كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

حول بدايات النظام العالمي الجديد

نصر شمالي

يذكرني الفيسبوك بهذا النص الهام المنشور في مثل هذا اليوم قبل عام، وفيه..
- صرح الرئيس الأميركي بايدن أن حكومته تعمل على إقامة نظام دولي جديد بقيادتها، وأن المنطقة الشرق أوسطية هي مركز الانطلاق لإقامة هذا النظام!
- لكن ما قاله بايدن ليس جديدا، فكيف ومتى تقرر هذا التوجه الأميركي الذي يحدث في بلادنا اليوم؟
- نعود إلى العام 1996، قبل أربع سنوات من وصول جورج بوش الإبن إلى البيت الأبيض، فنرى أن الاستعدادات كانت جارية كي تكون واشنطن سيدة القرن الحادي والعشرين، وحيث كان فريق بوش السياسي قد أنجز تقريراً ستراتيجياً عن سياسته العالمية الإنقلابية القادمة!
- وقد تضمن التقرير الأميركي فصلاً يتعلق بالبلاد العربية قام ريتشارد بيرل بإبلاغ مضمونه لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو تحت عنوان: "ستراتيجية جديدة لضمان أمن المملكة"! أي أمن "إسرائيل"!
- وجاء في الفصل المذكور من التقرير الأميركي ما يلي: "على الإسرائيليين الاستعداد للتكيف مع المرحلة الانقلابية الأميركية القادمة، وأول ما يجب عليهم فعله هو إعادة النظر بهيكليتهم الاقتصادية، وذلك باعتمادهم الليبرالية واقتصاد السوق، حيث بقاء مؤسساتهم "الاشتراكية" مثل الهستدروت العمالي والكيبوتزات الزراعية سوف يشل ستراتيجيتهم ويقوض شرعيتهم كأمة!.. وعلى الإسرائيليين الاستعداد للانقلاب على عملية السلام التفاوضية والانقلاب على مبدأ "الأرض مقابل السلام" والانقلاب على سياسة "الدفاع عن النفس" في مواجهتهم للفلسطينيين والتحول إلى سياسة اختراق الفلسطينيين والسيطرة عليهم من داخلهم!.. وعلى الإسرائيليين التخلي الجذري عن شعار "سلام شامل مع العرب" واعتماد سياسة "السلام عبر القوة"، حيث السلام هو فرض القيم الأميركية وحيث تجاوز النزاع العربي الإسرائيلي يتحقق فقط بانصياع العرب!.. وعلى الإسرائيليين اعتماد سياسة "السلام للسلام" و"السلام بوساطة القوة"، واعتبار المفاوضات مجرد وسيلة هدفها فرض الإذعان التام على العرب وإرغامهم على القبول غير المشروط بالانصياع للقيم الأميركية! وعلى الإسرائيليين وضع جدول أعمال جديد يكون محيطاً بالأوضاع إقليمياً ويمنحهم القدرة على تركيز طاقاتهم والتحول إلى حالة من الهيمنة الاقتصادية الإقليمية تكون الأساس لشرق أوسط جديد!
- وقد أوضح التقرير الأميركي أن هناك دولاً عربية وإقليمية سوف تساعد في تحقيق تطلعات الإسرائيليين، كما يمكن أيضاً الاستفادة إلى أقصى حد من ارتكابات النظم العربية ضد بعضها، وضد شعوبها.. الخ.. الخ!