كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

في بعض دلالات زيارة الأسد إلى حلب

فينكس:

لم تكن زيارة الرئيس بشار الأسد للعاصمة الاقتصادية للبلاد، و التي بدأها في 8 تموز 2022، زيارة عادية، فهي لم تكن زيارة بروتوكولية بهدف الاطلاع على هذه المنشأة أو تفقد تلك المؤسسة فحسب، كما أنّها لم تكن فقط بقصد صلاة العيد في أحد أهم مساجدها و من ثم العودة إلى دمشق.. الخ، ببساطة كانت زيارة رجل دولة و مسؤول من الصنف النادر.. مسؤول يعيش هاجس المواطن و يشعر بوجع الشعب.

فالرئيس الأسد، كان أول ما فعله يوم وصوله إلى حلب هو حضوره إطلاق عمل مجموعة التوليد الخامسة من من محطة حلب الحرارية، التي سبق أن حررها الجيش العربي السوري قبل ست سنوات و أعاد الخبراء و المهندسون و الفنيون السوريون تأهيلها بجهودهم الفردية و خبراتهم الوطنية. و من شأن هذه المجموعة أن تولّد 200 ميغا واط لتغذية محافظة حلب بالطاقة الكهربائية، ما يترتب على ذلك من تنشيط للصناعة الحلبية و بالآتي الاقتصاد السوري.سوريا وطن يسكننا

كما زار الأسد و السيدة أسماء الجامع الأموي في حلب و هو أحد أهم المعالم الإسلامية في المدينة، حيث اطلعا على أعمال الترميم فيه، ثم جالا في شوارع المدينة و طافا على أسواقها التي تشهد بعث الحياة فيها تدريجياً. و كما هي العادة في معظم الجولات غير الرسمية للرئيس الأسد، فإنك لا ترى أثراً للمرافقين و لا للحرّاس، بل ترى بشار الأسد المواطن و الإنسان برفقة زوجته و أولاده و هم يخالطون المواطنين في الأسواق، فيقفون مع هذا البائع و يحدثون ذاك المواطن في منتهى الطيبة و العفوية، و يتبادلون تهاني العيد مع أبناء حلب الطيبين.

في اليوم الثاني، و كما هو معروف، كانت صلاة العيد التي حضرها الرئيس في جامع الصحابي الجليل عبد الله بن عباس، حيث أمّ المصلين الشيخ الدكتور محمود عكّام الذي أثنى على فضل الجيش و تضحياته و دماء الشهداء في تحرير حلب، و أردف أن الرئيس قال "إن حلب في عيوني"، ليؤكد الشيخ للأسد "أنت في قلوبنا نبادلك الودّ بالودّ".

ما يهمنا التأكيد عليه، أن زيارة الرئيس لمدينة حلب، و الأهم بالشكل الذي جرت فيه، و ما تخللها من نشاطات، سلطنا الضوء على بعضها فيما سبق، هو أن هذه الزيارة بمثابة رسالة قوية تتضمن:

-إن سوريا، كل سوريا، ستتعافى كما تعافت حلب.

-إن الرئيس يؤكد لآهالي حلب و لمسؤولي الدولة قاطبة، إن حلب ليست فقط في عيونه، بل في قلبه و عقله أيضاً، و أن العمل جار على قدم و ساق كي تعود -كما كانت- عاصمة للاقتصاد السوري وفي أقرب وقت.

-تأتي الزيارة، و إن لم تكن تهدف إلى ذلك، بمثابة الشوكة في عيني لص حلب نعني رجب "طيب" أردوغان، و أن الزيارة القادمة للرئيس السوري قد تكون إلى شمال سوريا، ربما محافظة الحسكة أو إدلب أو الرقة، بمعنى أن الغزاة و المحتلين مصيرهم الزوال، و أن الجيش الذي حرر حلب سيحرر بقية الأراضي السورية.

و أخيراً:

تجدد الزيارة تأكيد حقيقة مفادها: إن الرئيس بشار الأسد هو المواطن و الإنسان أولاً، و لذا يضع نصب عينيه مصلحة الوطن و المواطن فوق أي اعتبار.