كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. بهجت سليمان: العمق العربي للمقاومة!

■ " العمق العربي للمقاومة " !!! ■

[ هذا ما قاله إعلامي عربي بارز عن حديث " سيد المقاومة" ]

( كنت وما زلت أتمنى أن لا يتحدث ، إلا بما يتعلق بالصراع مع إسرائيل . لأن هذا فقط ما ضمن عمقا عربيا كبيرا للمقاومة ، ظهر جليا عام ٢٠٠٦ قبل غرق المنطقة بحربي سوريا واليمن، وما تخلل الحربين من صراع إيراني سعودي كان السيد نصرالله طرفا فيها ، فأثر ذلك على الاحتضان العربي للمقاومة. )

■ وعند مقاربة هذا الرأي ، الشائع كثيرا في الأوساط العربية .. نقول ما يلي :

1 من المؤكد أن سيد المقاومة ، يدرك أكثر منا جميعا ، ما يجب أن يتحدث فيه ، وما يجب أن لا يتحدث فيه.

2 متى كان هناك عمق " عربي " للمقاومة ؟ .. كان موجودا لفترة أقل من ستة أشهر ، هي بين " حرب تموز منتصف عام 2006 " ونهاية عام 2006 ، عندما قام الاحتلال الاميركي في العراق بإعدام الرئيس " صدام حسين " شنقا حتى الموت ، في نهاية العام وفي أول أيام عيد الأضحى...
وترافق ذلك الإعدام مع حملة إعلامية صهيو/ اطلسية/ نفطية/ غازية ، تنادي بان " الشيعة شنقوا زعيم السنة.. ياللهول !!! " ..
وانتشرت تلك الفرية الخبيثة ، انتشار النار في الهشيم في الأوساط العربية والإسلامية ..
ومنذ ذلك الحين ، انكمش وضمر ما يمكن تسميته " العمق العربي للمقاومة " .

3 ظهرت مسألة ما يسمى " العمق العربي للمقاومة " بعد " النصر الإلهي " لها في عام 2006 ، وليس قبله ..
وهذا يعني ان هذا العمق ، لم يكن شرطا من شروط نصر المقاومة ..
تماما كما أنه لم يكن شرطا من شروط قيام وتشكل المقاومة .. وليست المقاومة وقفا على هذا " العمق " ..
وهذا لا يعني مطلقا ، عدم الحرص على وجود هذا " العمق " ولكن ليس على حساب الهدف الأسمى ولا على حساب الدور التاريخي المشرف للمقاومة .

4 من الخطأ بمكان ، ربط " العمق العربي للمقاومة " بمحميات الكاز والغاز في صحراء الربع الخالي ، وخاصة أنظمتها الملكية والأميرية التي تدار ب " الريموت كونترول " من " العم سام " الأمريكي ، ومن سفاراته المعتمدة في تلك المحميات.

5 الحديث في هذا السياق عن ( حرب سورية واليمن ) !! بشكل مجرد ، ودون الإشارة إلى انها حرب أمريكية - أوربية - تركية - خليجية عدوانية شعواء على كل من سورية واليمن .. حديث غير موضوعي وغير منصف ..
وتقتضي الموضوعية والإنصاف ، تبيان جوهر هذه الحرب ، ولو بتعريف مختصر ، بدلا من المساهمة في التعتيم على هذا الجوهر ، من خلال التحدث بلغة التعميم .

6 وكذلك الحديث عن ( صراع إيراني - سعودي ) يساهم في إخفاء حقيقة الصراع في المنطقة ، الدائر بين طرفين ، هما الإستعمار الجديد وطليعته ( المحور الصهيو/ اميركي ) وأتباعه الأوربية وأذنابه الاعرابية ، من جهة ... وبين شعوب المنطقة وقواها الوطنية وحركات التحرر فيها ، من جهة ثانية .

7 والخطأ المندرج في هذا السياق ، يتجلى بتحميل المقاومة وسيد المقاومة ، مسؤولية ضعف وضمور ( العمق العربي للمقاومة ) ..
بدلا من وضع النقاط على الحروف ، وقول الحق والحقيقة ، بدون لبس ولا مواربة.