كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

السم في العسل.. (هل هي نوايا سيئة في بعض الدراما السورية؟)

باسل علي الخطيب- فينكس

الجزء الاول....
وقد كتبت مرات عدة بضعة مقالات عن ذاك السم الذي يدسه صناع الدراما في ذلك العسل الذي يقدمونه من خلال تلك الصورة المبهرة أو الأداء المذهل.....
ليس مابي من فائض في التفكير وسواس قهري، إنما قد اعتدت التفكير أبعد من ذلك البهرج الفتان، ولست أكره الاعراس عن عبث، فكل مافيها مزيف خداع، عدا عن ذلك، اعلى الاصوات فيها هو صوت الطبل....
روعة أداء جودي وأسعد وأبو نادر وحسان وغيرهم في مسلسل (ضيعة ضايعة) لم تجنح بتفكيري عن تلك الملاحظة، وقد طرحتها على نفسي سؤالاً....
ترى لماذا ابو شملة عدا الكل في المسلسل هو الشخص الوحيد الذي الذي يتحدث بلهجة مغايرة؟....
وتلك اللهجة ليست إلا بطاقة تعريف فاقعة لفئة معينة بعينها في سورية...
أما من هو ابو شملة؟ دعونا نذكركم....
هو الشخصية الشريرة الأساس في المسلسل، (بلطجي شبيح مهربحي) خارج عن القانون، مخرب لاقتصاد الاوطان، عندما يزهر الرمان، هكذا وصفه سلنغو...
ابو شملة شخص مدعوم لاتجرؤ الأجهزة المختصة على التعامل معه أو اعتقاله، طبعاً هذا الكلام ينطبق عليه وعلى كل أهل قرية (التخريمة) التي ينتمي لها ابو شملة والذين يعملون كلهم في التهريب حسب المسلسل...
الأمر يصبح أكثر فجاجةً مع شخصية الشيخ محسن، الذي يصوره المسلسل أنه الغطاء الذي يحمي ابو شملة، وبصوره ايضاً أنه صلة الوصل بينه وبين من هم (فوق)....
ماهي لهجة الشيخ محسن؟ لهجة ابو شملة اياها، لهجة تلك الفئة بعينها، وكان صناع المسلسل يقولون لنا أن ابو شملة ليس فرداً فحسب، إنما فئة بعينها....
بالمناسبة هناك شخصية رئيسية أخرى تتحدث بلهجة مغايرة في المسلسل، هي شخصية (الياهومالالي)، ولكن المسلسل يصوره أنه وان كان بسبطاً لكنه متفاني في عمله لخدمة بلده ووطنه، وأنه شخصية طيبة حتى ولو بانت بعض القسوة والفوضى و السذاجة في تصرفاتها....
وحتى يأخذ السم مفعوله، نرى وفي الحلقة الاخيرة أن ابو شملة ورفاقه من التخريمة قد قضوا على أم الطنافس الفوقا عندما دفنوا النفايات النووية في اراضيها....
ترى إلى ماذا ترمز هنا ام الطنافس، والى ماذا يرمز ابو شملة وشلته؟؟!؟....
قولوا لي، هل هذه الأسئلة وسواس قهري؟!!......
علماً أنها ليست اول مرة اكتب هذا الكلام، هذه مقالتي الثالثة حول هذا الموضوع....
في مسلسل كسر عظم الجزء الاول كانت كل الشخصيات تتحدث باللهجة السورية المتعارف بها لكل سورية، إلا شخصية واحدة، هي التي أدى دورها الممثل جرجس جبارة، وهي شخصية عنصر في الامن يتحدث عدا الكل بلهجة مغايرة، هي لهجة تلك الفئة التي ذكرناها أعلاه،...
لماذا؟....
لماذا هذه الصورة النمطية المبتذلة العنصرية لفئة بعينها من الشعب السوري؟؟!!...
في مسلسل كسر العظم الجزء الثاني، ومرة أخرى الكل يتحدث باللهحة السورية المتعارف عليها، إلا فتاتتين أحدهما اسمها دلع، الفتاتان تتحدثان بلهجة تلك الفئة إياها، وبطريقة فاقعة فجة صارخة، المسلسل يصور الفتاتين أنهما من النوع اللعوب (الماشي على حل شعره)...
قولوا لي، لماذا؟ ماهي الرسالة المبطنة هنا؟....
مرة أخرى، الصورة النمطية العنصرية إياها، ولكنها هنا من جانب ثاني أشد خطورة، وبطريقة اكثر ابتذالاً ووقاحة....
الكلام أعلاه ليس وساويساً قهرية، كأن هناك خطة ممنهجة لتشويه تلك الفئة، الأمر ماعاد يمكن السكوت عليه، أنا هنا لم اتحدث عن مسلسل عاصي الزند، وقد كتبت عنه سابقاً وفيه من التشويه والتجني على تلك الفئة كثيره، وقبل ذلك مسلسل الولادة من الخاصرة، وكذلك بعض حلقات بقعة ضوء وغيرها الكثير، وشخصية ابو تالا...
هذا ليس تمثيلاً، و ليس بريئاً، ويكاد يكون خطة ممنهجة كما اسلفت....
ختاماً، اريد تذكير الكل بما فيهم صناع تلك الدراما، والذكرى هنا ليست إلا من باب العظة وليست من باب التباهي، أن لأبناء تلك الفئة الفضل الأكبر انهم انقذوا هذه البلاد وكل هذا الشرق أن تصير هذه الأرض موطيء قدم للشيطان الرجيم.....
وتذكروا ذات مقال كتبته قلت فيه: يحد سورية من الشمال تركيا، ومن الشرق العراق، ومن الجنوب الاردن وفلسطين، ويحدها من الغرب دماء الشهداء....