كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

حدث في حلب

المحامي ممتاز إحسان:

في بدايه الثمانينات اشتكى "مصطفى أمينو" (تاجر أدوات منزلية) بمنطقه الكلاسه بحلب، على السيدة زينب المصري لعدم تسديدها مبلغ ١٠٠٠ ل. س.
القاضي استدعى السيدة وسألها عن صحة الشكوى المقدمة ضدها؟
قالت:
"يا أستاذ كنّا عم ندفع وعين الله علينا، إجت موتة جوزي على غفلة، تركلي كوم لحم أربعة أطفال، كل يوم بقعد من الصبح أنسج عرقيات وببيعا وما عم ألحقلهم أكل، والله ما عندي مصرات، فأيمت ما بده يجي المشتكي ياخد البراد والغسالة والغاز، والله يسامحه بالمصرات اللي بتزيد.
صفن القاضي "محمد رجب باشا"، ثم نظر لزينب التي كان الفقر واضحاً عليها وهي بالثلاثين من عمرها، وقال لها محلولة إنشاء الله...
وطلب من الآذن محرمة وضعها على القوس، وأخرج 50 ليرة من جيبه، وقال: هي كلشي معي، ونظر إلى الموجودين وقال لهم: يللي بحب يزكي صيامه فرمضان كريم...
الناس بالقاعة، تفاعلوا مع موقف القاضي وخاصة المحامين، والجميع تبارى للمساعدة... وخلال دقائق تم جمع 1100 ليرة..
قال القاضي لمحامي المشتكي "أمينو" بإمكانك أن تستلم المبلغ وتتصالح مع المتهمة منشان نمشيها....
اقترب المحامي من القوس وقال للقاضي:
هلق تلفنت عالارضي للحج مصطفى أمينو وخبرته بللي صار، فقال لي: تنازل عن الدعوى ولا تاخد ولا ليرة...
ابتسم القاضي ونظر إلى الموجودين وقال: بظن ما بتريدوا الله يحرمكم ثواب المشاركة..
وجمع المحرمه بللي فيها وقال لزينب، خدي هدول الله بعتلك اياهم.