تأملات حزينة في الخليج العربي لنصر شمالي
2024.11.01
نصر شمالي
عندما كان ترامب رئيساً للولايات المتحدة صرح قائلاً:
"لا يوجد عراق.. يوجد نفط.. وسآخذ هذا النفط"!
----
يعتقد الخبراء أن العراق عموماً يعوم على بحر من النفط السهل الاستخراج والجيد المواصفات والقليل التكلفة..
إنهم يقدرون كميات هذا البحر النفطي العظيم ومخزونه الهائل بحوالي 400 مليار برميل!
وهم يعتقدون أنه، عندما يؤون الأوان، يمكن رفع الإنتاج النفطي العراقي بسهولة إلى 8 مليون برميل في اليوم، أي إلى مستوى الإنتاج السعودي، وأنه يمكن رفعه بعد ذلك تباعآ إلى 12 مليون برميل وأكثر وأكثر!.. وهذا بمجمله متوقف على: "أن يؤون الأوان"! أي إلى ما بعد استكمال ترتيب أوضاع المشرق العربي عموماً، وهو ما تعمل هذه الحرب المفتوحة على استكماله بتدمير شعوب المشرق العربي وتمزيق أوطانه، أي حتى استكمال تغييب العرب تماماً عن الوجود!
ففي العام 2004 كان الجميع يعرفون أن أربعين ألف جندي من القوات العسكرية الأميركية المتواجدة في العراق هم من الأجانب المقيمين مؤقتاً في الولايات المتحدة على أمل الحصول على الجنسية الأميركية! إنهم من الذين يحملون البطاقة المسماة "غرين كارت"، حتى أنهم في معظمهم لا يتكلمون اللغة الإنجليزية! لقد وعدوهم بالحصول على الجنسية الأميركية مقابل القتال في العراق!
ومنذ أيام الاحتلال الأولى للعراق انهمك الأميركيون في عملية إنجاز ثلاثة مرتكزات سوف تنهض عليها "الديمقراطية" العراقية: أولاً، تأمين انتظام تدفق النفط العراقي باعتباره موضوعآ رئيسياً من مواضيع احتلال العراق وهدفاً رئيسياً من أهدافه..
ثانياً، الإسراع في إقامة القواعد العسكرية الأميركية الثابتة، من 5 إلى 7 قواعد، بعيداً عن المدن والمناطق ذات الكثافة السكانية..
ثالثاً، بلورة نظام حكم محلي عراقي لا يقيد حرية المظاهرات بل يضبطها "سلمياً" بوساطة البوليس، ولا يمنع صدور الصحف بالعشرات وتدبيجها المقالات "المعارضة بشدة"! وبعد تحقيق هذه "الديمقراطية" البديعة لن يأبه الأميركيون إذا ما استمرت المقاومة أو استمرت الاشتباكات المسلحة في نطاق مسيطر عليه إستراتيجيآ بعيداً عن النفط وبعيداً عن قواعدهم العسكرية الثابتة الضامنة للسيطرة الإستراتيجية!
----
دمشق - عن أوراقي الخاصة من مطلع العام 2004
*****
تأملات حزينة في مصير "بحر العرب" الذي لا يزال يحمل اسم "بحر العرب"، ويا للعجب!
----
كان العرب، قبل الإسلام بقرون طويلة وبعده بقرون طويلة، حتى النصف الثاني من الألف الميلادية الثانية، صلة الوصل والتواصل الأممي بين أقاصي الغرب الأوروبي وأقاصي الشرق الآسيوي، على طرق برية وبحرية تجارية بلغ طولها 12 ألف كيلو مترا، أطلق عليها اسم طريق الحرير، أو طريق التوابل، وكان التجار العرب سادة هذه الطرق بقوة قوافلهم التجارية البرية والبحرية الضخمة المتمرسة..
وكان "بحر العرب"، وهو الركن الأساسي من أركان المحيط الهندي، يصل مابين السواحل الهندية والسواحل العربية، وقد سمي "بحر العرب" لأنه كان بحر السيادة التجارية العربية بجدارة، وهو ما زال يسمى "بحر العرب" رغم أنه لم يعد كذلك عمليا!