كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الطريق إلى (القدس).. في يوم القدس

خالد فهد حيدر- فينكس:

منذ أن أطلق قائد الثورة الإسلامية الإيرانية يوماً للقدس و حدده بيوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك أصبح رسالة تأكيد بأن قضية القدس، و كل فلسطين من الماء إلى الماء غير منقوصة، قضية لا يمسسها التقادم بمرور الزمن، و بأن المسألة هي إنسانية تتصل بعموم الإنسانية لأنها حق و عدالة. و لطالما حاول المحبطون من جهة و العملاء من جهة أخرى التهكم على القضية بوصفها قد ابتلعها الزمن و الواقع و الوقائع حد زعمهم الباطل.
نعم، لقد استطاعت الصهيونية العالمية بدعم لا محدود من القوى الاستعمارية البريطانية أولاً و عموم تلك القوى، و لاحقاً الولايات المتحدة أن تحتل فلسطين، و أن تعلن الدولة و ذلك عبر امتلاكها أسساً لطالما افتقدها العرب عموما و هي:
١ - الدقة في التنظيم ٢ - العلم ٣ - و الولاء المطلق للهدف
و هذا ما افتقده العرب و لم يستطيعوا إدراكه، و ما توفر لديهم من هذه الأمور ظل متواضعاً لم يرق إلى مستوى ما لدى العدو الغاصب.
مع انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، بقيادة الإمام الخميني، حدث تحول جذري بدءاً بموقف إيران الجديدة التي أطاحب بالشاه الذي كان حارساً و حامياً للكيان الغاصب، و لتعلن الثورة موقفها بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني و تقديم سفارة العدو هدية لمنظمة التحرير الفلسطينية و لتكون سفارة فلسطين، و ليبدأ فصل جديد معلناً ولادة نهج جديد و قوة جديدة لمقارعة الكيان و اعتباره (غدة سرطانية) يجب استئصالها، ناهيك عن تقديم الدعم المطلق للمقاومة في فلسطين و لتولد المقاومة اللبنانية، و من ثم بناء علاقات قوية متينة مع دول و في مقدمتها سورية ليتكلل ذلك كله بمحور مقاومة تنامى حتى بات يؤرق قادة الكيان و داعميه.
لقد استطاع محور المقاومة أن يمتلك ما افتقد له المقاومون سابقاً من أركان الانتصار، و هي ما يجب أن يمتلكه من يقاوم لينتصر و نعني: الولاء للهدف (تحرير فلسطين)، و الدقة في التنظيم، و إمتلاك العلم و منجزاته، و لا شك أن إيران و حلفاءها يمتلكون ذلك كله، و هم في تطور و تطوير ملحوظين.