مشاهد من حرب تشرين 1973
2025.10.07
ناديا خوست
شاهدت ما نقله مراسل التلفزيون الفرنسي خلال حرب تشرين. كان فكر ديغول يومذاك مهيمنا في فرنسا. عندما سأل صحفي ميشيل جوبير وزير الخارجية الفرنسي رأيه في الحرب أجاب: وهل تسمى عودة الإنسان إلى بيته عدواناً؟ فكان ذلك سبب هجوم اللوبي عليه.
من المشاهد التي عرضها التلفزيون الفرنسي: أهل دمشق على سطوح أبنيتهم يتابعون المعارك الجوية في سماء دمشق. طفل على دراجة ربط خلفه جزءاً من جناح طائرة إسرائيلية أسقطها طيارونا الشجعان. ومجموعة كبيرة من أسرى العدو الجالسين أمام الجنود السوريين الذين أسروهم. طيار إسرائيل جريح في مشفى عسكري سوري. وسجل مراسل فرنسي من الجانب العدو مشهد دخان وقصف، وضابط إسرائيلي يقول للمراسل لاهثاً: قاتل السوريون بشجاعة.
نُشرت في تلك الأيام ترجمة كتاب إسرائيلي عنوانه "التقصير". مما سُجل فيه دفاع دبابة سورية وحيدة باقية عند مدخل تل الفرس دافعت عن التل، سجل الإسرائيليون شجاعة طاقمها الذي قاتل حتى استشهد.
معروف أن السادات الذي أراد تلك الحرب حرب تحريك لا حرب تحرير، غدر الأمن القومي العربي، فصار ثقل العدو كله على الجبهة السورية. بدأت عندئذ حرب الاستنزاف التي انتهت باتفاقية فصل القوات سنة 1974 التي يقول المسؤولون في الحكومة الموقتة إنهم يحاولون العودة إليها. ويتضمن ذلك الاعتراف بحرب تشرين التي حررت قمة جبل الشيخ.
شارك في استعادة مرصد جبل الشيخ مقاتلون من مختلف المدن والقرى السورية، مثبتين بدمهم الوحدة الوطنية. لم يقاتلوا في سبيل شخص، بل في سبيل تحرير أرض محتلة. ومن ذلك مكانهم العزيز في الوجدان السوري والذاكرة العامة. ولابد أن يعود الجولان سورياً مهما طال الزمن. ويبتكر النحاتون السوريون نصباً لتكريمهم.