كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

حدود الحي المسيحي بدمشق داخل السور قبل القرن الخامس عشر الميلادي وبعده

الياس بولاد- فينكس
لقد ذكر مؤرخو دمشق، العرب والاجانب، عموما، وحددوا من خلال مخططات، ونبذات، حدود الحي اليهودي والمسيحي والاسلامي، نذكر منهم على سبيل المثال:
سوفاجيه، وكرامر وبورتر ووالتسيخر،  والمنجد، واكرم العلبي وقتيبة الشهابي واحمد وصفي زكريا....
ومعظم هؤلاء المؤرخين والرحالة، أعطونا معلومات ومخططات، لأحياء دمشق داخل السور(اليهودي والمسيحي والاسلامي) وأقدمها يعود للعهد العثماني وللقرن الثامن عشر والتاسع عشر وحتى القرن العشرين، مع اسماء لبعض الحارات والازقة. والى اليوم على حد علمي وقراءاتي لكتب التاريخ، لم أجد أحداً من المؤرخين سوى ابن عساكر (أبو القاسم علي) ١١٠٥م/١١٧٦م، ويوسف بن عبد الهادي المعروف بابن المبرد (القرن الرابع عشر)، ويمكن إدراج ابن طولون ايضا.. ذكروا الحي المسيحي بشكل عابر. بتلك الفترات من التاريخ التي عاشوا فيها. (ابن عساكر الوحيد الذي كانت له تفصيلات وأسماء لحارات وكنائس وأديرة). ولم أجد أيضا دراسة او بحثاً، تفصيلياً وتحقيقاً تاريخياً جاداً عن أحوال الحارات والأزقة والدروب بالفترة التي سبقت القرن الخامس عشر الميلادي، وحتى الاحوال والتغيرات التي طرأت على الأبنية والأحياء الثلاث بدمشق القديمة بعد القرن الخامس عشر الميلادي.
لا شك ان موضوع كهذا ليس من السهل تناوله ،بسبب العوامل التي طرات على دمشق من زلازل وحروب وغزوات ونكبات.
وبما انني باحث بتاريخ دمشق، وبالأخص تاريخ مسيحيي دمشق بمختلف طوائفهم، وفنونهم وصناعاتهم.
تابعت قدر المستطاع، موضوع الحي المسيحي بدمشق القديمة داخل السور وعلى أطرافه، قبل القرن الخامس عشر الميلادي وامتداده..
لماذا حددت القرن الخامس عشر، كنقطة تاريخية فاصلة؟ الجواب لانه ببداية هذا القرن عام ١٤٠٠م تعرضت دمشق لغزو تتري مهول (أقل هولا وتدميرا من غزوة المغول قبل قرنين أو ثلاثة قرون) كان نتيجته تدمير المدينة بشكل شبه كامل، من قبل تيمورلنك، ثم بعد عقدين بدا اعادة اعمار المدينة وأخذت الاحياء والمباني شكلا مغايرا الى حد كبير عما كانت عليه سابقا لا سيما المنطقة التي تحاذي الجامع الأموي والتي اعتبرها (طبعا بعد مراجعة ما ذكره ابن عساكر وغيره) انها كانت تشكل جزءا اساسيا من الحي المسيحي لمدينة دمشق، مع الجزء المعروف لاحقا بالحي المسيحي.. (باب شرقي باب توما.. جزء من القيمرية...).
أذكر هنا، حدود الحي المسيحي كما ذكره المؤرخون منذ القرن ال١٨م.عربا واجانب.
يتضمن الحي المسيحي من دمشق داخل السور، من الشرق الى الغرب: منطقة باب شرقي، وامتداد الشارع المستقيم، حتى ماذنة الشحم وأول البزورية،
ومن الشمال الى الجنوب: منطقة باب توما وقسم من القيمرية، على تخوم حارة اليهود (القشلة شارع الامين، تل الحجارة، جنوب الكنيسة المريمية) حيث يأخذ الحي المسيحي شكل شبه مستطيل. وتتوزع داخله الكنائس والمدارس والبيوت السكنية...
أتابع، انه وبعد غزو تيمورلنك لدمشق وتهجيره معظم المسيحيين الدمشقيين، وتدميره وحرقه المدينة، تغير شكل وحدود، الاحياء الثلاثة لمدينة دمشق، الذي كان قائما قبل عام ١٤٠٠م، وبالأخص الحي المسيحي، نتيجة التهجير القصري الكثيف، الذي تعرض له المسيحيون (وكانوا كلهم تقريبا من الحرفيين المهرة والفنانين والمعماريين) وسبيهم الى سمرقند وخرسان على يده.
وكما سنقرأ لاحقا، ان الحي المسيحي كان يشمل أحياء إضافية لما ذكره المؤرخون بالفترة المملوكية والعثمانية. ويمتد الى باب الفراديس وما حولها من أزقة ودروب، وكذلك منطقة النقاشات وما حول الجامع الأموي..
لقد جاء بمخطوطة عنوانها "الدر الملتقط"، وعثر عليها البحاثة حبيب زيات (مؤرخ النصرانية في الاسلام) في مكتبة البريش موزيوم ما يلي:
وفي سنة ٢٤٤هجري/ الموافق لسنة ٨٥٨ ميلادية، قدم المتوكل العباسي دمشق، وعن (تشديد العين) له أن يطوف كنائس الزهاد، والموضع المعروف بالفراديس قال ابن حمدون وكان معه: "لم يزل يستقرا تلك الكنائس والديارات ويشاهد ما فيها من عجائب ةلصور ويرى من أحداث الرهبان وبنات القسيسين وجوها كانها الاقمار على غصون تتثنى في تلك الاروقة والصحون وكلما مر بناشيء منهم يقول لي: ويحك ترى ما نحن فيه؟ ما شاهدت مثل هذا قط" والى هذه الاقمار على الغصون، أشار لا شك ابو الفتح محمد بن علي المعروف في ابيات بدير صليبا:
كم رأينا بدرا به فوق غصن
مائس قد علا بشكل كثيبا.
ولا يخف على أحد ما لشهادتي ابن حمدون والمتوكل من القدر والجلالة وهما شهادتا ناظر عياني وخليفة عباسي اعتادا ان يشاهدا في بغداد ام الدنيا وقتئذ وفي قصور الخلافة افتن الحسان وابدع الغلمان وقد اجمعت الشهود غيرهما في الشرق والغرب على نسبة الجمال لأهل دمشق..
أما ابن عساكر في مؤلفه "تاريخ مدينة دمشق" انه حول الجامع الاموي بدمشق وفي درب "النقاشة"
اليوم حارة النقاشة تحدث ابن عساكر عن "كنيسة عظيمة عجيبة البناء"وعن كنائس أخرى منها:
كنيسة اليعقوبيين،خلف الحبس الجديد،يدخل اليها من درب الدعوة.
"كنيسة المقسلاط"في سوق العطر.
"كنيسة في درب القرشيين"
"كنيسة في درب بني نصر".
"كنيسة بولص،غربي القيسرية الفخرية"
"كنيسة القلانسيين،في موضع دار الوكالة"
"كنيسة الملكيين،في درب العقيل"
" كنيسة اليعاقبة بين رحبة خالد ودرب طلحة،خارج باب توما في درب كرار"
"كنيسة في درب الماشكي"
"كنيسة في درب النقاشة".
اما المدارس الشرعية الاسلامية التي قامت بالمنطقة التي كانت بالسابق تجمع كنائس واديرة
-المدرسة الرماغية بالقرب من المدرسة العمادية .المدرسة الشامية الجوانية في باب البريد جنوبي المارستان النوري. المدرسة النورية وفيها قبر نور الدين.
مسجد فلوس..
هذه المدارس كانت قائمة ثم حدث زلزال او حدث ما واعيد بناء مدارس عليها باسماء اخرى ....

أكتفي بهذه المعلومات التي توفرت عندي ،ونأمل اغناء الموضوع بمعلومات جديدة اخرى

وسط ندرة مياه الشرب.. حرارة الطقس تفاقم أزمات المواطنين في غزة
المشتى –حكايات قرية.. الفصل الرابع والخامس
حكايات القرية.. الفصل الثالث-2
غزة.. النفايات الصلبة والطبية في القطاع تخلف أوضاعاً مدمرة في صحة المواطنين
حكايات القرية
العباسيون والنصارى
فصل من مخطوطة ذكريات: المشتى في خمسينات القرن العشرين
في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
القبطان جاك سبارو (المسلم) الذي شوهت أفلام هوليوود شخصيته
مشكلة تدوين التاريخ العربي (والقصة الخرافية لبناء الجامع الأموي من قبل البيزنطيين مثالاً)
لمحة في تاريخ "انطاكيا".. المدينة والكنيسة
حدود الحي المسيحي بدمشق داخل السور قبل القرن الخامس عشر الميلادي وبعده
من نهفات بعض المؤسسات الكارهة للسوريين
بمناسبة 8 مارس يوم المرأة العالمي.. الاستثمار في النظام الذكوري
الحقيقة حول اختلاف يوم عيد الفصح