كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ملحمة كوروغلو.. البطل العلوي في الأناضول

في الأناضول، بعض العلويين في تركيا قد يعرفون هذا البطل، أما البقية فقد لم يسمعوا باسمه مطلقًا. لقبه "كوروغلو" يعني "ابن الأعمى"، وقد أطلق عليه السنة هذا اللقب للسخرية من والده. لكن كوروغلو لم يخجل من هذا اللقب، بل اعتبره فخرًا له، فلم يكن يخجل من دينه ولا من والده. كان مناضلًا علويًا مهمًا، وموظفًا للصفويين العلويين في الأناضول، وبطلًا شعبيًا. طوال حياته، سعى للثأر لوالده ولشعبه، وقاوم النظام العثماني السني الظالم، وخاصة والي بولو، حتى آخر قطرة من دمه.
اسمه الحقيقي "روشين علي"، وقصته مرتبطة بوالده. والده كان يوسف السائس، خبيرًا في تربية الخيول، أما العدو الأكبر لابنه فهو والي بولو الذي كان مولعًا جدًا بالخيول. في أحد الأيام، كلف والي بولو يوسف بإحضار حصان جميل له. يوسف، الذي كان خبيرًا جدًا بالخيول، اختار حصانًا يبدو قبيحًا في البداية لكنه واعد في المستقبل، وأحضره لوالي بولو. اعتبر والي بولو ذلك إهانة وسخرية منه، فأعمى يوسف بوضع الرمل في عينيه. ورغم العمى، اعتنى يوسف بالحصان لسنوات عديدة وربّاه جيدًا.
خلال هذه الفترة، نشأ روشين علي، شاهدًا على كل ما حدث لوالده ولم ينسَ شيئًا أبدًا. تعلم جميع فنون القتال وأتقنها، كما لو كان يستعد للثأر… وكان القدر يقوده في هذا الطريق.
في أحد الأيام، رأى يوسف الخضْر عليه السلام في حلمه، وتحدث معه الخضْر وأرشده إلى ما يجب فعله. وباقتراح الحِضْر، انطلق الأب والابن معًا لانتظار ثلاثة رغوات سحرية آتية من جبال بينغول عند نهر أراس. هذا النهر سيشفي عيني يوسف ويمنحه القوة والشباب لأخذ الثأر. لكن روشين علي شرب الرغوات الثلاث قبل والده دون أن يخبره. عندما علم يوسف بذلك، شعر بالحزن لكنه أيضًا شعر بالفرح، لأنه أصبح لديه ابن سيتذكر معاناة شعبه ويأخذ الثأر.
من بين الرغوات الثلاث، منحت واحدة القوة للحياة الأبدية، والأخرى الشجاعة، والثالثة الشعر. وبعد فترة، أوصى يوسف ابنه بالثأر له وترك له وصيته قبل وفاته.
هنا تبدأ رحلة كوروغلو، رحلة روشين علي ليصبح علي. التزم كوروغلو بوعد والده وصعد إلى الجبال ليقاوم والي بولو والنظام العثماني السني الظالم. كان ينهب قوافل والي بولو وينضم إليه الرجال المستاؤون من هذا النظام الظالم. كان يوزع الغنائم على الفقراء والأيتام ويساعد المشردين. وقد تأثر به الصفويون وعيّنوه ممثلًا لهم في الأناضول، فأصبح أقوى من ذي قبل.

رغم أنه اضطر للانسحاب بعد صراعه مع والي بولو ومعركة العلويين الصفويين ضد العثمانيين، لم يستسلم. انضم إلى الثوار العلويين الذين سئموا من المجازر العثمانية في حلب والبلقان والأناضول، وواصل القتال لأجل شعبه حتى استشهد هناك. كوروغلو قاتل حتى آخر قطرة دم، دفاعًا عن والده وشعبه، ولم ييأس أبدًا. في آخر لحظاته، قاتل من أجل العلويين وسقط فداءً لهم.

صفحة تاريخ العلويين