي ابتدأت مع الحزب السوري القومي الاجتماعي وبلغت قمتها الرائعة مع حزب الله في 25 أيار 2000. لو كان لمجلس الأمن أن يحترم نفسه لكان وجّه باسم أعضائه جميعاً ولاسيما الخمسة الكبار منهم لكان وجه التحية إلى المقاومة الوطنية اللبنانية ممثلة بالسيد حسن نصر الله.
نعد أنفسنا جميعا إن شاء الله، ومن هذا اليوم، لنكون معا في الموعد الثالث الذي ورد في عنوان هذه المداخلة: 24 تموز 2022، بعد ستة أسابيع من هذه اللحظة. يحسن أن تنطلق في 24 تموز 2022، بعد مائة عام بالضبط من إقرار مجلس عصبة الأمم وثيقة الانتداب على فلسطين المتضمنة تصريح بلفور بتعهديه، يحسن أن تنطلق من كل مكان في العالم، مراجعة شاملة لما فعلته مائة عام من تعامل عصبة الأمم ثم منظمة الامم المتحدة بالشعب الفلسطيني.
ماذا فعلت المائة سنة؟
أخرجت من أرضه نصف الشعب الفلسطيني و استوردت مستوطنين يمارسون العنصرية على النصف الباقي في أرضه.
باسم من فعلتها العصبة والمنظمة؟
باسم وجوب تطبيق القانون الدولي تارة لتنفيذ التعهد الأول بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، وباسم العجز عن تنفيذ القانون الدولي تارات، لفرض التعهد بعدم المساس بحقوق من هم في فلسطين.
وكانت النتيجة أن المجتمع الدولي بمنظمتيه إنما كان نسخة عما فعله رودوس وشركة جنوب افريقيا البريطانية في جنوب القارة الافريقية.
ألم يكن رودوس مثلاً أعلى لهرتزل؟
لتكن لكل فرد يحترم حقوق الانسان في العالم، لتكن له وحده أو في مجموعة، وقفة مراجعة شاملة لوثيقة صيغت في عام 1920 واكتسبت صفة القانون الدولي الملزم في 4 تموز 1922.
لتكن للعالم في جنيف وفي غيرها من مراكز الأمم المتحدة في أنحاء العالم مراجعة شاملة لوثيقة اقتتال مجنون مستمر اسمها الرسمي: "صك الانتداب على فلسطين".
وليكن على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها القادمة بعد ثلاثة أشهر بند خاص عنوانه: "مراجعة شاملة لمائة عام من تعامل المجتمع الحكومي الدولي مع قضية فلسطين". أكلّف الاصدقاء خالد ومجدي ومعن بهذا الأمر على نحو ما ورد في كتيب صغير الحجم عن الموضوع تظهر غداً في 6 حزيران طبعته الورقية.
المراجعة محاكمة، والمحاكمة، إن استقامت، تنتهي بتجريم. أما الوصف القانوني لما جرى عبر مائة عام فإنه "جريمة ضد الانسانية". هذا ما قالته عبر رسائل ثلاث إلى الأمين العام للأمم المتحدة الرابطة السورية للأمم المتحدة. كان ذلك في 19 نيسان 2020 وفي 19 نيسان 2021 وفي 19 نيسان 2022. لماذا 19 نيسان؟ لأنه في 19 نيسان 1920 اجتمع منتصرو الحرب العالمية الأولى في مؤتمر سان ريمو وصاغوا، بإرشاد من جنوب افريقيا، وثيقة الانتداب على فلسطين. لأنه في المؤتمر الذي عقد في 19 نيسان 1920 لمنتصري الحرب الأولى كان انتصار جديد لهؤلاء المنتصرين. كان انتصارهم الثاني والأبلغ على منظمة الامم المتحدة.
جريمة هي ضد الانسانية. ما عاقبتها؟ بل ما فديتها؟
الفدية أن تحترم الأمم المتحدة نفسها، فتقوم بتنفيذ أكثر قرارات مجلس الأمن التصاقاً بالقانون الدولي . هو ذلك القرار الذي اتخذه مجلس الأمن ورقمه 2334.
ألا نرى إن حرب أوكرانيا ما كان لها أن تنشب لو أن عدوان حزيران 1967 لقي من الأمم المتحدة، في تعاملها معه، احتراماً منها لنفسها؟