كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

التركستاني والبيض وغزة وهنية..

باسل علي الخطيب- فينكس

ليست القصة أننا لم نكن نعرف، نحن كنا نعرف، لكن لم يكن أحد يريد تصديقنا...
قد تكون سردية (عقدة الذنب) من أنجع الوسائل التي استعملتها المنظومة الرأسمالية للسيطرة على مجتمعاتها، والتحكم بها وتوجيهها وفق ماتريد......
على مدى 80 عاماً و (عقدة الهولوكوست) تتحكم بالمجتمع الالماني، تلك الكذبة الكبرى التي تم تحويلها إلى عقدة ذنب جعلت المجتمع والدولة في المانيا دائماً وابداً في موقع المتهم و المذنب، وانهم مسؤولون إلى الأبد عن تلك الأرواح (التي أزهقت)، وبالتالي عليهم أن يدفعوا والى الأبد تعويضات عن ذلك، سواء كان ذلك مواقفاً سياسية أو أموالاً أو مساعدات أو أسلحة أو تكنولوجيا....
لذا كانت المانيا دائماً وأبداً في مقدمة الدول الداعمة للكيان الصهيوني في كل المجالات....
يقول الخبر ونقلاً عن وسائل إعلام ألمانية أن (المعارضة السورية) في إدلب والشمال المحتلين قد عرضوا على الجيش الصهيوني مساعدته في عدوانه على غزة، كونهم يمتلكون خبرة كبيرة في حرب الشوارع والأبنية، وذلك لقاء أن يكثف الجيش الصهيوني اعتداءاته على الجيش السوري عدداً وشدة، وان يستهدف مناطق حيوية في المدن السورية وفي دمشق تحديداً....
انتهى اقتباس الخبر....
لاتخبرنا وسائل الإعلام الألمانية ماذا كان رد الصهاينة على هذا (العرض السخي)....
حسناً، نحن هنا لنملأ الفراغات...
الخبر عموماً صحيح، ولكن مع بعض التحريف والنقص....
إن تسرب وسائل الإعلام الألمانية هكذا خبر يخص الصهاينة، فهذا يجب أن يتم التوقف عنه، ان الخبر عدا عن كونه بعض الحقيقة، لكنه أكبر وأخطر مما قد أعلن عنه....
أليكم القصة....
قبيل أن يبدأ الجيش الصهيوني عدوانه على غزة، وقد أدرك هؤلاء أن دون ذلك خسائر كبيرة في العنصر البشري، خسائر لم يكن ليتحملها (مجتمع المستوطنين الصهاينة) في الكيان، لذا قرر هؤلاء الاستعانة بالجماعات الإرهابية المنتشرة في (ادلب) و(الشمال السوري)....
وصل الأمر الصهيوني إلى أردوغان، قامت المخابرات التركية بتنسيق إرسال الآلاف من هؤلاء إلى الكيان، وهؤلاء من خاضوا كل معارك الإقتحام، من خاضوا معارك المواجهات المباشرة الصعبة والقاسية، هؤلاء من كانوا دائماً في الخطوط الاولى، وقد تكبدوا خسائر كبيرة في تلك المعارك، كان المقابل المادي كبيراً، سواء كرواتب أو كتعويضات في حال القتل أو الإصابة بجروح، مع أوامر صارمة بتجنب الوقوع في الآسر، وقد حصل وحوصرت مجموعات من هؤلاء عدة مرات من قبل المقاومة الفلسطينية، فقام الطيران الصهيوني بإبادتها.....
هل عرفتم سر ذاك الحديث عن عديد الجثث الكبير الذي يصل المشافي الصهيونية، ولكن عديد النعوات بالمقابل يكون قليلاً؟...
على فكرة عديد الخسائر الكبيرة جداً الذي أصاب هذه المجموعات الإرهابية، وتلك الجثث التي كانت تصل تباعاً إلى مدن وقرى ادلب والشمال السوري المحتلين، هي من أشعلت تلك التظاهرات و الصراع الدموي الأخير بين تلك المجموعات، بعد أن خرجت أصوات تعارض هذا الامر، ليس من ناحية مبدئية وطنية، إنما بسبب التكلفة العالية جداً....
انتظروا هؤلاء في خطوط المواجهة الأولى مع المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان، أو مع الجيش العربي السوري في جبهة الجولان....
الفرق الوحيد، نعم سيحاربون على هاتين الجهتين مجاناً...
قرأت خبراً قبل يوم أو يومين، أن الكيان قد استورد من تركيا خلال الشهرين الفائتين 30 بيضة دجاج للطعام...
حسناً، أين الغرابة في ذلك؟...
أردوغان قد مضى عليه قرابة العقدين وهو (يبيض) على كل أولئك (المتأسلمين) على طول تلك الصحراء من طنجة إلى جاكرتا....
النتيجة؟...
كل أولئك الهمج الرعاع أتباع ذاك الناعق نصبوه خليفة....
إذاً أردوغان يرسل بيض الدجاج للصهاينة حتى يتغذوا، ويرسل الحمير إلى جبهات القتال مع المقاومة، حتى يكونوا مطية للصهاينة ليتمكنوا من المقاومة....
القصة أعلاه ليست كل القصة...
هل سمعتم بأثر الفراشة؟...
هذا قد يشرح لماذا الكيان قد اغتال ثلاثة من أبناء إسماعيل هنية وأحد أحفاده....
هذا قد يشرح لماذا القيادة السياسية لحماس (فرع قطر) تدور العواصم حالياً....
قلت لكم في مقال سابق أن الاستقطاب يكاد يصل حدوده القصوى، وان التموضع والفرز صارا حتميين...
السنوار وقيادة القسام أدركوا ذلك، وصار الاختيار واجباً....
ولكن هذا موضوع مقال آخر....
وللحديث تتمة....