كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

مغامر سوري من منطقة القدموس يوثّق الزواحف ويؤهل الحيوانات البرية المصابة

في قلب الجبال السورية، يواصل عرفان حيدر رحلته الفريدة مع الطبيعة، حيث كرس خبرته ومعرفته في دراسة الزواحف والثدييات البرية والطيور المهاجرة، ليصبح واحدًا من أبرز الوجوه في مجال الحياة البرية في سوريا.
بدأت مسيرته عام 2007 حين شرع في توثيق الزواحف، ليحقق إنجازًا علميًا نادرًا بتوثيق أفعى الصل الأسود للمرة الأولى في البادية السورية. لم يكن هذا الاكتشاف مجرد خطوة شخصية، بل محطة مهمة في دراسة التنوع الحيوي السوري.
عام 2019 افتتح حيدر معرضًا لزواحف البيئة السورية، مقدّمًا ندوات علمية في المراكز الثقافية لتعريف الناس بخطورة الزواحف وأهميتها في التوازن البيئي. كما تعاون مع مؤسسة الاستكشاف السوري ثلاث سنوات متواصلة، وساهم بتطوير السياحة البيئية والتوعية المجتمعية.
إلى جانب نشاطاته العلمية، كان حيدر أحد المؤسسين في فريق المغامر السوري، الفريق الذي جمع بين المغامرة والوعي البيئي، عبر أنشطة جبلية وترفيهية ومبادرات تشجير ونظافة، وصولاً إلى المشاركة في إطفاء أكثر من 20 حريقًا التهمت مساحات من الغابات الجبلية.
ولم تقتصر خبراته على التوثيق العلمي، بل امتدت إلى مجال تأهيل الحيوانات البرية المصابة، سواء كانت طيورًا أو أفاعي أو ثدييات، محاولًا إعادة إدماجها في بيئتها الطبيعية، في خطوة إنسانية وعلمية تعكس عمق التزامه برسالته.
على الصعيد الأكاديمي، شارك حيدر في ندوات ومحاضرات علمية مع جامعة اللاذقية – كلية العلوم، مركّزًا على الطيور المهاجرة وأهمية حمايتها، كما تعاون مع جمعية سنديان البيئية في رحلات تسلق ومراقبة الطيور.
ورغم أن مؤهله الدراسي لم يتجاوز الشهادة الإعدادية، إلا أن خبراته الميدانية ومهاراته العملية جعلت منه مرجعًا لكل من يبحث عن المعرفة الحقيقية في قلب الطبيعة، مؤكدًا أن الشغف أحيانًا يتفوق على الشهادات.
يقول حيدر: “الطبيعة مدرسة مفتوحة، وكل تجربة مع كائن حي تعلّمنا درسًا جديدًا عن الصبر والتوازن والانسجام.”

إن تجربة عرفان يوسف حيدر تكشف عن نموذج شاب سوري جعل من المغامرة والمعرفة وسيلة لحماية الحياة البرية، ولعل دعمه ومنحه مساحة أكبر سيتيحان له أن يواصل رسالته، في زمن نحن بأمس الحاجة فيه إلى حماة للطبيعة

Map - Tartous