كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

المشتى تهاجر! (موضوع للمناقشة والتفاعل)

عدنان بدر حلو- فينكس

ما من شك في أن الأوضاع التي تعيشها سورية تدفع (وقد دفعت بالفعل) بمئات آلاف العائلات إلى الهجرة سواء داخل البلاد أم إلى الخارج. وليست مشتى الحلو استثناء من هذا الواقع. (رغم أنها كانت على توالي سنوات الأزمة ملجأ آمنا للقادمين من مناطق الأحداث).
والملفت أن هذه الهجرة المشتاوية آخذة في التصاعد، بحيث بات الكثيرون يتحدثون عن أزمة فراغ حقيقية في البلدة التي كانت تشهد نوعا من الازدهار الاستثنائي في العقدين الماضيين، حتى في أكثر سنوات الأحداث دموية. وبت ترى الكثير من البيوت وحتى العمارات المغلقة، إضافة للعديد من الأبنية الجديدة غير مكتملة البناء!مشتى الحلو في ستينات القرن الماضي
صحيح أن المشتى وبعض بلدات الجوار كعيون الوادي والجويخات ووادي النصارى، قد عرفت موجات هجرة كثيفة في السابق وخاصة في فترة المجاعة بعد الحرب العالمية الأولى. لكن الأمر كان مختلفا، حيث كان عدد أفراد العائلة الواحدة كبيرا يسافر بعضهم ويبقى البعض الآخر الذي يواصل العناية بالأرض والأملاك كما يعوض بما ينجبه من أولاد عن النقص الديمغرافي الذي يحدثه غياب الآخرين.
أما الآن، فالمغادرون عائلات كاملة تشمل في كثير من الأحيان الأجداد والأولاد والأحفاد. وسرعان ما تمتصهم حياة الغربة الحديثة، فينشغل الكبار في أعمالهم بينما تبتلع المدارس أبناءهم وتشد بهم للغرق في "مطاحن" المجتمعات الجديدة. ومع كل يوم تتضاءل فكرة العودة إلى البلاد (رغم الكثير من الشوق) إلى أن تضمحل.
بالتأكيد لا يمكن أن نلوم المهاجرين.. فالأوضاع التي وصلت إليها الأمور في البلاد هي التي تدفع بهم إلى الهجرة بأي شكل وبأي ثمن. وقد وصل الأمر إلى درجة أن كثيرين يغامرون بحياتهم وحياة أبنائهم وهم يسلكون طرق التهريب البحرية التي ابتلعت آلاف اللاجئين.. حتى لا نذكر مئات الآلاف الذين يعيشون في مخيمات اللجوء المكتظة في لبنان وتركيا والأردن وغيرها.
كل ذلك يجعل النظرة إلى المستقبل قاتمة جدا. وأعتقد أنه مسؤولية جميع المشتاويين (مقيمين ومغتربين) أن يبادروا إلى بحث هذه المشكلة والحوار حولها والتفتيش عن طرق للتعامل معها بإيجابية قد تساهم في التخفيف من أضرارها والحفاظ على حد من التواصل بين المهاجرين والوطن.
أولا: لابد من إقامة شبكة تواصل بين المغتربين أنفسهم في مختلف بلدان الاغتراب. وما من شك في أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهل كثيرا مثل هذه المهمة الضرورية. ويمكن الوصول من خلال ذلك إلى تشكيل جمعيات مشتاوية اجتماعية وثقافية وخيرية تنظم التعاون بين المغتربين في كل دولة من دول العالم وحتى في كل قارة. وتساهم في رفد ودعم الأهل الباقين في الوطن.
ثانيا: بذل كل جهد ممكن لتعليم الأولاد لغتهم الأم. فاللغة هي الجسر الذي يحفظ الترابط بينهم وبين الوطن.
ثالثا: التواصل مع البقية الباقية في الوطن ودعم كل النشاطات الاجتماعية والثقافية والخيرية التي تنشط في البلاد.
رابعا: مد من بقي من الأهل في الوطن بما يمكن من المساعدة المادية.. علما أن القليل من مال الغربة هذه الأيام يساوي شيئا كبيرا في البلاد.
خامسا: القيام، من قبل من يستطيع، بزيارة البلاد خلال العطلة الصيفية، ويستحسن رفقة الأولاد في مثل هذه الزيارات
سادسا: تفكير الكبار بالعودة عند حصولهم على التقاعد فيجددون ارتباطهم بالوطن، كما يؤسسون لاستمرار زيارات أبنائهم لهم في العطلات الصيفية.
نعتقد أن طرح هذا الموضوع للنقاش والتفاعل أمر ضروري من أجل الوصول إلى معالجة معقولة وعملية تساهم في تخفيف أخطار هذا النزيف الحاد الذي ينهش في جسم مشتانا والوطن كله أيضا. 
وسط ندرة مياه الشرب.. حرارة الطقس تفاقم أزمات المواطنين في غزة
المشتى –حكايات قرية.. الفصل الرابع والخامس
حكايات القرية.. الفصل الثالث-2
غزة.. النفايات الصلبة والطبية في القطاع تخلف أوضاعاً مدمرة في صحة المواطنين
حكايات القرية
العباسيون والنصارى
فصل من مخطوطة ذكريات: المشتى في خمسينات القرن العشرين
في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
القبطان جاك سبارو (المسلم) الذي شوهت أفلام هوليوود شخصيته
مشكلة تدوين التاريخ العربي (والقصة الخرافية لبناء الجامع الأموي من قبل البيزنطيين مثالاً)
لمحة في تاريخ "انطاكيا".. المدينة والكنيسة
حدود الحي المسيحي بدمشق داخل السور قبل القرن الخامس عشر الميلادي وبعده
من نهفات بعض المؤسسات الكارهة للسوريين
بمناسبة 8 مارس يوم المرأة العالمي.. الاستثمار في النظام الذكوري
الحقيقة حول اختلاف يوم عيد الفصح