كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عن "ديموقراطية" الخمسينات من القرن الماضي في سوريا

سمير جبارة

البوست موجه للأصدقاء الذين يتغنّون بديموقراطة الخمسينات ويدعون إلى الإعجاب بها..
ابتدأت الخمسينات بالديكتاتور العقيد أديب الشيشكلي الذي أتى بانقلاب عسكري على الزعيم سامي الحناوي الذي كان قد انقلب بدوره على المشير حسني الزعيم الذي كان قد انقلب على الرئيس شكري القوتلي...
بعد أن حكم العقيد الشيشكلي لمدة تقارب 4 سنوات حصل انقلاب حلب الذي أطاح به في 25 شباط 1954..
تشكّلت كتل عسكرية عديدة وابتدأ عصر الصراع بينها..
صحيح أن انتخابات نيابية حصلت في 24 و 25 أيلول 1954..
وصحيح أن الرئيس هاشم الأتاسي أعيد إلى القصر الجمهوري لسدّ الفراغ على أساس إكمال فترته الرئاسية دون انتخابات..
لكنّ صراع الكتل العسكرية هو الذي كان يحكم المجلس النيابي.. فكلّ حزب كانت له كتلته، وكلّ كتلة عسكرية كانت تؤثر على مواقف الحزب الذي تدعمه ويدعمها..
استمر الأمر كذلك لمدة 155 يوماً.. يعني حتى عصر يوم 22 نيسان 1955..
في ذلك اليوم حصلت عملية اغتيال العقيد عدنان المالكي الذي كان على رأس أهم كُتَل الضباط..
في ذلك المساء أمسكّ رئيس المكتب الثاني آنذاك المقدم عبد الحميد السراج بزمام الأمور واعتقل أكثر من عشرين ألف مواطن خلال يومين دون مذكرات توقيف..
منذ مساء 22 نيسان 1955 بدأ عصر المكتب الثاني والمخابرات والاعتقال دون محاكمة.. وابتدأ عصر التعذيب في الأقبية..
بعد مصرع المالكي سيطرت كتلة اللواء شوكت شقير على الجيش وسيطر المكتب الثاني (المخابرات العسكرية) على الحياة العامة..
فرضت كتلة شقير و المكتب الثاني على المجلس النيابي (بمساعدة مصر عبد الناصر والملك سعود بن عبد العزيز) انتخاب الرئيس شكري القوتلي على حساب خالد العظم الذي كان مرفوضاً مصريّاً و سعوديّاً كرئيس للجمهورية...
استمر الأمر كذلك حتى الشهر الأول من عام 1958 حين فرض مجلس الضباط على الرئيس القوتلي و على حكومة صبري العسلي إعلان الوحدة مع مصر بعدما سافر 14 ضابطاً من مجلس القيادة إلى القاهرة دون علم الرئيس ودون علم رئيس الحكومة و دون علم وزير الدفاع.. و طلبت إعلان الوحدة مع مصر بالشروط التي وضعها الرئيس عبد الناصر آنذك..
يعني ما قاموا به هو انقلاب عسكري جديد فرض الوحدة مع مصر..
هذه كانت ديموقراطية الخمسينات...
من كان لهُ اعتراض أو تساؤل حول أية حقيقة من الحقائق الواردة أعلاه فإني أرحب به و أرحّب باعتراضه و بسؤاله...
قلتلي كان عنّا ديموقراطية في الخمسينات؟
وبدّك ديموقراطية على شكل ديموقراطية الخمسينات؟