قصر جابر العباس في قرية "الطليعي" معلم تراثي شاهد على حقبة مضت

فادية مجد- خاص فينكس:

في قرية "الطليعي" جنوبي مدينة صافيتا يتربع قصر جابر العباس المميز بقرميده الأحمر الجميل، ذلك القصر التراثي، الذي ما إن يذكر اسم القرية حتى نبادر مسرعين بالإشارة إليه. ونظراً لمكانته التراثية وأهميته، فقد شهد تصوير العديد من المسلسلات والأفلام التلفزيونية التي تناولت فترة الاحتلال العثماني و الانتداب الفرنسي.

و عند وصولك إلى بوابة القصر الرئيسية تدخل مباشرة إلى الطابق الأرضي للقصر والمؤلّف من المربع أو الصالون، والذي كان مخصصاً لاستقبال الشخصيات الرسمية، إضافة لوجود غرف نوم للضيوف وغرفة مكتب صاحب القصر، و أقسام الحمامات والمطابخ.

أما الطابق الأول، فمؤلّف من صالون كبير وغرفة سفرة طعام، و خمس غرف للمنامة، مع شرفة ذات إطلالة جميلة، ترد الروح، حيث النسائم العليلة، و الطبيعة الساحرة. كما يوجد ضمن سور حديقة القصر التراثي معصرة حجرية قديمة لعصر الزيتون، ماتزال تعمل حتى يومنا هذا، إضافة إلى بئر ماء.

و في حديث لـ(فينكس) مع الأستاذ "بسام القحط"، إجازة في التاريخ و يعمل في شعبة آثار صافيتا، بغية الحصول على معلومات تاريخية عن القصر و زمن بنائه و الأسرة التي بنته و أصولها وتاريخها أشار "القحط" إلى أن زمن بناء القصر يرجع الى أواخر العهد العثماني عام ١٩١٠، وقد بناه "جابر أفندي العباس بن محمد أفندي"، وهو بناء مؤلّف من طابقين من طراز البيت المقرمد ذي القناطر الثلاث، ومبني من الحجر التلعاوي والبازلتي المكلف، ويقع في أعلى تلة قرية "الطليعي" والتي تعتبر مركز سهل عكار التاريخي.

ولفت "القحط" إلى أن أصول "جابر عباس أفندي" ترجع إلى بيت الشيخ جابر منصور، الذي انتقل من حلب إلى جبال منطقة صافيتا ليسكن أولاً في قرية "سرستان" غربي صافيتا، في بداية الربع الأول من القرن التاسع عشر، أما ابنه عباس أفندي، فقد انتقل الى "خربة بسماقة"، وهي مزرعة في أعلى قرية "بشرائيل" شرقي مدينة صافيتا، و قد بنى ابن عباس (محمد أفندي) حوالي عام ١٨٦٠م أوّل بيت تراثي في مزرعة "بسماقة" في قمة جبل بشرائيل المطلة مباشرة على الوادي الاعلى لنهر الأبرش وعلى جبل السيدة التاريخي.

وبتواصل (فينكس) مع مدير آثار طرطوس الأستاذ "مروان حسن" أشار إلى أن القصر غير معيّن، وهو قصر تراثي لأن عمره الزمني أقل من مئتي سنة، أما الاثري فيكون عمره الزمني فوق المئتي سنة.

وأخيراً: هي دعوة لزيارة ذلك القصر التراثي الذي كان شاهداً على زمن مضى، يجب الحفاظ عليه كمعلم تراثي ونموذج للعمارة الجميلة.