الخطف (السبي) والقتل.. ما الهدف وماذا بعد؟!
2025.10.26
د. عبد الوهاب أسعد
ما دفعني للخوض في هذا الأمر هو منشور مختصر للأخ الصديق الإنسان الوطني السوري العاقل السيد محمد حبش الموقر.
في حوالي الساعة العاشرة من مساء يوم السابع من كانون الأول الماضي وعلى بعد أمتار من مكان تواجدي كنت شاهدا على أول عملية قتل إنتقام!
ومن بعد ذلك وحتى يومنا هذا تتوالى عمليات خطف (سبي) الفتيات والنساء العلويات وأحيانا قتلهن - كما ذكر منشور الأخ محمد حبش - ومن دون ذكر الأسباب والأهداف من وراء هذه الأفعال الإجرامية المشينة. ومع ذلك ينبري بعض المفسبكين بتكذيبها، أو أنه وكما ذكر لي أحد المعلقين من أن الخطف أي سبي النساء عقيدة متبعة في أثناء الحروب يقوم بها المنتصرون المؤمنون لمعاقبة القوم المهزومين الكافرين؟!
قرأنا في تاريخ الحروب والغزوات من قبل آلاف السنين أنه كانت تحصل عمليات خطف وسبي للنساء والأطفال وإغتصابهن وإستعبادهن. ولكننا لم نكن نظن أننا سوف نعيش أهوال هذه الجرائم على أرض سوريا التي وصفها المؤرخون بأنها (مهد حضارة الإنسان). ومن سخرية القدر أن أولى عمليات الخطف كانت في مدينة حمص التي أنجبت السيدة العظيمة جوليا دومنا إمبراطورة روما وأستاذها بابنيان أكبر مشرع قانوني في تاريخ البشرية. وهذا يثبت أن تطور البشرية قد يكون أحيانا معكوسا لتعود القهقرى إلى أدنى من حياة التوحش الغرائزية!
خطف وإغتصاب جسد وإرادة إنسانة يعني قتل نفسها للأبد، ويعني توريث الألم والحقد والإنتقام لأهليها وعشيرتها وإنسانيتها.
قولوا ما شئتم فإن هكذا أفعال إجرامية مشينة هي بمثابة تمزيق ووأد للوطن.
ولكن وكما قلت قبل قليل (العالم لا يحترم ولا مكان فيه إلا لأصحاب القوة والإرادة) هذه هي الحقيقة. حمى الله سوريا.