كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

النهضة بين الأمس واليوم

بشّار عباس

كثيراً ما أتساءل عن سبب التراجع وحالة الجزر التي تمر بها البلدان العربية. ولذلك فقد خطر لي أن أجري مقارنة بين حركات النهضة في القرن التاسع عشر ومثيلاتها في القرن العشرين:
· أمس:
برزت حركة النهضة الفكرية العربية الحديثة في ثلاثة مراكز متوازية: في تونس ومصر وبـلاد الـشام . وقد تميزت هذه المرحلة بعدة سمات إيجابيـة: -الالتزام بالعلم والمعرفة سبيلاً للتقدم وفق خطـة مزدوجـة تحفـظ التراث وتستفيد من منجزات الحضارة الحديثة.
- التسامح الديني، فقد تعامل المشاركون فـي هـذه الحركـة التنويرية النهضوية على قدم المساواة فيما بينهم بغض النظر عن انتمائهم الديني، وبالمقابل أظهـر المـسيحيون العـرب حرصاً واضحاً على التراث الحضاري العربـي الإسـلامي،
- وأخيراً الحوار الحر: اتسمت هذه المرحلة بأجواء من الحوار الحـر بين الرواد، سبيلاً لصياغة مشروعهم النهـضوي. وكانـت الجمعيات تتقبل مختلف الآراء وتجري الحوار حولها لتحديـد النقاط المشتركة بينها، بهدف الوصول إلـى سـقف مـشترك يراعي الظروف المحيطة عربياً ودولياً.
· واليوم:
أي في الخمسين سنة الأخيرة وجدنا الأمر ينقلب تماماً:
- فبدلاً من التسامح الديني وجدنا نشوء عصبيات دينية ومذهبية وعشائرية،
-وبدلاً من الحوار الحر أصبحت الوسيلة المفضلة هي حوار البنادق،
-وبدلاً من الالتزام بالعلم والمعرفة وجدنا مكانة العلم تتدهور حتى أصبحت الدول العربية في ذيل الدول التي تتسم بجودة التعليم.