كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من قرية "بيت جاش" بدأت الحكاية المُعلّم "صالح محمد"

ابراهيم منصور

ولد عام 1942 وسجل في الأحوال المدنية عام 1948 لم يعرف الراحة في طريقه إلى العلم، فمنذ طفولته درس المراحل الأولى على يد خطيب القرية، قبل أن يسبر ويدخل مباشرة إلى الصف الرابع. تابع دراسته في "الدالية" ثم في "حمام القراحلة" حيث كان يقطع ثماني ساعات مشياً على الأقدام ليصل إلى مدرسته ثم انتقل إلى إعدادية "أبي العلاء المعري" في "دوير بعبدة"، وكان يسكن في "وادي القلع" يقضي ساعتين يومياً في الذهاب والإياب.
وفي الصف الثامن وجد نفسه في قرية بعبدة ليتابع مجاناً في مدرسة خاصة لأنه كان الأول على صفه، وعندما تغير المدير وطُلب منه القسط وهو لا يملك المال رغم تفوقه.
انتقل إلى "سلحب" وتابع في إعدادية "أبي فراس الحمداني" حتى نال الشهادة الإعدادية ثم مضى إلى "بانياس" لمتابعة الصفين العاشر والحادي عشر، حتى اضطرت ظروفه إلى الانتقال نحو مصياف لينال الثانوية العامة الفرع العلمي عام 1965.
رحل بعدها إلى "اللاذقية" حيث حصل على أهلية التعليم عام 1967، وبدأ رحلته في الحسكة مدرساً يتنقل بين مدارسها ثلاث سنوات، مُكلفاً أحياناً بتدريس الرياضيات رغم أنه لم يختص بها، لكنه أثبت تمكنه منها ثم عاد إلى قريته "بيت جاش" مدرساً لثلاث سنوات أخرى، وبعدها حملته الخطى إلى دمشق، فنال إجازة في الآداب عام 1972 ودبلوم التأهيل التربوي عام 1973 ثم أكمل خدمته الإلزامية وعُيّن خلالها مدرساً في ثانويات الحسكة حتى أنهى الخدمة عام 1978.
انتقل بعدها إلى "حماة" وعُيّن في ثانوية "محسن حيدر" في "سلحب" مدرسا للغة العربية وبقي فيها حتى عام 1990 ثم أصبح مدرساً أولاً ومشرفاً على بعض زملائه، وفي عام 2000 تسلم إدارة معهد "أبي فراس الحمداني" لتدريس اللغات وكان المعهد الوحيد في المنطقة، ففتح أبوابه للعلم ولأبناء الفقراء الذين وجدوا فيه سنداً ودعماً في أصعب المراحل استقال من التدريس عام 2002، لكنه بقي أكثر من عشر سنوات مديراً للمعهد مواصلاً رسالته في نشر العلم.
هكذا عاش معلماً ومربياً حمل رسالته من قرية صغيرة إلى مدن كثيرة، وترك أثراً باقياً في ذاكرة أجيال تعلمت على يديه، وما زال حضوره بيننا نوراً وذاكرةً طيبة ندعو له بدوام الصحة وطول العمر ليبقى ذخراً لعائلته وطلابه وأهله وأحبته.
صدى سلحب