كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الشيخ عبد الكريم سعد آل الحاج معلا.. الشاعر القاضي

نقلاً عن فضيلة الشيخ: سامر الحاج معلا

الشيخ عبد الكريم سعد آل الحاج معلا.. الشاعر القاضي/ق/:
ولد في قرية بيت الحاج معلا /طرطوس/ سنة 1266هـ الموافق لسنة 1848م..,
عَلَمُ من النّباهة والذّكاء.., ركناً من أركان الأدب، وزبدةً من زبدات البلاغة، وعنصراً كريماً من عناصر التّقوى.. وشاعراً مجيداً من فطاحل الشّعراء رقيق الجّانب سلس المعاني خفيف الرّوح، رشق اللسان، سليم الطّويّة كان موضع إعجاب الجميع بآدابه ومعارفه سَاجلَ طائفةً من الأدباء وناظرَ كثيراً من العلماء..، إذا تكلّم خلتَ الدرَّ يتناثر من بين شفتيه، تعلّم قليلاً وطالع كثيراً، مستنفذاً وسعه فنبغ نبوغاً باهراً سما به شطر المجد والفخار وتوحّد في شهرته على أبناء بيئته..,
فكان علماً من الأعلام البارزين، ثقّف طائفةً من طلبة المدارس إذ عيّنته وزارة المعارف التّركيّة أستاذاً لهذه الفن فكان مورداً عذباً للمتعطّشين إلى العلم والتعليم، ومنهلاً غدقاً بالآداب والمعارف قرض القريض وهو في العقد الثّاني من عمره فأجاد وأبدع إذ جمع في أشعاره ما بين الرّقة والبلاغة، شغل كرسيّ القضاء بضع سنين في المدّة الأخيرة من حياته وذلك في محكمة طرطوس من عام 1341هـ - 1350هـ، فكان للفتية حُساماً رهيفاً ما انتضى إلاّ لمعت بوارقه فأضاءت ظلمات المسائل والمشاكل، عمل الدّهر على عجم عوده فما انعجم، وجُرِحَ ليسبر غوره فما تمكّن إذ فجعه بولدين وهما {الشّيخ كامل، والشّيخ حسن} كانا عنوان النّجابة فوجده صبوراً على المصائب والبأساء شاكراً على السرّاء والضرّاء. انتقل إلى الرفيق الأعلى سنة 1353هـ الموافق لسنة 1933م دُفنَ في قرية بحنّين حيث سكنها سني عمره الأخيرة.
وصفه الشّيخ يعقوب الحسن/ق/ بقوله: {سحر العقول بيانه}، {حبرٌ له أطاع البديع}.
ووصفه الشّيخ عيسى عمران كنكارو /ق/ بقوله: {مليك الطّير}.
ووصفه الشّيخ عبد الكريم عمران /ق/ بقوله: {ملكٌ تأتّى في الزّمان العادلِ}، {ويجلي الرّموز بنور فطنتهِ}.
ووصفه الشّيخ عبد الكريم محمّد /ق/ بقوله: {ربّ الفصاحة}، {متهجّداً، قانتاً لله مبتهلاً}، {ضاحي المحيّا، طليق الوجه مبتسماً}.
وصفه الشيخ محمد محمود قرفول /ق/ بقوله: {وتر الفصاحة حاوي البلاغة.. ملك على عرش المعارف راقياً.. الكليم بهذه الدنيا.. ورع تنسّك بالعبادة}.
وقال عنه الشّيخ حسين حرفوش /ق/: /كان عليه السّلام عالماً علاّم، شاعراً لغويّاً بارعاً وهو أوّل من ركّب أشعاره من المحدثين على اللغة، قرأ النّحو على يد المرحوم الشّيخ علي حسن القاضي في بيت الشّيخ يونس، وتعلّم تعليماً بسيطاً عاديّاً في الأجروميّة ونجم الدّين وإعراب بسيط وقتئذٍ ومكث يجدُّ عليه.. وقد تعلّمت عنده أنا الفقير../.
ومدحه الشيخ يوسف علي الخطيب /ق/ بقوله:
حوى لطف الكمال كما تناهى.......... به عبد الكريم الفيلسـوف
ومدحه الشيخ علي سلمان المريقب /ق/ بقوله:
عبد الكريم السّـعد صورُ رايـة ......... التّكميل فوق جماله تتهفهـفُ
وقد مدحه العلامة الشيخ سليمان الأحمد /ق/ بقوله:
عربيّ لفظ يعرب الأسماء في ........... تدقيقهـا بتصرّف الأفعـالِ
هو كعبة العلم التي حجّت لها ........... من كلّ فجٍّ سـائر الأقفـالِ
جمع الشّتات من العلوم ففرّقت ............ عمّا حـواه غنائـم الأنفـالِ
قد نال من شرف الخصال أبوّةً ............. مختصّةً من نخبة الأفضـالِ
ذا بحرُ إحسانٍ وسفرُ نباهـةٍ ............. وسحابُ مكرمةٍ وصدرُ كمالِ
وإمامُ معرفةٍ وشمسُ معارفٍ ............ وهلالُ مجدٍ مشـرقٍ متلالي
يا قدوة البُلغاء جئتك سـاحباً ........... بتذلّلٍ صعـب المُنى أذيالي
ولقد يئسـتُ من البريّة جمّةً ........... وجعلت حُبّك بغيتي وآمـالي
عن صفحة حسان الصومعة