كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من رواد الصحافة السورية الصحفي السوري عزت حصرية صاحب جريدة العلم

عزت محمد خير حصرية

أحب الاستاذ حصرية الصحافة وبعد صدور جريدته "العَلَم" في عام 1946، عمل في التحرير والإدارة والتنفيذ إذا لزم الأمر وكان يبدأ يوم عمله الصحفي في الخامسة صباحاً لينتهي في العاشرة ليلاً، أحب الوطن وامتهن الصحافة مناضلاً طيلة أربعين عاماَ».
ولد "عزة حصرية" في "دمشق"عام 1914 لعائلة معروفة، والده من أعيان حي العمارة، وهو أصغر ثمانية أطفال من الأخوة والأخوات، أتم السيد "عزة" دراسته الابتدائية في مدرسة "الملك الظاهر"، انتسب فيما بعد إلى مدرسة الإسعاف الخيري.
مارس العمل المطبعي في سن مبكرة، مما أتاح له الاطلاع على ثقافات مختلفة، إلا أن العمل لم يمنعه من متابعة تحصيله العلمي في معهد الحقوق، كما عكف على تعلم الفرنسية على يد أحد المبشرين وحصل على دبلوم في الترجمة من الأكاديمية العربية العليا للترجمة.
عمله في الصحافة 1931-1963 انتقل "حصرية" من مهمة تنضيد الأحرف أسوة بغيره من المبتدئين ليبدأ حياته الصحفية بكتابة عمود أسبوعي في صحيفة الشعب اليومية، اطلع من خلال عمله على ما يعانيه عمال المطابع من ظروف سيئة ليسهم عمل فيما بعد في الحد من معاناتهم والمشاركة بتـأسيس اتحاد نقابات العمال في "دمشق" عام 1932والمساعدة على تأسيس فروع له في كل "حلب وحمص وحماة".
أيد "حصرية" عام 1936 "عبد الرحمن الشهبندر"، زعيم المعارضة السورية للكتلة الوطنية للرئيس "هاشم الأتاسي"
انضم عقب وفاه "الشهبندر" عام 1942، إلى صحيفة"الاستقلال العربي" كرئيساً للتحرير ليصبح مديرها المسؤول بعد وفاة صاحبها "توفيق جانا"،
يعود عام 1944 ليؤسس مجلة فكرية سياسية أدبية جامعة أسماها "أنوار" إلى جانب عمله في الاستقلال العربي الذي تركه في أيار عام 1946ليؤسس صحيفته المسائية الخاصة "العَلَم" التي طبعت بلونين معاً.
كان من ضمن محرري صحيفة "العلم" "فؤاد الشايب" و"عدنان الملوحي"، ويذكر في مذكراته بأنه عمل هو محرراً ومن ثم سكرتيراً التحرير سنوات عذة، استمرت الصحيفة في الإصدار، وهي من الصحف التي لم تتوقف أثناء انقلاب "حسني الزعيم" عام1949.
في عام 1963 عقب انقلاب ٨ آذار المشؤوم أغلقت الإنقلابيون صحيفته أسوة بجميع الصحف الخاصة باستثناء اثنتين اقفلتا بعد فترة قصيرة جدا، وأنهت حقوقه المدنية، واضطرته إلى التقاعد بعد ذلك، ليبقيى في سورية كناشر حتى عام 1970 وذلك دون التطرق إلى كتابة أية مقالات في الصحافة السياسية.
شارك رحمه الله في دعم النضال الوطني إذ كان في طفولته ينقل الأدوية من المدينة إلى الثوار الوطنيين في الغوطة واضعاً العلاجات في أوعية مختلفة ليضلل العدو الفرنسي ويتجنب تفتيشه، كما شارك في شبابه في النضال من أجل الاستقلال في سورية، فكان من الذين دعوا لإضراب الستين عام 1936 واعتقل مع رفاقه من منظمي ذلك الإضراب، وقد كان يتصل بالجنود السنغاليين في عهد الاستعمار الفرنسي محاولاً أن يحضهم على التحرر من الأوامر التي كان يصدرها القادة الفرنسيون إليهم، وقد أثمرت جهوده فيما بعد في دعم جهود الثورة السورية الكبرى.
كما عمل مع لجنة للتنقيب في ترميم عدد من المواقع الأثرية في"دمشق"، وعمل على الكشف عن مدافن عدد من الشخصيات التاريخية التي ارتبط ذكرها بالمدينة كالصحابي "بلال الحبشي" والصحابي "حرملة بن الوليد" شقيق الصحابي "خالد بن الوليد"، وضريحي الخليفتان الأمويان"معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان" والعالم العربي"الفارابي" ونظراً لجهوده عين عضواً في لجنة المقامات والأضرحة ولجنة إحياء دمشق القديمة».
شارك في تأسيس عدة لجان اهتمت بالحفاظ على الطابع التاريخي لمدينة"دمشق"، منها: "لجنة تسمية شوارع وساحات المدينة، لجنة المقامات والأضرحة، لجنة تجميل المدينة لجنة صندوق مقابر المسلمين، جمعية أصدقاء دمشق".
أسهم "حصرية" في بناء عدد من المساجد منها: "مسجد حرملة بن الوليد، مسجد بلال الحبشي، مسجد الشيخ رسلان الدمشقي، مسجد شرحبيل بن حسنة، مسجد ضرار بن الأزور، مسجد الكزبري".
حقق عدداً من الكتب الدينية منها: "الشيخ أرسلان الدمشقي و العارف بالله الشيخ أحمد الحارون" – 1965، شرح رسالة الشيخ أرسلان في علوم التوحيد والتصوف" – 1969، "خمرة الحان و زينة الألحان للشيخ عبد الغني النابلسي" – 1969، "نهاية البيان في شرح رسالة أرسلان"- 1969،"شرح الرسلانية للشيخ علي بن علون الحموي" – 1969، "روح القدس في محاسبة النفس للشيخ محيي الدين بن العربي".
كان الأستاذ "عزة حصرية" صديقاً مقرباً من الشيخ "صلاح الدين كيوان"، وله فضل في توثيق سيرة عدد من العارفين بالله الدمشقيين، وله اليد العليا في اكتشاف ضريح مقام العارف بالله "أبو بكر القوام" -الموجود إلى الغرب من ساحة المالكي في دمشق-، ولقد حول مقر مطبعته "جريدة العلم" إلى طباعة الكتب الدينية والشرعية
توفي "عزة حصرية" في "دمشق" في الرابع من تشرين الثاني عام 1975 و دفن بجوار مقام الشيخ "أرسلان الدمشقي" بالقرب من "باب توما"، أطلق اسمه على مدرسة إعدادية في "دمشق"تكريماً له.
سائيليني ياشآم